23 ديسمبر، 2024 3:35 ص

الكاظمي وفوهة المدفع المبتورة

الكاظمي وفوهة المدفع المبتورة

كثيرا ما يهدد السييد الكاظمي ، وكثيرا ما يتوعد ، وكثيرا ما يعد ، لكن قليلا ما يتحقق من كل هذه الوعود والتهديدات، وكان آخرها تصريحه يوم الجمعة الموافق 13 اب الجاري، من انه سيقطع اليد التي تمتد إلى أعمدة الكهرباء، ، وقبلها هدد كل من يتعدى على ابراج الكهرباء ، وتجيئ الافعال ردا على اقواله ، كلما يهدد يجابه بفعل مشين ولئيم على الابراج، والحق يقال ان الرجل يريد ان ينجز ولكنه لا يستطيع . لأن الفاعل اقوى من الدولة، سواء أكان الفاعل داعشيا ام من أهل الدار ، فداعش لا زالت قوية ما دامت أمريكا مطرودة من العراق ، لأن من صنع القاعدة وداعش ومنظمات الإرهاب ، هي أمريكا ، اما اذا كان المخرب من اهل الدار فهو ايضا اقوى من الدولة ، فله دول تسانده في أعمال التخريب والتسبب في الحاق الضرر بالعراق ومرافقه العامة ، والكاظمي رغم كل جهوده في اقناع الغير فهو لم يكن ليرضي اي من الخصوم ، فلا الويلايات المتحدة راضية عليه ولا ايران غاضبة منه ، وان كل الاطراف تعلم ان فوهة مدفعه مبتورة تسقط عندها القذائف ولا تصل الى اهدافها ،
ان مشكلة العراق لا تكمن في قلة أعدائه وكثرة أفعالهم ، بل بكثرة أصدقائه وقلة افعالهم، والكاظمي يعتقد ان الجهود الدبلوماسية ستكون وسيلة لابعاد الضرر عن بلاده ، لكنه على خطأ اذ لا تغيير في المواقف ما دامت المصالح الدولية ثابتة ، فلا تركيا جارة تريد الاستقرار للعراق بدافع القضية الكردية ، ولا ايران تريد التخلي عن العراق لان المذهبية فوق المصالح ، ولا الكويت تريد ترك العراق وشأنه لانها اوغلت في ايلامه طوال العقدين الاخيرين وتخاف من ردود افعاله، اما الويلايات المتحدة فلا تريد العراق إلا لها لوحدها، اما السياسيين العراقيين فضلت عندهم البوصلة ، لقلة منسوب الوطنية عندهم ولكثرة التبعية لغيرهم ، وهذه الخصال ستظل ماضية تحكم العراق ، حتى لحظة تتغيير فيها القيادات من حيث النوعية الوطنية والكمية النقية، وما فعله الكاظمي المكبل بقيود المصالح الدولية المتناقضة فكان بحق (فعل ما هو ممكن لعراق يريد فعل المستحيل )….