8 أبريل، 2024 9:16 م
Search
Close this search box.

الكاظمي وأهمية زيارة امريكا

Facebook
Twitter
LinkedIn

محاولة إفراغ زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لامريكا من أهميتها ومحتواها ، كما تذهب بعض الكتابات وكأنها تلتقي مع الاصوات الراغبة بإلغاء الزيارة، أو مسعى لتجريد العراق من أثر الدولة الفاعلة والمؤثرة بالشرق الأوسط، واتهامه بدور ساعي بريد بين ايران وامريكا !؟
امريكا دولة عظمى نعم، لكن مصالحها في الشرق الأوسط تجعلها تضع العراق وأهميته في مركز تفكيرها، وإذا تجاوزنا بنود الصداقة والتحالف الاستراتيجي الذي قررتها الاتفاقية الاطارية، فأن احتدام التنافس والتزاحم الدولي (الصين وروسيا وتركيا) في التمدد بالشرق الأوسط والخليج العربي، اثر التحولات بالعلاقات الدولية لبعض دول الأقليم، يدفع امريكا لإعادة تقويم علاقاتها مع الدول الفاعلة في الشرق الأوسط وقلبها العراق .
ارتفاع وتيرة الصراع الامريكي_ الايراني بالملف النووي وبقية المحاور الخلافية، يشدد أكثر من أهمية العراق وزيارة رئيس حكومته الى الولايات المتحدة الامريكية والتفاهم على جملة من القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والصحية التي تخص الدولتين، في مناخ المصالح الذي تتراجع فيه الفوارق بين دولة كبيرة وصغيرة وتتقدم فيه المصالح المتبادلة، أما أن يكون الكاظمي قد حمل رسالة من الايرانيين الى الامريكيين ، فهذا الأمر لايقلل من أهمية الزيارة بل يقويها .
الكاظمي رئيس حكومة تسلّم دولة مفككة سياسيا وشبه منهارة اقتصاديا وصحيا، ناهيك عن فوضى السلاح وتعدد مراكز القوى والإرهاب للفصائل والجماعات المسلحة التي تؤلف قاعدة الدولة العميقة او اللادولة، التي أنتجتها عملية سياسية تعاني من أخطاء بنيوية عديدة، يضاف لذلك حضور أجندات ومصالح دول خارجية مستفيدة ومستثمرة اقتصاديا وسياسيا وأمنيا في بيئة الفوضى العراقية وتعمل على ادامتها ، التصدي لجميع تلك الملفات وتصفيتها والانتصار عليها خلال ثلاثة أشهر من عمر حكومة الكاظمي يُخرج الأمور من الواقعية والمنطق الى فضاء السوبرمانية الوهمية، حيث يطالب بها البعض لكي يصبح الكاظمي قويا !!
بيانات العراق (العلنية والسرية ) تكاد تكون مكشوفة أمام الادارة الامريكية، والظرف التاريخي القلق والخطير لهذه الزيارة يستدعي المكاشفة التامة والاجابات الصريحة عن سؤال مركزي : هل يبدأ العراق كدولة ذات سيادة وقوة ونظام ديمقراطي تسوده العدالة الاجتماعية والسلام ويخلو من الإرهاب والأزمات والاحتلالات، أم يذهب لتمام الفوضى والتقسيم والتشرذم وسطوة الإرهاب والجريمة وساحة حرب اقليمية وداخلية ؟؟
امريكا المسؤول الأول عن صناعة النظام السياسي في عراق بعد 2003 ، كانت ولم تزل تملك مفاتيح وقوة التأثير والتصحيح وتغيير المعادلات، مصالحها الآن وبالمستقبل المنظور يستدعي منها وجود عراق حر وبعيد عن محاور الصراع والتخريب الذي تعمد له بعض الاطراف الاقليمية المعادية لامريكا ، الأمر الذي يضع امريكا موضع المسؤولية في التعامل الواقعي ومشاركة حكومة العراق بالتخلص من تلك الأزمات، اضافة لتزويده بعناصر مهمة ترفع نسبة الأوكسجين في الحكومة الحالية من خلال مساعدات عاجلة اقتصادية وصحية وتقنية وتسليحية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب