عند الحديث عن “الكتلة الأكبر” في هذا الوقت، وإجراء الحوارات والمباحثات بين الكتل الفائزة، لوضع سيناريو يتم من خلاله إعلان الكتلة التي سيكون على عاتقها تشكيل الحكومة وفق القانون؛ نشعر بأن إرادة التغيير غير حقيقية، بسبب المتغيرات الكثيرة وإختلاف الرؤى.
لاحظنا خلال المرحلة السابقة التي تلت الإنتخابات، أي بعد إعلان النتائج مباشرة، بولادة مرحلة ” أحچي وياچ يا بنتي وأسمعچ يا چنتي” نهاراً والذهاب بتوقيع بنود إنبثاق تحالف برلماني ليلاً!
لا يمكننا التغاضي عما يحصل، من شَدّ وجذب على حساب وطننا وأمتنا، فالغالب بمباحثات تشكيل الكتلة الأكبر هي المصالح الحزبية؛ وإلا لماذا لا يتم التنازل عن بعض المستحقات ويتم التفاهم سريعاً وتشكيل حكومة بناء وإعمار؟ وكما يبدو فأن الخلافات بين الكتل، تنحصر بآلية تقسيم الحقائب الوزارية بطريقة المحاصصة، وليس عن طريق الكفاءة والقدرة وكما يسميه بَعْض قادة الكتل الـ “تكنوقراط” .
جميع الخيارات مفتوحة في حال فشل المحادثات بين قادة الكتل ومن يمثلهم، ولا نستثني الإنقلاب المسلح؛ كون إن بعض الكتل التي تفاوض على تشكيل الحكومة، تتعكز وتستند على فصائل وأذرع مسلحة تستطيع إغراق السفينة، وغنم الجمل بما حمل.
نتوقع أن تستمر المباحثات ما بين الكتل الفائزة في الإنتخابات الأخيرة طويلاً؛ وستفضي إلى تشكيل حكومة تختلف عن سابقاتها، تمهد لبناء عراق سيعتمد بالأساس على ما يستورد من دول الجوار! وسيتم مقايضة النفط، بالأمن، الماء، الحلويات، وحتى الهواء، وبالتأكيد سيتم تفعيل الضرائب على جميع السلع والمهن، وسيسدد المواطن العراقي عجز الموازنة وربما سيسدد ديون العراق الخارجية، لاسيما ديون الكويت.
لا يمكن تسمية الحكومة القادمة، وفق الإطار الحالي “بالحكومة التوافقية الوطنية”؛ بسبب الخلافات والإختلافات بالرؤى والأهداف، ونخشى أن تداهمنا الأيام، ولا نستطيع تدارك ما سيحصل؛ فالوقت ليس كافيا لمزيدا من الحوارات ” حي على خير العمل” تيقنوا أيها الإخوة قادة الكتل والأحزاب بكل تسمياتكم، إسلاميون، وطنيون، علمانيون، مدنيون، سائرون، فاتحون، متمدنون، والقائمة طويلة !
بأن عدوكم يتربص بكم؛ وسينقض عليكم ساعة يشاء، فالحذر الحذر أن يأخذكم الوقت بالحوار وتقاسم الغنيمة، فالنصر تحقق في معركة أحد لكن العدو إلتف من الخلف، وقلب الإنتصار هزيمة.