يعاني العالم هذه الايام من انتشار الوباء الخطير والقاتل ( فايروس كورونا ) والذي قلب الموازين وغيّر مجرى الاحداث واظهر ضعف الامكانيات وعجز التقدم العلمي والتكنولوجي الذي وصل اليه العالم في مواجهته وربما تحتاج البشرية الى مزيد من الوقت وكثير من الجهود لايجاد اللقاح والمصل المعالج لهذا الفايروس ذو التيجان الملكية.
اصاب هذا الفايروس اميركا وايران اللاعبان الرئيسيان في السياسة العراقية اصابة مؤثرة وقوية ويبدو ان عدد الاصابات كبيرة واعداد الموتى في تزايد حيث تتصدر اميركا دول العالم من حيث عدد الاصابات والوفيات وكذلك ايران تأتي في مرتبة متقدمة الا ان السلطات هناك تخفي الاعداد الحقيقية وهذا هو حال الانظمة الشمولية والمستبدة حيث لا تتسم بالشفافية والمصداقية في مثل هكذا احداث جلل. لقد اتفق الطرفان الاميركي والايراني بصورة غير مباشرة بعد سلسلة من المواجهات المسلحة على ارض العراق على تهدئة الاوضاع في العراق في هذا الوقت والاتيان بمرشح هدنة حتى تنقضي فترة الوباء العالمي وتنجلي الاحداث وتتضح الصورة خصوصاً وان الشباب الثائر ما زال قائماً في ثورته ضد النظام السياسي الفاسد ولكن هناك فترة من الهدوء النسبي بسبب فرض حضر التجوال والعزل الاجباري جراء انتشار الفيروس كورونا.
اذن مصطفى الكاظمي هو مرشح هدنة نال رضا اغلب الاطراف وتم تكليفه لرئاسة مجلس الوزراء وعليه ستكون فترته فترة تهدئة وتمشية للامور ولست ممن يؤمنون بقدرته على تنفيذ البرنامج الحكومي الذي قدمه واهم النقاط الواردة فيه فيما يتعلق بالقضاء على الفساد وحصر السلاح بيد الدولة وتطوير الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل القومي ذلك ان هذه النقاط الثلاث تحتاج الى سلطة تتمتع بقوة فائقة وحازمة وعبقرية تقدم الفاسدين مهما بلغت مراكزهم وعناوينهم الى القانون وتلاحقهم قانونياً كذلك الى الدول التي هربوا اليها اموال العراقيين المسروقة وكذلك مواجهة وملاحقة المليشيات والمجاميع المسلحة من شارع الى شارع ومن مدينة الى اخرى لغرض اعتقالهم ومصادرة سلاحهم وحصره بيد الدولة فقط وفيما يخص الاقتصاد العراقي فهو ريعي يعتمد على النفط ولا اعتقد انه سيتحول الى اقتصاد منتج في ليلة وضحاها فالميزانية مسبقاً تعاني من عجز وديون وحتى تبدأ في اقامة البنى التحتية للمصانع المنتجة للبضائع والالات فتحتاج الى المليارات من الدولارات والى سلسلة ادارية متكاملة تدير هذه المؤسسات الانتاجية لا نمتلكها حالياً ولا اعتقد ان العالم في وضع يسمح له حالياً بمساعدة العراق اقتصاديا بعد هذا التوقف الاجباري والركود لجميع اقتصاديات دول العالم.
نسأل الله التوفيق والسداد للمكلف الجديد مصطفى الكاظمي في مهمته الصعبة والمعقدة وان يكون عوناً له في قيادة العراق الى بر الامان وان يبذل قصارى جهده في خدمة العراقيين في تلك الايام الصعبة التي يعيشونها والعالم اجمع.