23 ديسمبر، 2024 9:08 ص

الكافرون بنعم الله

الكافرون بنعم الله

منذ نعومة اظافرنا ونحن نسمع حكايات كثيرة يرويها علينا اهلنا ومعارفنا،وكل قصة او مثل كان يحاكي الواقع ان لم يكن في حينه
فلربما بعد حين ..وها قد جاء الوقت لتنطبق قصة سمعناها من اهلنا ومفادها يقول… كان هناك اميرا حاكما وله مكانة وهيبة وسطوة وهذا ما جعله يحقق ما كان يطمح له ويتمناه ، المال والارض والزيجات والجواري والنفوذ ولم يصعب عليه ان يستحوذ على كل ما كان يحلو له ويرغب به ، وفي احدى جولاته  المعتادة لتقصي شؤون الامارة والرعية وهو متخفي وقع بصره على فتاة غاية في الحسن والجمال ذات قوام ممشوق وسحرلايظاهى ولكنها تبدو هائمة على وجهها  .. عندها اراد الامير معرفة سر تلك الفتاة التي تتمتع بكل هذا القدر من الجمال الاخاذ وكيف انها لم تلفت نظر احدهم لينتشلها مما هي فيه ويفوز بجمالها ورقتها وهيافتها وعندما اخبروه  ان مهنة تلك الفتاة هي التسول، تمد يدها للمارة للحصول على ما تسد به رمقها ، عندها لم يدم به التفكير طويلا وراح يدمدم يا الهي هل يعقل ان  كل ذلك الحسن الرائع لم ينتبه اليه احد  ..وما هي الا برهة من التفكير حتى امر بعضا من مرافقيه الى استدعاء البنت الى قصره واجراء اللازم لها حيث ما يعود هو الى القصر، وفي القصر عملوا للفتاة كل ما يلزم وظهرت الفتاة بأبهى واجمل ما ابدعه الخالق ولما حضر الاميرالى القصر جلست الفتاة امامه وهي تضيء له الفناء وتعيد له الشباب وتحرك فيه الامل وترجعه لذكريات الايام الخوالي ، عندها فكر الامير لو انه تزوجها وانتشلها من تلك الحياة المزرية اكيد انه سيعيش مع انسانة في غاية الجمال والروعة واكيد انها سوف تكون امرأة مخلصة وحنونة وتقدر المعروف  وتخلص له.. وفعلا تزوجها وعاش معها حياة جميلة هانئة وكثيرا ما كان يقول ، ان في الحياة الكثير من الناس المظلومين لو اتيحت لهم الظروف المؤاتية لكانوا عاشوا حياة كريمة وابدعوا في العطاء  .. ومرت شهور وسنين وهو ينعم بالسعادة مع زوجته الجديدة.. ولكن لم  يدم الحال وكان له ما يخبئه الدهر وفي ذات يوم عاد السلطان مبكرا على غير عادته الى البيت وعند دخوله فناء قصره واذا به يصاب بذهول وخيبة امل زلزلت كيانه .. لقد رأى زوجته رائعة الحسن والجمال والتي تنعم بالرفاه والنعيم رآها ترتدي ملابس رثة ممزقة متسخة وقد وضعت في كل زاوية ودريشة (شباك) قطعة من الخبز واخذت تدور على زوايا وحنايا  المنزل حيث تقف امام كل زاوية وتردد ( يا الله من مال الله اعطونا يرزقكم الله) ورآها كيف تأخذ كسرة الخبز لتضعها في العليجة ( الكيس ) الذي حملته على ظهرها عندها شعر الامير بخيبة الامل وتذكر المثل القائل ( ان طبع البدن لا يغيره غير الكفن) فقرر اعادت تلك الفتاة الى ما كانت عليه .
 ومع اننا نقول ان المثل يضرب ولا يقاس ،فان للامثال قوة ومصداقية وتجسيد للحالة المضروب بها المثل .. لكن العبرة التي نريد تأكيدها وتجسيدها من هذا المثل هو ما ينطبق على طيفا واسعا من لاجئي الدول العربيه والاسلامية الى دول الغرب اوما يطلقون عليها هم( بلدان الكفر)
ان المهاجرين العرب والمسلمين الى بلدان (الكفر ) انما لهجرتهم اكثر من اسباب عديدة فمنهم من هاجر لاسباب سياسية ومنهم من هاجر لاسباب اقتصادية  ومنهم من هاجر لاسباب اخرى ،ولكن المحصلة النهائية واحدة كلهم هاربون من اوطانهم للنجاة بجلودهم ولطلب الامان وتغيير نمط حياتهم والامل في حياة حرة كريمة.
 ان هناك ظواهرخطيرة انتشرت بين قطاع واسع من المهاجرين يتسم بالروح العدائية والتجاوز على قوانين الدول التي  احتضنتهم حيث انهم لم يحترموا انظمة تلك البلدان التي احتوتهم وآوتهم ووفرت لهم عيشا ر كريما وامنا كانوا يحلمون به ،فما الذي اتسم به سلوك ذلك البعض من الرعاع اللاجئين المنحرفين… وطبعا نحن لا نشمل الكل بكلامنا هذا، وانما اولائك الذين لم يتمكنوا من تغيير سلوكياتهم وفق المستجدات في حياتهم الجديدة وفي البلدان التي احتضنتهم وقدمت لهم كل ما كانوا فاقديه في بلدانهم من عيش آمن وحياة كريمة اقل ما فيها حرية الرأي والامان والطمأنينة وفرص العمل والمساعدة الاجتماعية والاقتصادية   وفوق هذا وذاك يلعن هذا البعض المنحرف ويشتم ويسب ويكفّر الدولة التي تقدم له كل تلك المساعدات فهؤلاء اللاجئين المنحرفين انحدروا من بيئات موصومة بالتخلف الاقتصادي والاجتماعي ومن بيئة موبوءة بالرذيلة والتفكير الظلامي والانحطاط الخلقي وهم يعتقدون ان بامكانهم ارجاع عجلة التاريخ الى الوراء واقامة نظام حكمهم بحد السيف والقتل والنهب وسبي النساء وبيعهن بسوق النخاسة .. وهذا ما ينطبق على المنظمات التكفيرية التي تدعي الحكم بأسم الاسلام وتطبيق الشريعة ومن تلك المنظمات الارهابية داعش والنصرة بنات القاعدة وهي منظمات اسستها ورعتها الولايات المتحدة الامريكية والبريطانية والاسرائيلية وعملاؤها من دول الخليج ومصر حسني مبارك، ولكن انفلت عقالها وتمردت على اسيادها واصبح ينطبق عليهم المثل القائل ( علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني)
 اليوم لم يعد الامر محدودا بما تفعله هذه العصابات الاجرامية في سوريا والعراق واليمن ودول عديدة اخرى بل تعدى الامر بوقاحة وسفالة هؤلاء الداعشيين الذين يعيشون في بلدان اللجوء فيكفرون بالنعمة والامان ويطلقون مظاهراتهم في شواع لندن والمانيا وغيرها ويرفعون راياتهم السوداء في مناطق مختلفة في السويد ودول اوربية اخري وهذا يدلل على وجود خلايا نائمة سيحركونها في والوقت الذي يرونه مناسبا.. وحيث نرى هؤلاء الارهابيين وبكل وقاحة يهتفون بأقامة (الخلافة الاسلامية) في الدول الاوربية واتخاذ المساجد اماكن لتجميع الفتية والشباب وتلقينهم التعاليم الاسلامية المحرفة التي تخدم نواياهم التكفيرية بدلا من تنويرهم بتعاليم الدين الاسلامي السمحاء والتي تدعوا الى التآخي والتسامح..  ومن المؤسف حقا ان رد الدول الغربية لايتناسب والحدث الخطير بل جاء باردا وباهتا وكان منطلقه وحججهم  حقوق الانسان وحرية المعتقدات والتعبير عن الرأي الخ..ولكن ما نريد قوله وتأكيده ان هذه المنظمات لاتعترف بالآخر ولا تعترف بالحوار ولاحقوق الانسان ولا بالاديان السماوية الاخرى ولا المذاهب ولا حرية الفكر ولا بالسياسة والاحزاب والمنظمات وبأختصار هي لاتعترف الاّ بنفسها وحقوقها ومشروعية وجودها .. وعليه فليس من حقها هي كذلك بالوجود على حساب المجتمع الدولي والانسانية جمعاء..وهذا ما يحتم على الدول الاوربية المضيّفة لهذا النفر الضال، اتخاذ كل ما يلزم لتخليص البشرية من شرورهم .. وعلى الطرف الاخر واقصد المهاجرين المسالمين ان يقوموا بمحاربة هذا الفكر الهدام بالفكر السليم والمسالم وذلك بشن حملة توعوية بين صفوف الجاليات العربية والاسلامية ومن خلال الجمعيات والجوامع والحسينيات والمؤسسات الاخرى لتعرية افكارهم الهدامة واهدافهم الشرّيرة ورد كيدهم الى نحورهم.