23 ديسمبر، 2024 10:36 ص

الكذب بضاعة الحكومات المفلسة

الكذب بضاعة الحكومات المفلسة

الكذب هو القاسم المشترك بين الانظمة المستبدة والحكومات الفاشلة.كل الأنظمة القمعية والحكومات الفاشلة تمارس الكذب..الأولى تفعل ذلك حتى لا يكتشف العالم هول الممارسات الوحشية التي تقوم بها بحق شعوبها,اما الثانية فتلجأ الى الكذب حتى تغطي على فشلها.وهكذا فكلما كانت الانظمة والحكومات بعيدة عن العدل والصلاح والرقي والنجاح كانت هي الى الكذب اقرب,وكلما كانت قريبة من المساواة والرحمة والسداد ابتعدت عن الكذب ونأت بنفسها عنه.

ولعل خير دليل على ما نقول فيما يخص الحالة الاولى هو نظام صدام حسين الذي كان نظاماً دموياً وقمعياً بامتياز فلقد ظل هذا النظام طيلة السنوات المظلمة التي حكم فيها العراق وحتى لحظاته الاخيرة يمارس الكذب بمختلف أشكاله وأنواعه وألوانه في محاولة منه لطمس الحقائق ,وتبرير الجرائم المروعة التي كان يقوم بها بحق ابناء الشعب العراقي غير ان كل اكاذيبه المنمقة والمحبوكة بعناية لم تتمكن ابدا من الصمود بوجه الحقائق الناصعة ,والادلة الدامغة, وما استطاعت قط ان تجمَل صورته القبيحة والبشعة.

اما فيما يخص الحاله الثانية فما من دليل اصدق واوضح من الحكومات المتعاقبه التي حكمت العراق بعد عام 2003 والتي كانت بمجملها حكومات فاشلة وفاسدة حد النخاع .

لقد ظلت هذه الحكومات طيله السنوات التي تلت سقوط نظام صدام وحتى يومنا هذا تكذب وتكذب من دون انقطاع في محاولة يائسة منها لتبرير الفشل والفساد التي تغرق فيه .. كم من مرة وعد رئيس الحكومة السابق الشعب بتوفير الكهرباء واتضح فيما بعد انه يكذب ..كم من مناسبه شدد فيها واكد بانه سوف يوفر الامن والاستقرار والحياة الحرة الكريمة لجميع المواطنين ومرت الايام ليتضح فيما بعد بان اقواله تلك ماهي الا اكاذيب ..وكم من وزير خرج على الملأ بمناسبة او من دون مناسبه وراح يغدق عليهم الوعود وانقضت الايام والشهور بل والسنوات ولم يفِ هذا الوزير بوعد واحد من وعوده .

وليت الامر توقف عند الحكومة السابقه ،فهاهي ذي الحكومة الحالية تنهج نفس نهج سابقتها وتستمر في نسج الاكاذيب .فمنذ اليوم الاول الذي تسلمت فيه مهامها وهي لم تتوقف ابدا عن اطلاق الوعود الزائفه والاقوال البعيدة تماما عن الحقيقة واظن أن الكل يتذكر خطاب رئيس الوزراء التاريخي بعيد نيل حكومته ثقه مجلس النواب والوعود الوردية التي اطلقها والتي لم يتحقق منها وعد واحد على الاطلاق .فلا مشكله الكهرباء التي وعد بحلها قد حلت بل على العكس صارت أسوأ ، وظل ملف الامن وملف الخدمات يراوحان في مكانيهما رغم انه قال ان من اولويات عمل حكومته توفير الامن والخدمات للمواطن .واما عن وعوده بتحرير المدن التي أغتصبتها داعش ومحاسبة السراق والمفسدين فحدث ولا حرج ،فحتى هذه اللحظة مايزال مصير الكثير من المدن المهمه التي احتلتها داعش ومنها الموصل غامضا ً ،ومايزال الفاسدون واللصوص ينهبون ويسرقون ويمرحون ويلعبون من دون حسيب ولا رقيب .

وهاهي ذي سنه قد أوشكت ان تمر من عمر حكومتنا الرشيدة ونحن لم نقبض منها سوى الكذب والاباطيل والاقوال التي لاتمت للحقيقه والمنطق باية صله والتي لايصدقها حتى المجنون ناهيك عن العاقل والتي كان اخرها ماجاء على لسان رئيس الوزراء من ان الحكومة قررت شمول بيوت الوزراء والنواب والمسؤولين في المنطقه الخضراء بالقطع المبرمج .

في نيسان كان بعض الناس لايمانعون ان يكذب أحدهم كذبة بيضاء واحدة لا تضر ولا تنفع ويسمونها كذبة نيسان.. وعلى مايبدو أن ساستناا يتعاملون مع جميع الأشهر على انها نيسان فتراهم يكذبون من دون خجل او حياء في جميع الشهور.