22 ديسمبر، 2024 7:29 م

الكاظمي بين مطالب البيت الابيض وضغوطات الشارع العراقي…..

الكاظمي بين مطالب البيت الابيض وضغوطات الشارع العراقي…..

لا يخفى على الجميع في الشارع العربي الموقف العربي المتردي والحساسية الموجودة بين المواطن والحاكم خاصة بعد عمليات التطبيع التي ذهبت اليها بعض الأنظمة العربية… فاصبح هناك فراغ سياسي بين مؤيد ومعارض لهذا التطبيع وما يلفت النظر اكثر الموقف في الشارع العراقي المتحمس لرفض مثل هكذا قرارات رفضاً قاطعاً وابداً وموقف الحكومة الذي اصبحت بين سندانين احدهما اعادته الى الصف العربي وقطع علاقته نهائياً بكل الفصائل المسلحة التي تطالب بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وبين موقف وضغط الولايات المتحدة التي ترى ان يكون العراق اول المطبعين مع اسرائيل على اعتباره محمي كليا بحماية أمريكية..
وكما هو معلوم ان امريكا تعتبر اسرائيل هي الابنة المدللة رقم واحد ولا مجال للمساومة على هذا الموضوع..
اليوم ومن خلال زيارة الرئيس الامريكي الى الشرق الاوسط والى المملكة العربية السعودية بالتحديد ومن خلال الاجتماعات التي سوف يعقدها مع القادة العرب فان اول لقاء له مع رئيس الوزراء العراقي سيكون للمطالبة بإلغاء التشريع الذي اصدره البرلمان العراقي قبل اسابيع الذي تنص بنوده الاساسية على منع الحكومة العراقية من توقيع اي معاهده تطبيق مع الكيان الصهيوني وستكون مطالبة الرئيس الامريكي بعد بذلك بمثابة رسالة شديدة اللهجة الى حكومة بغداد….
ان الولايات المتحدة الأمريكية تنظر اليوم ان الحل السلمي اصبح قريب للواقع وانه موجود مع الدول العربية وخاصة بعد توقيع اكثر من خمسة دول عربية على معاهدات التطبيع مع الدولة العبرية وبأشراف مباشر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والسؤال الذي يطرح نفسه دوما ماذا سوف يكون ردود افعال وجواب السيد مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة العراقية خاصة وانه يعرف جيدا انه ترك العاصمة بغداد على شفا حفرة وانسداد سياسي وتناقض في الآراء بين جميع الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية والذي اصبح هذا الخلاف معقدا اكثر خاصة بعد الانشقاق الواضح بين مكونات البيت الشيعي واختلافات واضحة بين الحزبين الكرديين واختلافات بين ابناء المكون السني…..
ولكن الرئيس الامريكي لابد ان يكون معه رؤيا ورسالة خاصة وخارطة طريق واضحة ربما سوف تنطلق منها تشكيل الحكومة العراقية وربما سوف يكون الحظ الاوفر للسيد مصطفى الكاظمي فيها خاصه اذا ادرك بحدية الموقف حول فحوى الرسالة الأمريكية الخاصة بالتطبيع وبدون جدل او نقاش وفهم معناها جيداً والذي اصبح واضح للعيان ان اي رجل سياسي يستطيع اقناع الطبقات السياسية والشارع العراقي بإقامة علاقات وتطبيع مع اسرائيل فانه سوف يكون صاحب الحظ الاوفر في رئاسة الحكومة العراقية المقبلة.. وكلنا يعرف ان الطبقة السياسية في العراق اصبحت غير مطمئنة على وضعها الحالي خاصة بعد تسريب المعلومات في الصحافة الغربية عن وجود تغيير شامل في العملية السياسية في العراق من خلال دخول قوة عسكرية هائلة سوف تدخل الى بغداد قريبا وهذا ما وضع الجميع في موقف لا يحسدون عليه لان كل من كان يعيش في الدول الغربية يعرف جيدا العلاقة بين الاعلام الغربي واجهزة المخابرات في تلك الدول وربما تكون المعلومات صحيحة ومبنية على مصادر رسمية..
وان هذه الدول باستطاعتها زلزلت المنطقة الخضراء بساعات محدودة وإعادة برمجة العملية السياسية من جديد واذا كان هذا الشيء موجود فسوف يكون الرئيس الامريكي أول الاشخاص الذي يعلمون بذلك وهنا لابد من السيد الكاظمي ان يجد حلولا للازمة التي تمر بها حكومة بغداد فإما استمرارية مع الموافقة على التطبيع واما وداعا بلا رجعة وكل الحلول مرارتها بمرارة الحنظل….