11 أبريل، 2024 10:41 ص
Search
Close this search box.

الكاظمي وخيار البديل الشعبوي

Facebook
Twitter
LinkedIn

رؤساء حكومات وزعامات سياسية عديدة ,كانوا يشكون من الاعلام وبعضهم يخاف منه واخر كان يهاجمه ويعده خصما له , مع ان الاعلام في العراق ما بعد عام 2003 هو نفسه ما قبل ذلك التاريخ ..,بدائي وغوغائي وغير وطني واجير وواضح الاهداف ومتخلف عن اتباع المهنية والحرفية والاساليب الحديثة , فضلا عن انه اعلام يتبنى الدعاية المباشرة وهي من اسخف الاساليب في مخاطبة المتلقي . .
الكاظمي في كلمته امس لم يكن استثناءا واستمر في الشكوى من استهدافه وخاصة من وسائل اعلام مؤدلجة تابعة لتيار عقائدي تضم عشرات القنوات التلفازية والاذاعية وشبكات الكترونية .
لكن الكاظمي ينفرد عن زملاءه بانه :
– ليس لديه حزبا يسانده
– ليست لديه وسيلة اعلامية
– ليست لديه شبكة الكترونية
وعليه يبدو وحيدا يواجه خصومه .
وفي اعتقادي ,ان على الكاظمي التوقف فورا عن الشكوى من الاعلام ومواد الدعاية الصفراء التي تستهدفه مباشرة .. ويبدو لي ان ما شجع خصومه لمهاجمته هو ما اظهره من تردد وضعف , اذ وخلال ثلاثة اشهر لم يظهرالكاظمي شجاعة وحزما وبالتالي لم يوصل رسالة قوة الى خصومه بل اوصل رسائل ضعف , فمثلا :
*وبخ اخيه عماد ثم تراجع واعتذر له
*اعتقل مجموعة الدورة ثم افرج عنهم
*خفض وحجز قسما من الرواتب ثم تراجع .
غير ان زعماء كثر في التاريخ الحديث على شاكلة الكاظمي كانوا بلا احزاب ولا جماعات ووسائل اعلام , وهؤلاء استطاعوا ان يدحروا خصومهم عبر الافعال والخطوات الاستراتيجية .
فالزعيم العراقي عبد الكريم قاسم كان منفردا في مواجهة خصومه لكنه وعبر قراراته الاستراتيجية وسلوكه وتصرفه المتواضع والشعبوي ,الجم الخصوم حجرا .
ويعتقد خبراء صناعة الراي العام ان شعوب العالم الثالث التي لم تخرج من ( استبداد اللاشعور للزعيم القبلي ) يمكن سوقها وانقيادها عبر :
1- طرح مشروعات تلامس الحاجات الاساسية وتؤطر بشعارات ديماغوجية .
2- محاكاة المحفزات المعنوية بأثارات وجدانية , واعتقد ستلقى استجابه سريعة مع الفرد العراقي المأزوم والباحث عن البديل وعن ضحية وذلك في ظل هذا الضياع وغموض مستقبله .
3- اظهار القوة والجراة والتوشح بوشاح الزعامة( محاكاة الزعامة القبلية الموجودة في لاشعور العراقي البدوي والذي قفز من الصحراء الى المدينة بدون المرور في مرحلة التاهيل ) .
ان بمقدور السيد الكاظمي ان يحتوي المتلقي العراقي ويقوض مساحة شعبية الاحزاب العقائدية العنيفة اذا وضع استراتيجية ( الخطاب الشعبوي ) وتعتمد على الركائز التالية :
1- اطلاق قرارات قوانين تنموية,اقتصادية ومالية وسياسية وبعناوين شمولية وذات مديات تشمل فئة كبيرة من الشعب .
ومثال على ذلك تجربة حزب البعث في عقد السبعينيات الذي اعلن عن توزيع الاراضي وقانون الاصلاح الزراعي ومحو الامية وتاميم النفط , دفعت اغلبية الناس الى التظاهر مؤيدة له وذلك في وقت كانت السجون : قصر النهاية ,سجن معسكر الرشيد , ,نكرة السلمان .. كانت تشهد اعدامات وسلخ وذبح بالجملة .
ايضا تجربة جمال عبد الناصر الذي كان يطعم الشعب الفقير شعارات وخطبا ثورية مع افتعال الحروب والحديث الممل عن الوحدة العربية مع ان الرجل وبحسب وثائق نشرت في كتب عديده ان عبد الناصر كان على علاقة مع اسرائيل قبل ثورة 1952 ( انظر مقدمة كتاب اسرار الشرق الاوسط – يفيغني بريماكوف ) .
2- تسويق شعارات الاستقلال الوطني مع برنامج هدفه استنفار كبرياء الشعب واثارة غيرته الوطنية ( وذلك بعد معالجة امراض الانسان العراقي المتراكمة : النكوص , الشعور بالاذلال , التهميش ,التشاؤم , اليأس .. ) .
3- اتباع اسلوب الصدمة وتبني الكلام المباشر مع الشعب ومصارحته ب :
+ ان الحاكم والمحكوم شاركا في صنع الهزيمة والفشل .
+ عرض الحقائق والاسرار :
*من قبيل تلك المتعلقة بنهب ثروة البلد مع ذكر الاسماء والمناصب والعناوين وهي موضوعات يستهويها المتلقي ويبني عليها امال حتى لو لم تحقق انجازا على المدى القريب , مع التاكيد على ان يتم عرض ذلك باسلوب ثوري يعبئ الشارع .
* اعتقال جميع المتهمين في سقوط الموصل ومحاكمتهم علانية وتنفيذ الاحكام بهم في ساحة التحرير وتحت نصب الحرية .
* محاكمات فورية وفي الشارع لعدد من الرؤوس الكبيرة التي سرقت المال العام .
* كشف وبث واذاعة تسجيلات ووثائق عن تخابر ساسة مع الاجنبي , وهي قصص يهتم ويستهويها الجمهور .
4- اعادة توجيه الاجهزة الامنية للقيام بعمليات سرية لفرض الامن والامان واشعار المجتمع بالاستقرار والسلم الاجتماعي وهي حاجة فقدها العراقيون منذ اكثر من اربعين عاما .
5- تشكيل فريق من خبراء الاعلام وعلوم الاجتماع وعلم النفس والعمليات النفسية والايحائية ,مهمته ابتكار اساليب استثنائية وعملانية ووضع صياغات خبرية دعائية واعلامية ,تروج لهذه الاستراتيجية وتشرف على تنفيذ برامجها,وذلك على غرار الفريق الذي شكله صدام حسين عام 1970 وكان يتالف من ( حامد ربيع ,مختار التهامي , ابراهيم امام وصافيناز كاظم ) وهؤلاء عالجوا مشكلة انعزالية حزب البعث , ونجحوا في تسويقه الى الشارع
العراقي .
اعتقد ان على الكاظمي الانتقال من اسلوب البكائيات والملامة والانحسار في زاوية المهزوم .. الانتقال الى منهج شمولي شعبوي يظهره كبديل نوعي ليكون مغايرا عن الاخرين.. والا فلا اضمن بقاءه الى حين السادس من حزيران يونيو من العام المقبل .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب