22 مايو، 2024 10:14 ص
Search
Close this search box.

الكتل السياسية ومسالة الوقوف امام التاريخ ( الحلقة الاولى )

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكل يعلم ويشاهد مدى انفضاض  الاتباع والانصار عن الكتل ، بل ان القسم منهم  اخذ يوجه النقد والنقد اللاذع لقادة تلك الكتل . والسبب  بسيط هو ان   هذه الكتل لم تعد تعبر عن هموم انصارها واتباعها ، بل وابتعدت تدريجيا عن هموم الوطن برمته ، واخذ عقدها ينفرط بالتدريج هو الاخر  ،لان  هذا العقد لم يتشكل منذ البداية على اسس  ومبادئ  ومسلمات محددة وواضحة ، بل الجامع الاوحد هو الفوز بالانتخابات ليس الا ، والمعروف في علم النظم السياسة ان لكل تحالف عقد مكتوب ومبوب فيه شروط  ادارة السلطة وفق برنامج سياسي واقتصادي معرف بالارقام ومحدد بالتواريخ، وان تكون هناك لجنة مشتركة تسهر على متابعة وتطبيق هذا البرنامج الحكومي ،  غير التحالف الوطني مثلا ومنذ البداية تكونت وحدته الانتخابية على اساس وحدة المذهب  لا وحدة الرؤى الادارية والابعاد السياسية للدولة واغفلوا يومها كقادة بل وحتى قواعد ان هذه المنظمة هي دولة وليست حلقة حزبية او دينية يدرس فيها اصول الدين او خيارات المذهب ، وان القادة فيه ابتعدوا تدريجيا بالدولة خارج اطرها القانونية وابعدوها لسبب او لاخر عن المواطن مما حدا بهذا المواطن ان يعود من جديد لمعاداة الدولة مثلما كان يعادي دولة صدام ، ولما كان ذلك سينعكس على قيادة التحالف ،فان هذا التحالف اليوم  يعاني من 
1.. تقلص مريديه ومؤييديه في الشارع وان وجد البعض فانه نتيجة للتمسك بالمذهب لا بالتحالف وقادته، وهذا لا ينطبق على الاتباع المقربين انما نبحث هنا مسالة التاييد العفوي والتلقائي الذي كان التحالف يحظى به في البداية او عند تشكيله .2 .. ابتعاد القيادات الشيعية بعضها عن البعض الاخر  وذلك لعدم ايمان هذه القيادات بمبدا القيادة الجماعية وتحول مبدا القيادة عندهم من مبدا التنظيم القيادي الى مبدا التنظيم الشخصاني ، اي شخصنة القيادة  وصار القائد هو الحزب او الكتلة ،اي العودة الى المرض الاجتماعي المزمن في العراق الكل يختصر بي انا.3 .. الانشطار المركب لاحزاب  التحالف  نتيجة اختلاف الاراء داخل الحزب الواحد مضافا اليه ابتعاد احزاب هذا التحالف بعضها عن البعض الاخر ،لا بسبب  الاختلاف على برنامج وانما الاختلاف في المصالح. 4 .. ان اي وهن يصيب التحالف الوطني  ، هو وهن للبلد لان التحالف وبحكم الاغلبية من اتباعه هو المعني بالقيادة لغاية هذا التاريخ ، فالكل مدعوا لوضع المسار على سكة جديدة ، ووفق برنامج حكومي موحد ومفصل بخطوات ادارية واقتصادية وبخطط خمسية واضحة المعالم على ان يبت نهائيا في موضوع القطاع العام اما بتشغيله او تحويله بعد تشغيله كمرحلة اولى الى قطاع مختلط بالتشاور مع نقابات العمال، وان يضع التحالف خططا جديدة في برنامجه الانتخابي  لمعالجة البطالة . وبعد التحالف الوطني  يتقدم تحالف القوى الصفوف في الوهن  والانقسام  نتيجة كونه يضم قوى ليست قوية بل هي قوى اعتمدت هي الاخرى على الحشد المذهبي لا السياسي . فاذا كان التحالف الوطني منقسم بسبب مرجعياته فان تحالف القوى منقسم بسبب قوة شخصياته وولاءاتهم العشائرية والحق ان ادارة بلد او محافظة لا يستقيم ومنطق العشيرة لان منطق العشيرة منطق وسلوك نقابي ، والكل يعلم ان تحالف القوى تشرذم هو الاخر بفعل التشرذم الاجتماعي الذي اصاب الشارع السني بفعل تحارب وانقسام العشائر بل وانقسام العشيرة الواحدة على نفسها ، ان الارهاب  دفع الجميع للوقوع في الاخطاء سنة وشيعة لا بسبب الارهاب نفسه  بل بسبب تعريف الارهاب وهذا ناتج عن شئ واحد الا وهو الاختلاف في الوطنية ان اتحاد القوى مدعو كما هو التحالف الوطني الى فرز واستئصال العناصر الفاسدة قبل الانتخابات القادمة ، والعمل على وضع خطة مشتركة لتطهير دوائر الدولة من الفاسدين .
اما التحالف الكردستاني فهو تحالف المختلفين ، وهو تحالف المنشقين البعض عن البعض الاخر والمتناحرين منذ الستينات ، فالعقيدة للاتحاد الوطني الكردستاني  هي ليست العقيدة التي يؤمن بها الحزب الديموقراطي الكردستاني  والتحارب بينها هو تحارب جغرافي ، وهو ايضا خلاف عوائل وعشائر لا يمت للمواطنة بشئ، وامواطن العراقي في كردستان مثل بقية العراقيين لم يحصد لغاية الساعة ولو مكسب واحد . وقد دخلت كتلة الغيير ذات الطابع الاسلامي الى حلقة الصراع الكردي ،مما حدى بالاكراد وللمرة الاولى الاختلاف امام الجميع في مسألة سحب الثقة عن وزير المالية هوشيار زيباري  قريب السييد مسعود البرزاني المتستند الى شخصانية السلطة ، وهو الاخر يقول انا وابي تاريخ الاكراد ولم تبنى كردستان الا بي ، وهو الاخر يقع بالوهم الاجتماعي  لولاي لما كان .ان الامراض الاجتماعية يشترك بها جميع السياسيين العراقيين ومنذ تمرد بكر صدقي على الديموقراطية الوليدة في انقلابه عام 1936 والسياسي العراقي يرى نفسه فوق قدرة البشر ، وكان من نتائج ذلك هو ان العراق لا يخرج من ازمة الا ويدخل اخرى  ، وكنت انا شخصيا اعتقد ان سياسي بعد 2003 اتعضوا من التاريخ ، ولكن ما حصل هو ان اي منهم يدعي ان هو صانع التاريخ ، ونسي الجميع ان التاريخ تصنعه الشعوب ، اما بعد كل ما تقدم تتقدم القائمة العراقية الصفوف في التاخر والانضواء على النفس وتركت الساحة السياسية الا من بعض التلميحات والتصريحات للسييد زعيم القائمة ، الذي اخذ  يعمل ويغرد خارج البلد ، وان بقية الاعضاء فيهم المتمرد على زعيمه او المؤييد عن مضض ، وذلك بفعل ذات المرض المصاب به اغلب السياسيين العراقيين ، انا زعيم القائمة على الجميع تنفيذ ما اطلب ، وهكذا سارت جميع القوائم يسارها ويمينها تحت عقدة زعمائها، ولم  تك زعاماتهم عند قدر المسؤولية بل تخطاها الزمن  وللمرة الاولي يتخطى شعب العراق زعماته وينزل الى الشوارع في جميع المحافظات الجنوبية والشمالية ، ولو لم يك التهجير لثارت جميع المحافظات بوجه القيادات الحالية ، وعلى هذه القيادات منذ اللحظة ان تفكر مليا في اساليبها القديمة وان تضع الصحيح من الاساليب والخطط لغرض الوصول الى السلطة من جديد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب