23 ديسمبر، 2024 11:10 ص

الكتلة العابرة بين الداخل والخارج !

الكتلة العابرة بين الداخل والخارج !

الانسدادات والازمات السياسية الداخلية والخارجية، تفرض اعادة صياغة المشهد الداخلي والخارجي وفق رؤى واستراتيجيات ترتقي مع النضوج الحاصل لما بعد الأزمات، والا فنحن نستحق الدرس مرة ثانية، النضوج الذي يجعلنا ننطلق مما انتهينا منه، لنستشرف المستقبل ونقرأ الواقع بصورة مغايرة، لا يعني اننا نخطأ مسارنا السابق وانما لكل مرحلة خطابها ومسارها، الذي لا يعني البتة تغيير المبادئ والثوابت وانما تغيير الاستراتيجيات والأولويات، ومنها الكتلة العابرة للمكونات والطوائف والقوميات، وما يترتب عليها من مواقف ومقدمات داخلية وخارجية، لان الداخلي يتأثر بالخارجي والعكس صحيح، لنكون امام رؤية عابرة للمكونات والقوميات والطوائف داخليا ً وخارجياً !
الكتلة العابرة ضرورة وطنية لا مناص منها ولا هروب، لتعيد صياغة فلسفة الحراك السياسي الداخلي من دول الجوار الى داخل حدود الوطن، لتكون اعترافاً ضمنياً بأن الحراك الداخلي يجب ان ينبع وينتهي داخلياً، لنتجاوز العقد والعداءات والمحاور التي لم نكسب منها شيء، ليكون العبور المطلوب داخلياً وخارجياً، كما ان المجتمع المنغلق يؤدي الى الصراع والتفكك، فأن البلد المنغلق على محور واحد سيخلق له أعداء من المحور الاخر هو في غنى عنهم، الانفتاح على المحور العربي اصبح حاجة ملحة لسببين، الاول لما له من تأثير سلبي كبير على الواقع العراقي في حالة استعدائه، والتجربة التي نقترب من ختامها ابرز دليل، اما السبب الثاني فهو التقهقر السياسي والاقتصادي الذي يعاني منه بعد الأزمات الاقتصادية والحروب التي دخلها في اليمن وسوريا، وزاد الامر سوءاً وصول ترامب الى البيت الأبيض، القراءة العميقة لكل المعطيات العربية تدفع استثمار العمق العربي للعراق، من دون خسارة الصداقة الاستراتيجية مع ايران، لنكون امام تحدي الموائمة بين المحورين لنكون مؤثرين لا متأثرين، فاعلين غير منفعلين بالأزمات الاقليمية
الربط بين الكتلة العابرة للمكونات داخلياً بالجانب الخارجي، سببه تأثر المكونات العراقية بالصراع الاقليمي بين المحورين، مما أنتج محاور داخلية على شاكلة المحاور الخارجية، لنعيش توازناً اقليمياً داخلياً قائمة على استغلال ضعف كل محور لصالح المحور الاخر، لتحقيق اكبر قدر من المكاسب الممكنة، متناسين ان اللعبة الصفرية لا تعني خسارة طرف وربح طرف بقدر ما تعني خسارة وطن، هذا وغيره أنتج لنا حراكاً وطنيناً يتجه الى التحرر من المحاور نحو الحراك المنفتح على الجميع، رافضاً كل الأحكام المسبقة والتي تدفع بأتجاه الانغلاق، لنكون امام سيل من الزيارات لقيادات عراقية الى دول الجوار ولكلا المحورين، لترسيخ هذه المفاهيم وإيضاح ابعادها، وتشكيل التيارات ذات الصبغة الوطنية الصريحة كتيار الحكمة الوطني، على أنقاض الرؤى التي تنسجم مع المرحلة الماضية لا الحالية .