23 ديسمبر، 2024 4:09 ص

الكاظمي بين التحديات وألإنحدار نحو الفوضى..!!

الكاظمي بين التحديات وألإنحدار نحو الفوضى..!!

في برنامجه الحكومي، الذي عرضه على البرلمان،السيد مصطفى الكاظمي،كانت هناك -ماسمّاها – التحديات الكبرى التي تواجهه ، لتتحقق الاصلاحات والإجراءات،التي تعيد للدولة هيبتها، وللشعب ثقته فيها،وهي في الحقيقة ليست تحديات ، بل مستحيلات،لاالكاظمي ولاغيره، قادر على تجاوزها والقضاء عليها بدون دعم خارجي وقرارات جريئة إستثنائية، وفي مقدمة هذه التحديات، كذبة ، حصر السلاح بيد الدولة، التي تبناها سلفه عادل عبد المهدي ووعد بتنفيذها، وأصدر قراراً سماه إعادة هيكلة الحشد الشعبي ،ودمجه في الجيش والشرطة والاجهزة الامنية،وأعطى مدة زمنية بذلك،وقبله حيدرالعبادي واجه نفس الأزمة وفشل،واليوم نرى الكاظمي يلعب بنفس الورقة،أقصد ورقة حصر السلاح بيد الدولة،ليكسب ود ورضا الشارع، ومن ثم ينفذ أجندة الادارة الامريكية، وبريطانيا،وفرنسا ،والمانيا، بإنهاء دور ونفوذ الميليشيات الموالية لإيران، التي تهدّد مصالحها،وتطالب برحيل قواتها وقواعدها العسكرية في العراق، ولكن السؤال ،الذي يطرحه الشارع العراقي، الى أي مدى يستطيع الكاظمي تنفيذ وعده، بحصر سلاح الميليشيات الولائية،التي لاتنتمي ولاتأتمر بأوامر وزارة الدفاع ولا الحكومة ،وتقوم بقصف القواعد والسفارة الامريكية ، وتهدد تواجدها ،الكاظمي يبدو يحمل ذكاءً وإرادة وحزماً، ودعماً امريكياً واوروبياً،يؤهله بتحقيق هذا الهدف ،ومواجهة تحدي الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون ،والتي من أجلها قام بزيارة مقرهيئة الحشد الشعبيً، وبعث برسالة واضحة لإيران وأذرعها في العراق،أن الحشد الشعبي مسيّطرعليه ،وهو ضمن المنظومة العسكرية، وما عداه هو خارج عن القانون وسنلاحقه،ويؤكد بزيارته هذه، أن الحشد الشعبي المنضّبط، هو تحت تصرف أوامر القائد العام للقوات المسلحة، خاصة بعد خروج ألوية المرجعية من الحشد الشعبي ،وإلتحاقها مباشرة بوزارة الدفاع ،وفك إرتباطها بهيئة الحشد، بمعنى الحشد تفكك ،بسبب الصراعات التي حصلت بعد حادثة المطار واغتيال ابو مهدي المهندس، الذي كان صمّام أمان، وضابط إيقاع الحشد والميليشيات معاً بوجود قاسم سليماني، وحينما ذهب هؤلاء،تفكك الحشد الشعبي، والتحق بوزارة الدفاع هو والوية المرجعية، وبقيت فصائل مسلحة موالية لإيران، وتاتمر بأوامر المرشد الاعلى مباشرة،ولهذا وبذكائه، أراد الكاظمي،أن يحصر المواجهة، بينه وبين هذه الفصائل، ويعزلها عن الحشد الشعبي وفصائل المرجعية،وبهذا يتمكن من حصر السلاح وترويض البقية، وتفكيك البقية، وبمعنى فصل الخنادق، ومواجهتها درجة حتى يتم السيطرة عليها، لأن مواجهة الجميع مرة واحدة، عملية مستحيلة، وهذا ماتعمل عليه الادارة الامريكية وتريده،بل هي وضع الخطة، التي فرضتها على الكاظمي، قبل تسلمه رئاسة الوزراء،لأمتصاص نقمة الشارع والميليشيات، ولهذا واجه الكاظمي دعماً غير مسبوق، من الادارة الامريكية ،والدول الاوربية والعربية وتركيا والاردن ومصر، لم يسبق أن تلقّاه أحد من قبله، والتحدي الآخر هوالاوضاع الاقتصادية المزرية ، التي يعيشها العراق، وقد وصفها( الكاظمي)أمس،( أنه إستلم خزينة شبه خاوية)، وهذا إعلان إفلاس ،عليه مواجهته سريعاً، قبل إنهيار حكومته، وذلك بإجراءات إقتصادية غير مسبوعة، في تقليص الرواتب والإمتيازات وتقشف مالي كبير، وإجراءات إقتصادية صارمة، وإيجاد بدائل للاستيرادات كلها،وفتح منافذ داخلية بتشغيل المعامل، ودعم المنتوج المحلي ،وقطع اي نوع من الاستيرادات ،في ظل ،هبوط مريع في أسعار النفط، وإستشراء فساد تاريخي لم يشهده تاريخ العراق والمنطقة،عليه معالجته، في وقت يهدّد وباء كورونا، بفوضى عارمة وإرباك الشارع العراقي ،لتزايد اعداد المصابين بالوباء، وعدم إستطاعة الحكومة توفير مستلزمات مواجهة الوباء،من أمور ومستلزمات وأجهزة طبية، وإجراءات لوجستية ،وهذا تحدٍ كبيرآخر يواجهه الكاظمي ،أخطر من التحديات الأخرى،وعليه مواجهته بسرعة قبل إستفحاله وإنفلاته، وعدم السيطرة عليه، كما تشير الأدلة والتصريحات الطبية،والتحدّي الآخر الذي يواجهه الكاظمي، هو تنفيذ مطاليب المتظاهرين المشروعة التي وعدهم بها، في برنامجه وتعهده أمام البرلمان، ومنها إحالة قتلة المتظاهرين الى القضاء ،من قناصين وميليشيات كانت تخرج من مكتب عادل عبد المهدي،وتعويض شهداء الثورة ، وتطبيق شروط المتظاهرين، بإعلان تاريخ محّدّد وقريب ،لإجراء إنتخابات مبكرة، يشرف عليها ،مجلس الامن الدولي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي،خاصة بعد دعم مجلس الامن الدولي لحكومته دعماً لامحدوداً، لم يلقاه غيره، ولأول مرة يعلن مجلس الامن الدولي، دعمه لحكومة عراقية بعد الاحتلال، والعمل على إعادة العراق، الى الحضيرة الدولية ومحيطه العربي، وفك أسره من النفوذ الايراني والهيمنة الايرانية، وهذه فرصة تاريخية لاتعوّض ولا تتكررأمام الكاظمي ،وعلى الكاظمي ان يغتنمها ويستغلها، في مواجهة التحديات الكبرى، التي ذكرها في مقاله المنشور بجريدة الزمان قبل يومين،إذن العراق أمام تحولات كبرى،وتحديات كبرى، كلها تصبُّ في نجاح تخليص العراق ،من الهيمنة الايرانية سياسياً وعسكرياً ودينياً (بعد تمزيق وحرق صور أصنام ايران، في المحافظات الجنوبية الغاضبة والثائرة)،والتحدي الآخير الذي برز، بشكل خطير ومباشر وتوقيت واحد مع تشكيل حكومة الكاظمي،هو ظهور خطر تنظيم داعش، في محافظات ،تم تحريرها وتخلصّت من داعش، وآثاره المدمرة على أهل المدن المحررة، وكأنه رسالة واضحة، إما داعش وفوضى وسقوط مدن بيده، وإما حكومة تلّبي رغبات وأجندة إيران وأمريكا،وهكذا قام تنظيم داعش الإجرامي، بالتعرّض للقطعات العسكرية والحشد الشعبي ، في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك، وأوقع ضحايا وشهداء،وأحدث إرباكاً لدى الحكومة،في وقت حَرج جداً، هو تشكيل حكومة الكاظمي،وكان أحد أسباب نجاح تنظيم داعش، بشنّ هجمات قوية وواسعة النطاق وبوقت واحد، هوالإنشغال في تشكيل الحكومة والصراع على المناصب،وتهاون الجهد الاستخباري، وضعفه ، وعدم تحديثه وتبديل القطعات العسكرية، واعطاء فرصة للعدو، بشنِّ هكذا عمليات نوعية خطيرة، تُربك القطعات وتشتت قوتها، وداعش أثبت لعناصره أنه موجود ومؤثر،و[بإمكانه تحقيق أهدافه، في النيّل من القطعات ،وإستغلال ضعفها في بعض المناطق الرّخَّوة ،ونسي داعش أنه فقد أهم ركيزة وسند له، وهو الحاضنة الارضية، التي كانت تأويه وتمدّه بالجهد الاستخباري ويعتمد عليها، نعم هذا أهم سبب فشل أي عملية قادمة له، في أي مكان من العراق، نعم سيقوم بعمليات العصابات،التي تضرب وتهرب، ولكنها لن تحقق هدفها، هدفها هو إرباك وإقلاق القطعات والشعب ،والبحث عن موطيء قدم فقده الى الابد هنا وهناك،وهذا ما نراه مجسداً في ظهوره من جحره بأنفاق الجبال والصحراء ، وقيامه بحرق المحاصيل الزراعية، وقتل عناصر حشد او جنود هناك وهناك،وإنتهى الامر، مستغلاً غياب الدعم الجوي والإستخباري الامريكي والتحالف الدولي، المنسحب من العراق،هذه التحديات الكبرى ، التي يقصدها الكاظمي في برنامجه ومقاله، قبل أن ينحدر العراق الى الفوضى، ولكن هل يستطيع تجاوز ومواجهة هذه التحديات، في ظل صراع سياسي، على المناصب للكتل السياسية، وصراع امريكي – إيراني، حول النفوذ، أعتقد الكاظمي أدرك وهضم ودَرَس هذاكله جيداً من خبرته في المخابرات التي تعطيه مفتاحاً للحلول،ومستنداً أولاً وأخيراً على الدعم الامريكي اللامحدود والعالمي ،ودعم مجلس الأمن الدولي ،ولكن الكاظمي عليه ويكفيه لتحقيق برنامجه الحكومي ،هو الاستناد على الشعب، فهو وحده من يحقق أهدافه، التي جاء من أجلها، فوحده الشعب بإستطاعته تنفيذ برنامج الكاظمي الحكومي، وبغيره سيذهب الى الفوضى، هكذا نرى أن برنامج الكاظمي ،لمواجهة التحديات الكبرى، لاتحققه أمريكا ولا إيران، مَنْ يحققها له هو الشعب العراقي، وعليه الإعتماد على الشعب العراقي وليس على غيره …اللهّم إنّي بلغّتْ اللهّم فإشهدْ…