18 ديسمبر، 2024 8:24 م

الكتابة بالكاتيوشا!

الكتابة بالكاتيوشا!

يوم الإثنين الفائت , فوجئت الدولة العراقية وبرئاساتها الثلاث والوزراء , وكذلك القوات المسلحة وبضمنها شرطة النجدة وشرطة المرور وسواهم من الأجهزة , بعودة إطلاق او انطلاق صواريخ الكاتيوشا سواء بأستهدافٍ مفترض لعموم المنطقة الخضراء او السفارة ” التي لا نحتاج لتسميتها – وكأنها السفارة في العِمارة – ” , وكالعادة او As usual فَهذه الصواريخ تتساقط على الأهداف المدنية سواءً بزهق الأرواح او بتهديم منازلٍ او سيارات وتحويلها الى انقاض , او جميعها . ولم تعد هذه الأهداف العراقية بذي قيمة لدى الفصيل الذي يتولى عملية الإطلاق او الجهة التي تشرف عليه .

وكما معروف فإنّ توقّف هذا القصف لنحو اسبوعٍ , جاء إثر التهديد والوعيد للمكالمة الهاتفية لوزير الخارجية الأمريكية ” مايك بومبيو ” للمسؤولين العراقيين بالنيّة الأمريكية الجادة لغلق السفارة لِ 90 يوماً ” دونما زيادةٍ او نقصان ” لحدّ الآن ! وخصوصاً بالتلويح بتوجيه ضرباتٍ قاصمة للأطراف ذات العلاقة بعملية القصف وبما فيها الساكتة عن ذلك .! , ونقل كبار المسؤولين لفحوى ومضمون هذه الرسالة الى الجهات المعنية بشكلٍ مباشرٍ او غير مباشر في هذا الشأن ومداخلاته , وتداعياته ايضاً .!

وبرغم تقديراتنا الأوليّة في الإعلام بأنّ التلويح والتلميح بإغلاق السفارة لم يبلغ درجة الجديّة بنسبة 100 % 100 ولا حتى أقلّ منها قليلاً .! , لكنّما بدا الى حدٍ كبير أنّ مكالمة او ” المسج الشفوية ” غير المشفّرة للوزير الأمريكي قد ” أتَتْ اُكُلها ” او كان لها مفعولها في وقف اطلاق الكاتيوشات والى غاية الأول من امس , واستبشرت الناس الحكومية والأهلية بذلك , لكنّ ما الذي أدّى لعودة إيقاظ هذه الصواريخ من غفوتها او قيلولتها لمرّةٍ واحدةٍ فقط , والى غاية تدوين هذه الأسطر وفي هذه الثواني لحدّ الآن .!؟

فأغلبُ الظّنِ ” وبعضُ الظنِ الآخر ليسَ بأثمٍ ايضاً ! ” , فأنّ الليلة الليلاء التي سبقت اطلاق الصواريخ , قد تعرّضت فيها احدى التشكيلات او الفصائل المسلحة على الشريط الحدودي العراقي – السوري , وفي داخل الأراضي السورية الى ضرباتٍ شبه ماحقة من طائرات التحالف الدولي , ورغم وجود عدة فصائلٍ هناك من جنسياتٍ مختلفة ” ومع اساليب التمويه التكتيكي ” اللائي يستخدموها , وبجانب أنّ احد السادة القياديين في الحشد نفى تعرّض فصائل عراقية مسلحة لعملية القصف تلك , ومع تجنّبٍ متعمّد للإعلام العراقي

لتأكيد صحّة هذا النفي او نفيها .! , لكنّ مجمل ذلك او بعضه قد يبرّر او يسوّغ عودة او اعادة اطلاق الكاتيوشات اذا ما صحّ هذا الإفتراض الذي لم نجد سواه في ” سوق البحث في الشبكة العنكبوتية ” لحدّ الآن .!

وبإنتظارٍ حارّ لكلِّ ما هو منتظر وغير منتظر , وبعيداً عنه قليلاً جداً , فمنَ المستغرب عدم وجود احصائية معلنة او نصف معلنة عن عدد او اعداد صواريخ الكاتيوشا اللواتي طالت المنطقة الخضراء والمطار وقاعدة عين الأسد , وضواحيها ومقترباتها .!

والى ذلك كذلك , فمن المجهول ضمن عالم المجهول العراقي , كم هي اعداد هذه الصواريخ ” التي انطلقت والأخرى التي لم تنطلق بعد ! والمخبّأة بكفاءةْ عالية ! وأين تقع مخازنها ومستودعاتها وفي ايٍّ من المناطق داخل وخارج العاصمة .؟ وإلامَ وعلامَ يستعصي كشف ذلك على اجهزة الأستخبارات والمخابرات العراقية المشهود بكفائتها .! , ولا نجدُ ضرورةً ما في تساؤلٍ ما عن تكاليف وأثمان تلكُنَّ الكاتيوشات وأسعار منصّاتها , لا حتى الرواتب والمكافآت المالية العالية والغالية لمن يتولّون عملية التنفيذ التي تحول دون كشفهم او اكتشافهم , وأينما وحيثما تسقط الصواريخ في ايّ مكان , في هذا الزمان!