المتصدي للكتابة الساخرة عليه ان يعرف انه يمتطي صهوة أصعب الفنون الأدبية ولديه القدرة على ترويضها لخدمة مشروعه الإنساني ,فالكتابة الساخرة تشتغل على المتناقضات بين القامع والمقموع والضحية والجلاد بين الظالم والمظلوم والمواطن والسلطة لذلك يجب ان تكون كتاباته سهلة فيها من العبارات الشعبية وايقاع خفيف لغرض ايصالها الى الطبقات الفقيره التي تنتشر بها الامراض والامية والاوجاع وليس لها مجال لقراءة بسبب وضعهم الاقتصادي وفي الوقت الاخر يجب ان تكون موضوعية ومحبكة,والكتابة الساخرة تشي عن نفسها بأنها تصنع البسمة على وجوه المقموعين وتخفي ورائها فضاء واسع من الإحداث, هي ابنة الوعي الشاك وهي المراوغة التي تظهر شيئا وتبطن أشياء هادفة , والمتابعة لطغاة بعدسة الهجاء
عرفت عبر التراث العربي وكان رائدها المتميز “الجاحظ” في رسالة “التربيع والتدوير”, ولعبة في الشعر وأبدع بها الكثير يتسيدهم الشاعر الكبير “المتنبي” ,لم تستخدم في الفنون التصويرية كالنحت والرسم في التراث العربي الذي ينتمي الى الإسلام كدين مسيطرة على التقاليد بسبب الخوف من عودة السواد الأعظم الى الوثنية, عكس ما حدث في الحضارة الأوربية وسخرية الرسام “جويا” في لوحة العائلة المالكة
الكاتب الساخر
يجب ان يكون لديه الموهبة والحس الساخر والقدرة على صناعة النكتة الهادفة
ليروضها لخدمة مشروع العلاقة بين المتناقضات, ولا يكون محايد ومنحاز الى الفقراء والجياع والضحايا والمقموعين ويظهر عيوب الظالم ويسقط براثنه وإظهاره بمظهر المسخرة وينظر من خلال عدسة الهجاء,
هناك من يستخدم النكتة الغير هادفة التي تخدش الحياء وإظهار نفسه كمسخرة ,هؤلاء ليس لديهم مشروع سوى التملق والشهرة والحصول على الهبات
روعة الكتابة الساخرة
لا يوجد محرم وخطوط حمر , تتناول الجميع بطريقة تكتيكية حبكة وموضوعية ومتوازنة بين المبالغة من جهة والحقيقة من جهة أخرى بحيث يصور لهم شيء ويخفي أشياء انه يمدح بصيغه ساخرة وهذا يحتاج الى إتقان التهكم والتلاعب بالعبارات البلاغية ويستخدم الكاتب الكلام والأقوال كمراوغة للوصول الى الهدف وهو اسقاط الأقنعة