18 ديسمبر، 2024 9:32 م

الكتابة وعبث المراهقة ” بعض الردود مثالا “

الكتابة وعبث المراهقة ” بعض الردود مثالا “

عندما كتبنا عن مراهقي الكتابة هذه ألايام وأستعرضنا أمثلة كثيرة لمن جسد المراهقة في كتابته ولم نكن نعني شخصا بعينه وأنما حيث يقودنا الدليل لانبالي بكشف العليل .
وعلى قاعدة ” يكاد المريب يقول خذوني ” ظهر لنا من يفسر المراهقة بمرحلة الفتوة ويستنكر علينا جهلا ذلك المصطلح ومن معالم ذلك الجهل وسوء الفهم :أعتبار شعار : لافتى ألا علي ولا سيف ألا ذو الفقار من مصاديق صحة ماذهب اليه , وماذهب اليه هو الخطأ لمن يعرف حدود المصطلحات .
وهذا الذي وقع في خطأ المصطلحات ومنها أستعماله لمصطلح المنغولية في غير محله , وعندما أردنا تصحيح أطلاق مصطلح الديمقراطية على الدول التي تدعم المعارضة السورية المسلحة التي لم تعد ينطبق عليها مصطلح المعارضة بعد مشاركة غير السوريين في دمار سورية وهي مشاركة لم تعد خافية لذي عينين وأن عمل تلك الدول في الحدث السوري لم يكن ديمقراطيا كما لم يكن ديمقراطيا في العراق , راح الضائع بين المصطلحات يتهمنا بتأييد الدكتاتورية مما جعل مصطلح مراهقة الكتابة التي أطلقناها على من يستحقها وأذا به يستحقها بلا ريب , وعندما تذكرنا أنه كان يسجل محاضراتنا ولقاءاتنا في التسعينات زاد أستغرابنا من أسرافه في لهجة ألاحتقان التي وصلت الى حد الشتيمة وألانتقاص من تسمية مركزنا بمركز الدراسات وألابحاث الوطنية وذلك بعد مقدمة يتيمة عن عدد النخيل وعدد الكتاب الذين أتهمهم بشتى التهم لاسيما بعد 2003 والذي كان يحضر مراسلا لبعض الفضائيات أو ألاذاعات في التسعينا ت في بيروت ليسجل محاضراتنا ولقاءاتنا لايحق له من باب المهنية وأخلاقها أن يحشرنا مع موجة التسطيح الكتابي وموجة ألادعاء بالعناوين التي لامصداقية لها ونحن من نعاني من ذلك وكتبنا عنها من باب التشخيص والفرز وليس من باب التشفي وألاحتقان كما فعل هو عبر أكثر من رد لايجعل منه يحتل مكانا في حوارات المعرفة لآنه هرب من مستوى الحوار القرأني الذي لايهرب منه من يحب المعرفة ودأب على تكرار حالات الشبهة بسبب اللغط ألاعلامي المضلل صانع فجيعة الفتنة التي أذا نشب قرنها أكلت حتى المعصوم , ونحن اليوم في فتنة وأستبيان طريق الحق الذي لايستوحش أهله قلة سالكيه , ومن أراد الرد علينا كبر في عينه كثرة الموجودين في الطرف ألاخر لذلك قال : ومعهم نصف العالم ” يعني مع المعارضة السورية ولانريد أن نذكره بقوله تعالى ” وأكثرهم للحق كارهون ” بعد أن ظهر أنه لايكترث بذلك ويعتبره مجرد ترداد للآيات القرأنية في عملية هروب هي أقرب للآمية الفكرية .
وأزداد طفح ألاخطاء لمن أستهواه الرد فوقع في هفوة أعتبار معمر القذافي مناصرا للمقاومة ؟ وذلك في محاولة لمقارنته بمن ظهر جليا وعبر أكثر من أربعة عقود داعما للمقاومة ومحتضنا لها ثم مضى عليه أكثر من ثلاثة عقود وهو يحتضن المقاومة ألاسلامية والوطنية في لبنان والتي جعل تدافع ألاحداث تبرز حزب الله اللبناني في مقدمة المقاومين الذين لم يسقط مشروعهم الكفاحي رغم كل التكالب والتجييش ضده ؟
أننا عندما نتكلم عن ظاهرة المقاومة والممانعة لانتكلم عن فضاء أفتراضي كما يفعل الشعراء ومن يحلو له أن يحلم , وأنما نتكلم عن حالة أثبتت وجودها عبر رد ألاحتلال ألاسرائيلي عن بيروت ثم عبر طرد ألاحتلال ألاسرائيلي عن لبنان عام 2000 ثم عبر الصمود ودحر مدرعات ودبابات الجيش ألاسرائيلي عام 2006 وهي حرب تموز على لبنان , ثم في حرب 2008 على غزة , ثم تلتها حرب 2012 على غزة وأعتراف حماس بلسان خالد مشعل بالدعم والتسليح ألايراني رغم ميله ألاخير الى محور قطر تركيا والسعودية لاسيما بعد مجيئ حكم ألاخوان المسلمين الى مصر وتلاه أعتراف الجهاد ألاسلامي بلسان عبدالله شلح بالدعم السوري والتسليح ألايراني الذي كلله السيد حسن نصر الله بالشكر وألامتنان لكل من سورية وأيران , بينما نرى أنظمة التبعية العربية تحول بوصلة الجهاد من مواجهة أسرائيل الى حشد المرتزقة من مختلف دول العالم للجهاد في سورية حتى بدأت حملات التبرع علنا في مواسم الحج والعمرة مما جعل هذا النوع من الجهاد مزيفا حالما تراجع عنه أصحابه بأيحاء من أمريكا وراحوا يرددون القول بالحل السلمي ؟
أن ألاعلام المضلل وفي حرب كونية لامثيل لها على سورية شوهت كثيرا من الحقائق التي راح ضحيتها من سولت له نفسه بأتهامنا بتأييد الدكتاتورية التي قضينا عمرنا السياسي في محاربتها وعندما أردنا له ولغيره أن يتأمل بالحدث على ضوء المتغيرات بعيدا عن العقد وألامزجة التي تبقى أسيرة العقول المغلقة حيث لايمكن المساواة مابين مايسمى بجبهة النصرة التي يترأسها أمراء من ألاميين في كتاب الله وسنة رسوله والذين يريدون من أتباعهم طاعتهم في كل شيئ , هذا مع ثبوت قيامهم بالقتل على الهوية وقتل كل من يعتقد بالديمقراطية وذبح البعض بالمنشار الكهربائي مع الغارات المنكرة على سرقة المصانع ومحاولة الهجوم الفاشل في كل مرة على قواطع الدفاع الجوي وتفجير المفخخات في دمشق وحلب وتصوير مقاطع الفيديو لدقائق وأعلانها على أنها سيطر كاملة ودائمة على تلك المناطق وهو غير صحيح أذ حالما نشاهد قوات الجيش السوري تسترجع تلك المناطق , أن الواقع والحقائق تظهر تورط المجموعات المسلحة بقتل وتدمير ممتلكات الشعب السوري ونحن نعلم أن قناة الجزيرة والعربية والمستقلة الوهابية والوصال ومعهم الشرقية هم من يدعون بقيام النظام السوري بقتل الشعب السوري ؟ وعندما يردد هذا القول وهذه الدعاية من يريد أن يرد علينا بدون دليل فهو كمن يعبث بالحقائق وينكر الواقع الذي يقف فيه أغلبية شعب مع نظامه وتقف معه حاضنات دينية سورية هم من رموز أهل السنة مثل الدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي والمفتي أحمد بدر الدين حسون والداعية ألاسلامي الشيخ عبد الرحمن علي ضلع والنائب والسياسي السوري خالد العبود والدكتور علي الشيعبي الذي كان من تنظيم ألاخوان المسلمين وعندما تقول مراكز ألابحاث والصحف الغربية أن أكثر من نصف الشعب السوري يقف مع النظام وعندما يقف الجيش العربي السوري بعد سنتين من الحرب الكونية عليه وبمشاركة مقاتلين من ” 28″ دولة ضد سورية وعندما نعلم أن قطر والسعودية تقدم أغراءات مالية مقدارها “5” ملايين دولار لكل مسؤول عسكري أو مدني ينشق على النظام السوري ولا نرى ألا من هم بعدد أصابع اليد من ينشقون عن النظام وعندما يقدم حمد بن جاسم القطري ” 100″ مليون دولار لوليد المعلم حتى ينشق وذلك في أخر زيارة لوليد المعلم وزير خارجية سورية لقطر ولم ينشق , من كل ذلك يحق للعقلاء أن يستقرأوا هذا المشهد ويخرجوا بنتائج بعيدة عن العواطف التي لازالت تخلط بين المقبور القذافي الذي كان يريد من يدعمه أن يتحول عميلا له , بينما لم يلاحظ المقاومون من فلسطينيين ولبنانيين هذا الموقف من النظام السوري , والذين لازالوا يعيبون على سورية موقفها من الجولان يكتبون على أنفسهم أمية لوجستية  لاتعرف موازين القوى مع أصابتهم بالعمى السياسي الذي لايعرف لعب ألادوار وتوزيعها ومنها قيام سورية وعلى مدى أربعة عقود بدعم المقاومين من كلا الطرفين لتعوض عن جبهة الجولان وهذا ذكاء أستراتيجي جعل أسرائيل محاصرة بمحاور المقاومة الضاربة وتحسب لحزب الله ألف حساب يعرفه الآسرايئليون أكثر من الذين أعمت بصيرتهم نزعات وعقد نفسية تمثلت في سمير جعجع في لبنان وجنبلاط الذي فقد رمزيته الدرزية بسبب مواقفه السلبية من محور المقاومة والممانعة الذي يخاف منه من يختزن حالة الخوف وهو خزين صنعته دكتاتورية صدام حسين الذي أصبح من ضحاياه حتى الذين يشتمونه ولكنهم يفكرون تحت وطأة التأثير ألاشعوري لحقبة ألانسحاق الذاتي العراقي الذي عانى من تخريب منظومة القيم وأرباك طريقة التفكير التي تجعل البعض لايفرقون بين من كان كاتبا منذ الستينات وبين من ظهر مع موجة مابعد 2003 ولايفرق بين من يتملق للسلطة وبين من كانت السلطة قاب قوسين منه أو أدنى ولكنه رفضها ولم يتلوث بأخطائها , ومن مركزه الدراسي والبحثي ممول من ماله الخاص وهو من جهده الكتابي والتأليفي ومرتبه الخاص والذي لم يفتح عيادة طبية خاصة لتجلب له المال وهذا من حقه أن من له هذه القناعة لايمكن لآحد أن يتهمه بشبهة المال ولايمكن لآحد أن يغمز من مركزه البحثي الذي أصدر مايزيد على ثلاثين مؤلفا ومئات ألابحاث وألاف المقالات ومن مؤلفاته منذ الثمانينات :
الطب الشرعي في ألاسلام
 المرأة بين الفقه والطب
الدولة وألامن ألاجتماعي وهي محاضرات في أعالي المعرفة القيت على ضباط وطلاب كلية الشرطة
ألاخلاق ألامنية : وهي دراسة أكاديمية في الجانب ألامني
فلسفة ألاعتقاد : ألقي ملخصها في ندوة مكتب الشهيد الصدر
المعرفة ونظرية التوالد الذاتي للسيد محمد باقر الصدر
عراق الغرباء
اللعبة السياسية والقاعدة الشعبية : وقد أخذ نسخة منها قبل نشرها المرحوم ناجي طالب
ألاخطاء السياسية للآحزاب العراقية
أخطاء ألاحزاب الكردية في السياسة العراقية
المرأة في القرأن الكريم
ألامام علي في القرأن الكريم
نظرية ألامامة والمشكل المعرفي
الشباب في ألاسلام
الثقافة الفضائية في القرأن الكريم
دراسة فكرية في الدستور العراقي
أنكسار ألاجتماع العراقي
تفسير سورة البقرة
مختصر علم ألاصول
الجيش العراقي رؤية في ألادوار وألافكار
أن محور المقاومة والممانعة يدفع اليوم ضريبة موقفه ولو كان منتحلا لهذه الصفة لمادفع تلك الضرائب الباهضة ولغير موقفه بمجرد تعرض نظامه للسقوط وألارباك , وهذه أنظمة الممانعة ومنظمات المقاومة تقف بشجاعة قل نظيرها في وجه الهجمة الشرسة التي يقودها بعض ألاعراب وبعض العثمانيين من أدوات اللعبة الدولية التي يقودها محور المخطط التوراتي الذي بدأت تناقضاته واضحة في محاربة ألارهاب في مالي وتسليحه في سورية والعراق حتى لقد أسفر الصبح لذي عينين ولكن الذين غلبت مراهقتهم عقولهم هم من لايميزون بين الخلل البنيوي والخلل المنهجي وهم الذين لايعرفون منهج ألاستقراء فسخروا منه كما سخر الجاهلون من كتاب الله ومن رسول الله ” وأن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم .. ”
وهؤلاء لايدرون أن مراكز ألابحاث العالمية بدأت تدرس ظاهرة تماسك الجيش العربي السوري بينما لم تفعل ذلك مع الجيش العراقي أيام صدام حسين الذي قدمه لقمة سائغة لقوات التحالف الدولي فخلع الضباط رتبهم وترك الجنود ملابسهم ولاذوا بالفرار وهي النقطة التي لم تسلط عليها ألاضواء مما منح بول بريمر فرصة العمل التخريبي بعيد ألاثر بحل الجيش العراقي , لقد سلم صدام حسين وحزب البعث العراق على طبق من ذهب للآحتلال مع تدمير كل شيئ وأفلاس ومديونية لازلنا ندفع أثارها , بينما لازال النظام السوري قادرا على تقديم رغيف الخبز بعد سنتين من حرب كونية مدمرة ولازال مكتفيا زراعيا ولازال غير مدين لآحد وهي مؤشرات تفرض على من يريد أن يكتب أن يأخذها بعين ألاعتبار ولا زال جهازه الدبلوماسي والوظيفي متماسكا , أما الذين يأخذون عليه عدم حسم المعركة لصالحه بعد سنتين فهم يجهلون طبيعة معركة حرب العصابات وموقف دول الجوار مثل تركيا التي فتحت حدودها لعشرات ألالوف من المرتزقة ولبنان الذي يكاد يغرق في مستنقع الحدث السوري وألاردن الذي تتخذ منه أمريكا والسعودية منطلقا للتدريب وتسرب المسلحين وأسرائيل التي تهرب ألاسلحة الى العصابات المسلحة وأي دولة لو تتعرض الى ماتعرضت له سورية اليوم لكانت أثرا بعد عين ؟ فهل تبقى مقولة الدكتاتور يرددها البعض كما يرددها الوهابيون وبقايا البعثيين الذين لبسوا رداء الطائفية لآنه ألاقرب الى تحقيق أحلامهم المهزومة عبر رحلة ذاق مرارتها الشعب العراقي والمجرب لايجرب , ثم أن الذي يتراجع عن خطأئه ويعترف بسلبيات نظامه السابق وينتقل الى ضفة التغيير والحوار والتعددية كما فعل النظام السوري وأنكر عليه ذلك الدول التي سماها البعض خطأ بالديمقراطية وهي من منعت المعارضة السورية من الحوار مع النظام وعندما دمرت البلاد وهلك العباد ورأوا صمود النظام ومعه غالبية الشعب جاءوا ليطرحوا التفاوض والحوار ولكن عبر مكيدة مفادها تبرئة  ذمتهم مما حصل لسورية المنكوبة بفعل تأمرهم وليس بفعل النظام الذي يتعايش المسيحي مع المسلم والطوائف كلها تأخذ قسطا من الحرية رغم شوائب أجهزة النظام ولكن ظهور ألارهاب ومعارضات مصنوعة مخابراتيا رجح كفة النظام عند الشعب السوري , أما الذين يخلطون بين حالة التغيير في العراق التي تمت على أيدي ألاحتلال وبين الحالة السورية فهم أنما يخلطون بين نظام أمي جاهل دموي في العراق أهلك الحرث والنسل ولم يعترف بأية معارضة , وبين نظام سوري تراجع عن أخطائه وغير جلبابه بحيث لم يعد هو نظام السبعينيات والثمانينيات وهذا مما لم يرد البعض أدراكه وألاعتراف به حالهم حال المعارضين السوريين في الخارج ممن لايريدن ألا أسقاط بشار ألاسد , فدمروا البلاد وجاءتهم فلول المرتزقة بجبهة النصرة التي لاتعترف بأحد منهم فراحوا يدفنون رؤسهم في الرمال ويتركون أخراج ألادوار للآمريكيين الذين أكتشفوا صمود الروس وصلابة موقفهم وعلى هذا ستمضي سلسلة من المواقف في ألاشهر القريبة قد تفاجئ الجميع من أصحاب الزهو بالمصطلحات الجوفاء ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]