18 ديسمبر، 2024 12:13 م

الكاوبوي والبقرة الحلوب

الكاوبوي والبقرة الحلوب

من المتوقع زيارة الرئيس الأمريكي الى السعودية, نهاية شهر أيار الجاري, ليعقد فيها ثلاث قمم متتالية, الأولى قمة ثنائية سعودية – أمريكية, والثانية مع دول مجلس التعاون الخليجي, والثالثة مع بعض الدول الإسلامية, ربما باكستان ومصر فقط .

وقراءة في العناوين المعلنة لهذه الزيارة, التي هي الأولى للرئيس الأمريكي الجديد ترامب خارج الولايات المتحدة, بعد أن سبقتها زيارة ولي ولي العهد السعودي الى البيت الأبيض, فإنها تهدف بحسب ما أعلن الى توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف حول العالم !.. الأمر الذي جعل الإدارة الأمريكية تبيع أسلحة الى السعودية بعشرات المليارات من الدولارات, في صفقة كشف عنها قبل زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة .

الملاحظ أن السعودية تحولت من دولة راعية للإرهاب, بحسب قانون جاستا في عهد أوباما, ثم مطالبتها بالمال مقابل الحماية, الى دولة حليفة للولايات المتحدة في محاربته, وتجهيزها بالأسلحة المتطورة من أجل ذلك, رغم ان السعودية تقتل الشعب اليمني يوميا, بقصفه بأسلحة محرمة دوليا, لا لشيء إلا لأنهم رفضوا الخضوع للإرادة السعودية في الوصاية عليهم, وكذلك فان السعودية هي الداعم والممول, للعصابات الإرهابية في سوريا, والتي يخضع الكثير منها للإملاءات السعودية, ويأتمرون بأمرها .

كما أن بقية دول مجلس التعاون الخليجي حالها حال السعودية, فهي شريكة لها في الحلف العسكري الذي يستهدف شعب اليمن, وكذلك فأن اغلب هذه الدول داعمة وممولة للإرهاب في العراق, ولعصابات داعش التكفيرية, وقنواتها الفضائية تهرج ليلا ونهارا بخطاب التطرف والتحريض, على قتل المسلمين المخالفين للفكر التكفيري المتطرف, الذي راح ضحيته الكثير من الأبرياء, وجلب الويلات على شعوب المنطقة بأسرها .

ولكن السعودية تمتلك من الحليب عالي الدسم, ما يجعل لعاب راعي البقر الأمريكي, يسيل من اجل الحصول عليه, فهي سوق رائجة للسلاح الأمريكي مقابل المليارات من الدولارات, التي يحتاجها ترامب لإنعاش اقتصاد بلاده المتدهور, وهي أداة طيعة بيده من اجل تحقيق أهدافه, في الوقوف بوجه الجارة إيران, التي أصبحت كابوسا يؤرق حكام الخليج, بعد خسائر العصابات الإرهابية التابعة للسعودية ودول الخليج الفادحة في سوريا, وحربهم الخاسرة في اليمن .

من ذلك يتأكد لنا بأن الكاوبوي قادم لرفع معنويات حلفائه, المنزوعي الثقة بأنفسهم, بعد الخسائر المستمرة التي يتعرضون لها, ومحاولة إضافة دول أخرى الى محورهم هم كل من باكستان ومصر, وطبعا لن يغادر إلا بعد أن يملأ قربته, بكميات كبيرة من الحليب الخليجي, الذي يجيد حلبه .