23 ديسمبر، 2024 9:09 ص

الكتلة الوطنية للإنقاذ حلم أم حقيقة..؟

الكتلة الوطنية للإنقاذ حلم أم حقيقة..؟

يبقى الوضع الحالي للعراق معقدا، ويلوذ بنفسه بين كتلة سياسية تدعي الإصلاح ولم نرَ منها إلا الفوضى لحد الآن، وجهة أخرى تقف مع الواقع الحالي برغم سوئه، ولا تريد المجازفة نظرا لظروف الحرب والاقتصاد المتدهور، وربما لغايات أخرى، وجهة ثالثة تقفز مرة هنا وأخرى هناك متعكزة على رأي جمهور لا يعلم أين يريد الذهاب.طرحت آراء مختلفة كحلول وربما تاعها مريدوها في كل أزمة تمر بالبلد، فحكومة الإنقاذ تطل برأسها علينا كل ما تأزمت الأمور، وهي في حقيقة الأمر ليس لها وجود إلا في عقلية من يطرحا فلا دستور يسندها، ولا قانون يقول بها، ولا أعراف سياسية تواسيها.إقالة الرئاسات الثلاث نبزت كمبادرة أيضا، في ساعة غضب وكردة فعل متطرفة، أتخدها النواب المصلحون، ضد كل ما هو رئيس في العراق، ومن غير أن يعرفوا إلى أين ستصل بهم مقامرتهم؟، وأين سيذهبون بالبلد؟،

فأقالوا رئيسهم ونصبوا بديلا عنه، في جلسة برلمانية كأنها وحيدة الدهر، فلم يستطيعوا أن يعقدوا غيرها، ولم يستطيعوا أن يتنازلوا عما قاموا به فيها.ما طرحناه ليس دفاعا عن الرئاسات الثلاث، فكل ويلات البلد من هذه الرئاسات، وأولها رئاسة الوزراء، التي استطاعت أن تكسر الجرة برأس البرلمان، بينما المفروض أن يتماسك أعضاء البرلمان ويحاسبوا الرجل التنفيذي الأول بالبلد، لا أن يذهبوا الى طريق التطرف والغلو ويسقطوا مؤسستهم التشريعية، ليصنعوا بدلا عنها فراغا سياسيا، نحن في غنى عنه في هذه الظروف العصيبة.وبالرغم من النتائج غير المعروفة، وربما السلبية لهذا الحراك السياسي بشكل عام، إلا أنه لا يخلوا من فوائد جمة، حفزت آخرين كانوا قد هددوا سابقا، لأن يتخذوا قرارات مصيرية، فالتحالف الوطني لم يعد موجودا، ولابد من البديل، بعد أن تخلت عنه رئاسة الوزراء، وأصبح صنما من التمر يعود له المتخاصمون بعد أن يشعروا بالجوع فقط.الطائفية أيضا خفت حدتها ونال منها حتى الطائفيون بمختلف توجهاتهم، ونزعوا لباسها لبعض الوقت، وهذا نصر آخر، إلا أنهم عادوا هذه الأيام فمعركة الفلوجة نالت من وطنيتهم المصطنعة، وهزت مشاعرهم الفئوية، خاصة وأنها معركة فاصلة في تحديد النصر على داعش، وتحرير الفلوجة يعني عودة المختطفة بعد سبي دام ثلاثة عشر عاما.يبقى الحل الوحيد بيد عقلاء القوم بالرغم من قلتهم، فطريق الاعتدال ليس كالطائفية، فالأول يخسر الجماهير والثاني يكسبها، والجماهير لا تفهم طريق التعقل كما يقول “كوستاف لوبون”، ولكن هناك بارقة أمل بتكوين كتلة عابرة للطائفية من كل المكونات، أقطابها المعتدلون لتكون الكتلة الوطنية للإنقاذ.