بهدف أنقاذ العراق ومواجهة التحديات الكبيرة لأستعادة دوره ومكانته المرموقة في المحيط العربي والعالمي وفي المجالات الأقتصادية والأمنية والعسكرية ، يتطلب على رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي أتخاذ المزيد من الخطوات الواثقة والجدية ، والقرارات الحقيقية الشجاعة والجريئة ، والمعالجات والأصلاحات الجذرية ، والتغييرات الأدارية والأمنية والعسكرية الفورية في كافة مفاصل الدولة ، من أجل مواجهة هذه التحديات الخطيرة والسيطرة على الأوضاع المتردية التي تعصف بالبلد … فيما يتطلب منه العمل على تنفيذ بنود المنهاج الحكومي الذي أعلنه في بادىء الأمر ، ومنها تطوير المؤسسات العسكرية والأمنية ومكافحة الفساد ، وفرض هيبة الدولة وحصر السلاح بيد المؤسسات الحكومية والعسكرية ، واجراء الانتخابات المبكرة ، وغيرها من الأصلاحات المهمة ، وعلى الكاظمي أيضا أيجاد الحلول المناسبة من خلال الحس الوطني والأنساني الذي يمتلكه تجاه هذا الشعب الذي يتنظر منه تحقيق الأنجازات بالأفعال وليس بالأقوال كما قالها ، وأرضاء وكسب الشارع العراقي الذي كانت له وقفة مشرفة من خلال التحديات المصيرية والتظاهرات التي أندلعت في الأول من شهر تشرين الأول من العام الماضي في العاصمة العزيزة بغداد وبقية المحافظات الأخرى ، أحتجاجا على تردي الأوضاع الأقتصادية وأنتشار الفساد الأداري والمالي وتفشي البطالة بشكل كبير وغريب وعجيب ، ويتطلب على الكاظمي هنا تحقيق هذه المطالب للمتظاهرين من أجل أنهاء التجمعات الشعبية الغاضبة والتي تطالب بحقوقها المشروعة الحقة وليس أي شيئا أخرا سوى الحق بالمواطنة في البلد .
رغم الفترة الزمنية القصيرة التي تسنم فيها الكاظمي مهام عمله الجديد ، الآ انه حقق البعض اليسير من الأنجازات والمواقف التي تحتسب له والتي لم تحقق في زمن الذين سبقوه ، ومنها على سبيل المثال ، العمل على تطوير المؤسسات العسكرية والأمنية من خلال التغييرات في المناصب ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، ومتابعته الشخصية والمتواصلة في بعض دوائر الدولة ومنها هيئة التقاعد العامة والأشراف واللقاء المباشر مع المواطنين والأيعاز بتذليل العقبات في أنجاز المعاملات وعدم تأخير رواتب المتقاعدين ، وزياراته المتكررة للمستشفيات والأطلاع على صحة المواطنين المصابين بالوباء الخطير وتوفير كافة السبل للأرتقاء بشفائهم العاجل ، واللقاءات المتواصلة مع رجال الحشد الشعبي الأبطال والأيعازعلى شحذ الهمم لمواجهة ومحاربة تنظيمات ( داعش الأرهابي ) بالتعاون مع منتسبي القوات المسلحة الأبطال ورجال مكافحة الأرهاب الأشاوس ، وتوجيه الكاظمي على تخفيض رواتب الدرجات العليا في مؤسسات الدولة وتحقيق العدالة الأجتماعية من خلال معالجة أزدواجية الرواتب ، وكذلك السعي لتطوير العلاقات الأقليمية والدولية مع عددا من الدول ، والتعاون الاقتصادي والمالي معها وخصوصا في موضوع مواجهة العراق للقضاء على الوباء الخطير ( جائحة كورونا ) ، فكانت هناك اتفاقيات رسمية مع بعض من الدول ذات التأثير المباشر ، ومنها المانيا والصين ولبنان ومصر وأمريكا وأيران وتركيا وأوكرانيا وروسيا وكندا وبريطانيا وليبيا والسعودية والكويت والأمارات وأيطاليا والأردن وفرنسا وغيرها من دول العالم الأخرى .
أن البلد الأن وفي هذه الفترة الحرجة والصعبة يحتاج الى قائدا شجاعا يستطيع محاسبة الفاسدين وسراق المال العام وتطبيق قوة القانون عليهم … وان العراقيين من زاخو وحتى الفاو عيونهم ترنوعلى الكاظمي وتنتظر منه القرارات الحاسمة والجريئة في كشف أسماء الحيتان الكبيرة من الفاسدين والسراق وأحالتهم الى القضاء العادل لينالوا حسابهم العسير جراء أفعالهم الدنيئة ، والعمل على أعادة هذه الأموال المسروقة الى ميزانية الدولة ، والتي هي أساسا أموال الشعب العراقي ، لا سيما وأن الكاظمي قد أعترف بنفسه بتسلمه الميزانية ( شبه فارغة ) ، فماذا ينتظر الكاظمي من هذه الفئات الضالة والفاسدة الذين لا دين ولا مذهب لهم وأنهم لا يقلون أهمية من القتلة والأرهابيين والمخربين !! ، والمطلوب منه الأن أعلان حالة الحرب على هؤلاء الفسادين وتطبيق القانون عليهم بكل عدالة وأنصاف ، ولا يدع السراق الهروب الى خارج العراق وضياع المليارات من الدولارات ، ويتطلب أصدار أوامر القاء القبض عليهم ومنعهم من السفر … وليعلم الأخرون أن ( العراق ) أكبر وأهم بكثير من هؤلاء الفاسدين الذين ضيعوا البلد وأتعبوا الشعب العراقي الأبي الذي سلبت حقوقه منذ تسنم الحكومات السابقة والمتعاقبة ولحد الأن … فهل يستطيع الكاظمي أن يكون قائدا لهذا الشعب ، ويكون منقذا لهم في هذه الفترة المحرجة والمظلمة من تاريخ العراق ؟ !!! وأننا واثقون بأنه قادرا على ذلك لو أتخذ القرارات الشجاعة والخطوات الواثقة والصحيحة والجرئية والفورية ، كما انه يحمل من الصفات تجعله يعيد هيبة الدولة من جديد ، ونؤكد هنا ان الصحفيين والأعلاميين العراقيين سيكونوا له عونا وسندا ويكونوا الى جانبه في دعمه أعلاميا من أجل أعادة العراق الى مكانه المناسب بين دول العالم المتقدمة والمتطورة .