23 ديسمبر، 2024 4:07 ص

الكاظمي وجولته الخارجية .!

الكاظمي وجولته الخارجية .!

يبدو مسبقاً أنّ جولة رئيس الوزراء في الدول الثلاث سوف ترسم الإطار العام للمرحلة السياسية المقبلة لحكومته , والى حدٍّ كبير سيما الى السعودية والى الولايات المتحدة . واذا كانت محطته الأولى الى الرياض فهي اولاً كأنها زيارة الى كل دول الخليج الأخرى ” وربما بأستثناء قطر ” وكأنها ايضا زيارة الى الدول العربية بأستثناء سوريا .! , ويمكن الحكم مسبقاً على نجاحٍ شبه مطلق في لقائه مع الملك  السعودي و وليّ العهد من خلال المدة المحددة للزيارة بيومٍ واحد , بالإضافة الى مسألة الربط الكهربائي للعراق مع المملكة والكويت وقرب افتتاح منفذ عرعر السعودي للشروع بالتبادل التجاري , حيث في المجمل أنّ العربية السعودية بادرت الى دعم حكومة الكاظمي منذ او بعد تشكيلها بوقتٍ قصير , ومعرفة السعودية بأنّ رئيس الوزراء العراقي ليس كسابقيه في التبعية والهوى الى طهران , بجانب ادراك الكاظمي المسبق أنّ تعميق العلاقات مع السعودية سوف يساعد العراق في تخطي ازمته المالية والأقتصادية .

أمّا محطته الأخرى الى الولايات المتحدة , والتي يبدو انها ستعقب زيارته الى طهران ” حسبَ البرمجة السياسية الممنهجة ” , فنتائج هذه الزيارة محسومة مسبقاً , ليس عبر التمهيد لها بزيارة الجنرال ” مكنزي ” قائد القيادة المركزية الأمريكية الى العراق منذ ايامٍ قليلةٍ فحسب , ولا تقتصر بديمومة التواصل مع السفارة الأمريكية في بغداد , فيعزز ذلك الأتصالات الخاصة غير المعلنة بين رؤساء الدول , وإذ محور الزيارة المفترض هو الوجود المحدود للقوات الأمريكية في بعض القواعد الجوية في العراق, وايجاد آليّة جديدة لجدولة انسحابها في وقتٍ لاحقٍ غير محدد .! , وفي الواقع أنّ كلا الطرفين العراقي والأمريكي على دراية مسبقة بحاجة أحدهما للآخر , فضلاً عن المساعدات الأقتصادية التي ستقدمها الأدارة الأمريكية الى العراق , وهنالك نقاط التقاء مشتركة بين الجانبين , وخصوصاً ما جرى الإعلان والتأكيد عليه في الإعلام عن ضرورة تحجيم الفصائل المسلحة التي تتوعد وتهدد بضرب المصالح الأمريكية في العراق , وعموماً لايوجد ما يقلق عن نتائج هذه الزيارة , ومن المتوقع أن يحظى الكاظمي بأستقبالٍ حارّ من قبل المسؤولين الأمريكان .

   الزيارة الأخرى الى طهران هي الأكثر اهمية , وفيها ما فيها من مداخلات واعتبارات ولا نسميها ” بألتواءات ” حيث التأثير الأيراني كبيراً للغاية في العراق من خلال الفصائل الولائية التابعة لها , بجانب النفوذ الأيراني الممتد في مفاصل الدولة العراقية , لكنّ الكاظمي يمتلك اوراقاً اخرى ” قد لا يسمح الإعلام في التكهّن بها او الإعلان المسبق عنها ! ” , ثمّ برغم المحددة القصيرة الى طهران , فرئيس الوزراء العراقي كرجل مخابرات , فلابدّ أن يميل الى الإستماع الى القادة الأيرانيين ودونما اعطاء اجوبة فورية على ما يطلبوه , ومن المفترض أن تمضي فترةٌ قصيرة على الأقل بعد انتهاء زيارة الكاظمي , بغية معرفةِ نتائجٍ عمليةٍ اوسع , ومقدماتها على الأقلّ .!