23 ديسمبر، 2024 5:32 ص

الكتل السياسية بين كماشة الخداع والأصباع البنفسجية..

الكتل السياسية بين كماشة الخداع والأصباع البنفسجية..

الانتخابات هي العملية الرسمية لاختيار شخص لتولي منصب رسمي, أو قبول أو رفض إقتراح سياسي بواسطة التصويت. من المهم التمييز بين شكل الانتخابات ومضمونها. في بعض الحالات توجد الأشكال الانتخابية ولكن يغيب المضمون الانتخابي مثل حالة عدم توفر الخيار الحر وغير المزيف للإختيار بين بديلين على الأقل. معظم دول العالم تقيم الانتخابات على الأقل بشكل رسمي ولكن في العديد من الانتخابات تكون غير تنافسية.
في العراق ذو الديمقراطية الوليدة والتجربة الحديثة كان المال السياسي, والوعود الكاذبة هي الفيصل في كل أنتخابات فقد غابت البرامج الأنتخابية من أغلب الكتل السياسية, بأستثناء بعضها القليل, والذي يكون عاجزا أمام مغريات المال والوعود.
في الأنتخابات الماضية, أجتمع أحد المرشحين بأبناء قريتة النائية, في بيت أحد الوجهاء, وبحضور كبار القوم وشبابها, ووعدهم بأنه في حالة فوزه سيعمل على مد الماء الصالح للشرب الى قريتهم المنكوبة بالعطش, والماء الملوث, وبعد فوزه لم يكلف نفسه بالسؤال عن أحوال قريته العطشى.
دارات الأيام وأنتهت الأربع سنوات وجاءات الأنتخابات الجديدة, وعاد صاحبنا الى نفس القرية, وجمع أبنائها مطالباً أياهم بأعادة أنتخابه, وأنه سيعمل على تقديم أفضل الخدمات لهم, وعلامات الكذب بادية على محياه, كبير القرية قام بواجب الضيافة, فقدم له كأس من الماء الذي يشربون منه, مملوء بالطحالب والطين.
هنا بقى صاحبنا متحيرا, ماسكا كأس الماء, فأن شربه فقد يمر ض, وأن لم يشربه يصاب بالحرج أمام ناخبيه, هنا فجاءة دمعت عيناه, وبان الحزن عليه, فبادرة أصحاب القرية, مالذي يبكيك كلنا سوف نتخبك, ياستاذ, أجابهم بحيلة السياسية التي أكتسبها من ماله الحرام, بأنه تذكر عطش الحسين عليه السلام!.
الشعارات والخداع والكذب الذي مارسه أغلب أعضاء مجالس المحافظات والبرلمان, أثناء حملتهم الأنتخابية,ظناً منهم أنها ستنطلي على أبناء الشعب العراقي باتت مكشوفة,وفارغة المحتوى, كون العراقيين اليوم غير قبل أربع اعوام سابقة, السندات الوهمية فايلات التعينات المقاولات, كانت شعارهم فيما سبق وأنتهت الأربع سنوات فماهو جديدكم اليوم.
الكتل السياسية المخادعة اليوم بين كماشة الزيف والكذب والخداع وبين الأصابع البنفسجية للناخبين الذين دونوا ملاحظاتهم وميزوا بين الصالح والطالح وبين من خدم محافظة ووفر لها الكهرباء على مدى أربع وعشرين ساعة وشرب من ماءهم وأكتوا بحرارة الطقس معهم وبين من غاب في غياهب الخضراء, لمدة أربع سنوات سجال لن ينتهي الا يوم العرس الأنتخابي والعقل هو الحاكم فيه.