بغض النظر عن الطريقة والآليات التي رشح بها رئيس الوزراء الانتقالي.. وبغض النظر عن حكومته الناقصة والشبهات التي تدور حول بعض الشخصيات فيها..وبغض النظر عن المعادلة المشوهة التي أنتجت هذه الكابينة الحكومية..وبغض النظر عن أن هذه الحكومة لاتمثل بأي حال من الأحوال تطلعات العراقيين التي تتطابق مع رؤية المرجعية ومطالب شباب الانتفاضة ..
أقول بغض النظر عن ذلك فإن البوادر الأولى لحركة الكاظمي وقراراته خلال هذين اليومين تعطي انطباعا إيجابيا وعلينا كقوى وطنية أن نستثمر أي مبادرة إيجابية لدعمها والتأكيد عليها من دون أن نشعر الطرف الآخر بأنها مكرمة ومنة فهذا في الحقيقة هو واجب من يتسنم منصب المسؤول التنفيذي المباشر في العراق..
وإذا كان الكاظمي قد أعطانا هذا الانطباع بسبب تفاعله السريع مع قضية المتقاعدين والتي مازال فيها من الظلم الكثير الذي أصابهم بسبب التعديل الأخير الجائر لقانون التقاعد وأيضا بسبب إعادة الهيبة لبعض الشخصيات الوطنية ورفضه الصريح لاستغلال اسمه من أقرب أقاربه وايضا فيما يخص السعي لكشف الجناة و تعويض عوائل الشهداء ورعاية المصابين واطلاق سراح المتظاهرين ..
أقول أن هذا الانطباع الإيجابي سيتبخر سريعا اذا تم التسويف في أول مطلبين وطنيين ..
الأول ..الإسراع في كشف الجناة خاصة وإن رئيس الوزراء الحالي لم يكن بعيدا عن الأحداث بل هو في صلبها ويعرف جيدا من هم الجناة وأن عدم معرفته سيعطينا صورة سلبية عما كان يفعله حينما كان يرأس أعلى جهاز أمني في الدولة..
الثاني..كشف الموعد المحدد للانتخابات وإعادة قانون الانتخابات لتشكيل لجان وطنية لصياغته من جديد هو وقانون مفوضية الانتخابات وإلا فإن كل ماجرى في حكومة عبد المهدي من تعديلات كانت في الحقيقة نصرا للقوى الفاسدة وتعبيرا عن إرادتها الماكرة..
ورسالتي الصريحة لصديقي الذي أحبه كصديق وطني ولكن كما قال لأخيه نحن لا نجامل الأصدقاء على حساب الوطن.. أقول له من دون الإسراع في تنفيذ هذين المطلبين ستقف كل القوى الوطنية وأبطال الانتفاضة وكل وطني عراقي ضد أي تطلع يتيح لهذه الأحزاب المسلحة وقوى الشر إعادة انتاج نفسها..وسنقف بقوة وعزم لايلين ضدك وضد كل من يناصرك ..
أما إذا اخترت طريق العراق الوطني ..طريق الشعب ..طريق الحق ..فسنقف كلنا معك ونكون عضدك في تحقيق المطالب الوطنية..
والعراق من وراء القصد