18 ديسمبر، 2024 10:12 م

الكتل ومحاولة البقاء على قيد الحياة السياسية

الكتل ومحاولة البقاء على قيد الحياة السياسية

لو نظر أي باحث الى طرق تكون الكتل السياسية بعد 2003 ، لوجد انها لملمة احزاب وأشخاص لا يجمعهم شعار واحد او هدف واحد او برنامج واحد ، بل ما جمعهم هو هم واحد الا وهو التعويض عن الحرمان الذي لحق بهم وهم في المنافي ، (الحرمان من السلطة والمال )وهذا التعويض دفع بالجميع إلى تسخير كل ما هو ممكن لصالح ما هو باليد ، والغريب ان السلطة لم تكن قد آلت إليها جميعا بالثورة على النظام السابق ، وانما آلت إليها بالاستلام السلس و السهل ، استلام البطران ، ويشترك بهذا الوصف العام جميع الكتل الشيعية والسنية ، أما الكتل الكردية فيوحدها هدف وهم الدولة الكردية ويقسمها الولاء العشائري زائدا حب الزعامة ، وبسبب ما تقدمنا به اضافة الى الجهالة بأصول وضوابط الحكم ، فإنها فشلت في ان تملأ السلطة ، فقد فشل أشخاص الكتل في التعريف بأنفسهم تعريفا سياسيا واداريا ، وأخيرا فشل الجميع بالحصول على الخبرة في التصدي للعمل الحكومي العام ، وقد انعكس هذا الفشل الشامل على مرافق الدولة وحال بينها وبين الناس مما دفع بالمواطن للثورة التلقائية عليها وعلى قادتها وحكم عليها بالموت السياسي، والغريب انها لم تتعلم ، فبدلا من الاعتراف بالفشل أمام ساحات الاعتصام الشعبي أخذت الكتل في معرض الدفاع عن وجودها السياسي توجه مليشياتها لضرب واغتيال المتظاهرين وتغييب القادة والمعارضين بذات الطرق التي واجه بها النظام السابق المعارضة ،
ان الأخذ بمبدأ الدفاع عن النفس حول الكتل السياسية إلى أعداء وخصوم للشعب ، وجعل من أساليب الدفاع عن الذات وسائل تضعف تواجدها على الساحة ، وان دفاعاتها أخذت تتراجع أمام النفور الجماهيري منها ومن رجالاتها وأساليبها ، وباتت حياتها السياسية تعاني الموت السريري ولم تعد وسائلها بقادرة على مدها بالحياة السياسية والدليل عدم قدرتها حتى على تشكيل حكومة منذ أشهر عديدة …