18 ديسمبر، 2024 6:14 م

الكتابة معرفة وذوق واخلاق

الكتابة معرفة وذوق واخلاق

لتوصيل العلوم والافكار لابد لنا من تعلم القراءة والكتابة والمضي قدما فيهما ليتسنى لنا تطوير مهاراتنا الفكرية وتصبح اكثر صلاحا واقرب للتقبل منها من الاهمال ,وقد داب الكثير من المفكرين والكتاب الى نشر مايتعلموه ويوصلوه للناس ويقدموا لهم شيئا يكون سببا في رقي الحياة وديمومة تطورها ,وعادة مايقابل ذلك انواع متعددة من ردود الافعال لدى المتلقين وهم كثر فمنها من يتوافق مع المطروح ومنها من يجد لنفسه اسبابا للاعتراض اما بقصد التوجيه والتنبيه واما بقصد الاعتراض ليس الا ,واليوم ومع زيادة نسبة المتعلمين والكتاب والمفكرين نلاحظ ان الكتابة اخذت مديات اوسع وعناوين اكثر فهي تستخدم لتهذيب النفس واصلاحها ووضعها على الطريق السوي الصحيح او لتوهين الذات وحرفها عن مسارها الحياتي الطبيعي وكلا الاسلوبين يمتلكان ادوات محترفة تجعل القناعة باحدهما واردة جدا وسريعة , ومانحن بصدده هنا بعد هذه المقدمة هو ان نجعل القراءة والكتابة متداخلة مع الاحساس النفسي والانساني لكل المجتمع ومعروف عن هذا الامر انه لايخطىء في اصل الذات واحترامها ويتعامل مع الواقع بصحة سريرته ونقاءها وبلا تاثر وتغير بما اكتسبه من ادران الحياة ,لذا يجب اولا ان نعترف ان الكتابة هي اخلاق مجتمعية عالية وهي ايضا يراد لها زرع الود والمحبة بين الناس من خلال نشر المفاهيم التربوية العالية التي تؤمن مجتمعا مهذبا راقيا ,وهي ايضا اي الكتابة مصدر اخراج العلوم وايصالها الى المجتمعات وايضاح ماخفي من الامور عن الناس وربطهم بكل التطورات الحياتية المستمرة لذلك كله اصبحت الكتابة مسؤولية تاريخية لايتحملها الا من آمن بها واعتبرها وسيلته لايصال مايريد على الوجه السليم واصبحت ايضا المتوالية العددية لتطور الذهن البشرية ومدى مايستطيع تقديمه لنفسه ليبعد عنها قيم التخلف والرجوع الى الوراء المظلم ,اذن كيف تنظم هذه الامور وطرق تطويرها ؟لاجل هذا علينا اتباع مايلي لنكون بمناى عن الانزلاق في الكتابة السلبية الضارة :
اولا :الايمان بان الانسان هو اداة التغيير وله ادوات كثيرة اهمها
توسيع مداركه ليميز الخطا من الصح .
ثانيا :اللجوء الى اصحاب المعرفة ومن لهم الباع الطويل في تطوير المهارات الفكرية للانسان كمنهج تدريس وعدم اتباع الهوى في انتقاء مانقرا .
ثالثا :قراءة عمق التاريخ والاستفادة من تجارب السابقين الذين ملاوا الدنيا ضجيجا ونجاحهم ومعرفة اسبابه لتقوية الذاكرة وانعاش التفكير .
رابعا : الاستماع بعمق ودقة لكل مايطرح في حياتنا اليوم واخذ المفيد وبناء الحلول بعد معرفة المشاكل والازمات واسبابهما وعدم صم الاذان عن اي شيء .
خامسا :التعامل باحترام وتهذيب مع الجميع حتى الخاطىء منهم ومحاولة التاثير بهم قدر الامكان والغاء فكرة انك الافضل والاعرف لان المجتمع هو المدرسة التي تعلم الجميع .
سادسا : تطوير المهارات الفكرية والعقلية باستمرار وعدم التوقف عند حد معين لانه سيكون بداية الانهياروبالتالي ضياع جهود السنين من العمل والاجتهاد .
ولما كانت العلوم مفتوحة ومستمرة وغير متوقفة علينا ان نكون مثلها وان نبذل قصارى جهدنا للحاق بكل التطور الانساني والحياتي والعلمي من حولنا .
وتعقيبا على ماتقدم لاحظنا اخيرا ان هناك كتابات متعددة مع الاسف وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي لاتعتمد معيار الدقة والصواب في النشر بل تعتمد على الاشاعة والعقلية الجمعية الضاغطة والتي دائما ماتكون خاطئة وهذه الكتابات اضافت الى مشاكل المجتمع سيلا من الازمات الفكرية التي لاتحل بسهولة والغريب ان الكثير يجرون خلفها بلا تدقيق او تحقيق وهذا لعمري سبب النكوص في مستوى الكتابة وابتعادها عن جماليتها الفكرية الراقية التي كنا نراها عند كل كاتب ومفكر ,لذا استغل مقالتي واتوجه الى كل الاحبة بان يتوخوا الدقة والحذر في اصدار الاحكام واتباع الكتابة وعليهم تمييزها بعقولهم التي عليهم تنويرها باسباب التنوير .