23 ديسمبر، 2024 5:34 ص

الكبار في الصحافة كبار في الإنسانية

الكبار في الصحافة كبار في الإنسانية

الجنائن، صحيفة بابلية ضمت بين طياتها أسماء كبيرة وكثيرة أتحفت المسيرة الصحفية بعشرات الأقلام التي كتبت بشتى صنوف الثقافة والأدب، كنا نقلب صفحاتها بشيء من الدهشة والمتعة والرغبة في القراءة، لما تمتلكه من هدف في تناول الموضوعات وصواب في تحرير الصفحات.
عباس خليل و محمد علي ناصر و شكر حاجم و عبد الهادي عباس و سعد الحداد و آخرين هم طليعة العمل الصحفي في بابل ,كثيرا تمنيت أن أكتب لهم وكنت حينها في المرحلة الإعدادية لكنني أهاب الحديث معهم أو طرح مسألة مقالة و لها, ولو سطور . أنظر اليهم من بعيد بعين المتشوق ولو لالتقاط صورة معهم , مقالة كتبت عن أدب الطفل صغيرة كانت لكنها البدايات , أيام أحملها معي لكي أتقرب الى الأديب شكر حاجم لأن رئيس التحرير عباس خليل بعيد المنال كونه رجل له هيبة الصحافة الحقيقية و رمزية المهنية الصادقة , وبمجازفة طرحت أن لدي مقالة صغيرة , ولأن المهنية هي السائدة عندهم فقد كانت من اختصاص الرائع عبد الهادي عباس صاحب الابتسامة الجميلة و الصوت الهادئ الرقيق , فقد سلمت له مباشرة بتشجيع قل نظيره هذه الأيام في عالم الصحافة , ولأنهم كانوا كبارا كل يعمل دون تجاوز زميل له في المهنة و المهام .
الآخر محمد علي ناصر الذي لا أتجرأ في الحديث عنه كونه قامة صحفية بابلية عمل على مدى سنوات على ملاقاة الناس بابتسامة عريضة و هدوء عالي , زرته في حوار عمل للعراقية ذات يوم حين كان يشغل منصب رئيس تحرير جريدة الغد ومقرها في منطقة الجمعية وسط مدينة الحلة , استقبلني بهيبة و وقار طالبا من جميع الكادر الحديث للصحافة وللتلفزيون ليكون هو الأخير بينهم وقال لي: هم الشباب هم عماد الصحيفة وصفحاتها … الله كم هو رائع هذا الرجل الذي رحل دون مقدمات كما لم يقدم في حلقاته التي لا يمل منها في إذاعة بابل والتي أعد لها لسنوات طوال دون أن ترد له هذه الإذاعة جميل واحد ولو حلقة واحدة من حلقاته و تعمد الى الاحتفاء به ولو مرة في الدهر , وأجزم لو أن هذه الحلقات الإذاعية الصباحية المنوعة تعاد خلال السنة بعد السنة لا يمكن أن يمل منها المستمع ولله درك أبا قصي و در الكبار من أبناء جيلك لا سيما الشهيد الكبير قاسم عبد الأمير عجام .