19 ديسمبر، 2024 2:00 ص

الكاظمي ومرحلة التوازنات

الكاظمي ومرحلة التوازنات

ايران فاعل رئيسي في مجيئ السيد الكاظمي على رأس السلطة في العراق وهي من ضغطت على القوى السياسية الشيعية بترشيحه لهذا المنصب، وهذة حقيقة لا يريد ان يدركها الجميع لانة لو جيئ بآخر موالي لأيران قلباً وقالباً لتعرض العراق الى العقوبات الامريكية وبذلك ستكون ايران الخاسر الاكبر لانها ستفقد البوابة التي تنفذ منها على العالم وستفقد المورد الثاني من العملة الصعبة التي تحصل عليه من العراق، لذلك ايران كانت وراء مجيئ الكاظمي لانها ارادت ان يكون خيط وصل بينها وبين الولايات المتحدة بأعتباره المقرب من امريكا، وان السيد الكاظمي يعي هذا الدور الذي يقوم بة بشكل جيد لانه يعلم ان وجوده مجرد مرحلي ضمن نطاق هدنة الصراع الامريكي الايراني داخل العراق لحين انتظار نتائج الانتخابات الامريكية، وأيضاً مرحلة هدنة بين الطبقة السياسية وثوار تشرين لحين أجراء الانتخابات البرلمانية في العراق .. لذلك تتصف إجراءاته بانصاف الحلول في مجمل القضايا التي تتطلب الحسم لتلافي الصدام والمواجهة مستخدماً جيوش المطبلين الذين يوهمون الناس بأمل التغيير والاصلاح لغرض التخدير وفق التمسكن والأسلوب الناعم الذي يمرر من خلاله الكذب والتهويل وتسويق بطولات وانجازات ليست الا اوهام على انها حقيقة وخلط الاوراق وفق التناقض ما بين القول والفعل خصوصاً فيما يتعلق بالتصريحات الرنانة الخاصة بوعود القصاص لمن قام بقتل المتضاهرين والتراجع عنها بعد تشكيل لجان كسابقتها لغرض تسويف تلك الجرائم التي يندي لها الجبين .. مما يعني ان مرحلة حكم السيد الكاظمي لا تتعلق بموضوع الاصلاح بقدر ما يتعلق الامر بالتهدئة والتوازن بين الاطراف المتنافسة في الداخل، وبين الاطراف الإقليمية والدولية في الخارج التي تتصارع على ارض العراق، مما يعني ان مهمة الكاظمي محصورة بين عمليتين انتخابية الاولى في امريكا والثانية في العراق وفي الحالتين مطلوب منه التهدئة والتوازن لحين ظهور ملامح المرحلة الجديدة وفق بروز وجوه جديدة تتناسب مع متطلبات تلك المرحلة .. لذلك ليس مصادفة حينما اطلق علية وصف رجل التوازنات .

أحدث المقالات

أحدث المقالات