7 أبريل، 2024 12:02 ص
Search
Close this search box.

الكتابة والشفوية في الاسلام

Facebook
Twitter
LinkedIn

لفت انتباهي هذا الكتاب بعد ان اشار اليه السيد كمال الحيدري وقوله انه من اخطر ما قرا ولا اعلم هل هو خطر على الاسلام ام انه يكشف حقائق ضد الاسلام ، وبالنتيجة تابعت هذا الكتاب من خلال موقع اليوتيوب الذي يقراه بشكل صوتي وموقع اخر ذكر خلاصة الكتاب ، الكتاب من تاليف الالماني غريغور شولر

حقيقة بذل المؤلف والمترجم جهودا في التاليف والترجمة وهنالك نسخة ترجمة الدكتور عبد الجبار الرفاعي بحجم اكبر من الاصل لما فيها من هوامش وتعقيبات ، وبعيدا عن نوايا المؤلف لان المستشرقين فيهم من يدس السم في التراث الاسلامي لغايات تبشيرية وحتى لا نحكم على هذا الكتاب ومؤلفه فانه بعد الاطلاع على ما ذكره في كتابه لا يوجد فيه ما يستحق ان يمنح الخطورة كما وانه اعتمد على ما اطلع عليه ومخلص ما اطلع عليه انه اطلع على اقدم كتاب مؤلف في الاسلام هو كتاب الكتاب لسيبويه ( سنة 170هـ) واقدم نسخة للقران من جمع الخليفة الثالث وجدها في اليمن مكتوبة بعد 250 سنة من عصر الرسول .

ذكر كتابات لبعض المسلمين ليست كتبا بل تدوين روايات وهذه الكتابات اصلا تعتمد على الروايات الشفوية ، وحقيقة ان ما ذكره ليس فيه اشكال قد يكون والله العالم انه يثير بعض الشك في كتب المسلمين في تثبيت التراث الاسلامي وقد اشار الى مزاج الكاتب القبلي والمذهبي في تدوين ذلك وهذا موجود ولا انكار له ولكنه أي المؤلف لم تكن جهوده البحثية عن ما كتب المسلمون كانت واسعة بل كانت احادية ،

اعود لما ذكره ان اقدم كتاب كان لسيبويه واقول هنالك اقدم منه بكثر منهم مثلا أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني (16 ق.هـ/69 هـ)،عالم النحو واللغة والذي وضع بعض اسسها بمشورة الامام علي عليه السلام .

واما الدكتورة ألبا فيديلي التي عثرت على مخطوطة قرانية عندما كانت تدرس العناصر في مجموعة من مخطوطات الشرق الأوسط جزءً من بحثها للحصول على درجة الدكتوراه، كانت المخطوطة صفحتين من مصحف غير معرّفتين تعودان لأواخر القرن السابع الميلادي. وقد رتبت لفحصهما باستخدام الكربون المشع في وحدة مسارع الكربون المشع في جامعة أكسفورد. قُدّر أن تاريخ المخطوطة يعود للفترة بين عامي 568 و645 ميلادي بنسبة دقة 95.4% أي في زمن الرسول .

واما الخليل بن أحمد (١٠٠ – ١٧٠هـ، ٧١٨ – ٧٨٦م). صاحب التصانيف: كتاب العين وهو أوّل معجم في العربية؛ كتاب النّغم؛ كتاب العروض؛ كتاب الشواهد؛ النقط والشّكل؛ كتاب الإيقاع.

هذا جزء يسير من كثير ممن كتبوا والفوا في الاسلام وفي زمن الدولة العباسية لاسيما الخليفة ابو جعفر المنصور الذي نشطت الترجمة في وقته والتاليف كذلك والفضل للترجمة العربية في حفظ تراث فلاسفة اليونان .

مسالة التاليف والنشر هي اصلا ثقافة لم تكن موجودة في عصر الاسلام بل لا توجد مقوماتها في مجتمع اغلب من نصفه لا يقرا ولا يكتب هذا ناهيك عن مستلزمات الكتابة ، نعم كانت الشفوية هي السائدة بل ان الملكة التي يملكها العرب في سرعة الحفظ يضرب بها المثل ، واما من يتلاعب بالنصوص الروائية فهنالك من يتعمد للتحريف وهنالك من لا يتعمد ولكنه غير دقيق في النقل وهنالك من يكون بمنتهى المصداقية في النقل وقد ذكر ائمة اهل البيت عليهم السلام روايات عن هذا النقل .

وعلى سبيل المثال لا الحصر عن قوة حفظ العرب هنالك قصة لطيفة اسمها قصيدة صفير البلبل ان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور أراد التضييق على الشعراء وكان يحفظ ما يسمع من مرة ، وله غلام يحفظ القصيدة إذا سمعها مرتين و جارية تحفظ القصيدة إذا سمعتها ثلاثة مرات ..فكان الشاعر ينضم قصيدة طويلة ، يؤلفها طول ليلة وليلتين وثلاث ثم يعرضها للخليفة فيقول له الخليفة ،ان كانت من قولك وزن الذي كتبته عليها ذهبا وإن كانت من منقولك لم نعطك شيئا فيوافق الشاعر .. ويلقيها على مسامع الخليفة فيحفظها الخليفة من أول مرة .. فيقول له أنني أحفظها منذ زمن بعيد فيقولها له ..ثم يؤكد ذلك بالغلام الذي حفظها أيضا فيذكرها كاملة ثم على الجارية التي قد سمعتها ثلاث مرات فحفظتها أيضا فتقولها كاملة ..فيشك الشاعر في نفسه .. إذا بالأصمعي فكتب قصيدة ملونة الأبيات والموضوعات .. وتنكر بزي أعرابي وأتى الأمير ليسمعه شعره .. فقال الخليفة : أتعرف الشروط .. قال : نعم قال : هات القصيدة .. فقال :؟ وهذا مطلعها صـوت صــفير البلبل   هيج قـــلبي الثمــلي

وبعد ان اكمل قراءتها عجز الخليفة ومن معه في اعادتها .

اعود للكتاب ان المؤلف يستشهد في بعض فقرات كتابه بمستشرقين لهم اتجاهات مختلفة ولا يعتبرون حجة على المسلمين . واما ما انتقده المؤلف في كتاب البخاري والطبري وغيرها فهذا امر طبيعي فهنالك ما هو ليس بصحيح وحتى في كتب الشيعة وهو نتيجة عدم الدقة في نقل الروايات شفويا سواء كان بحسن او سوء نية .

بالنتيجة كل العالم يبحث عن تراث الاسلام واغلب المكتبات العملاقة التي لا تحتفظ بمخطوطات اسلامية لا تعتبر مكتبة رصينة بل في الفاتيكان تجد ما يعود لرجالات الاسلام منذ زمن الرسول صلى الله عليه واله .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب