22 نوفمبر، 2024 6:39 م
Search
Close this search box.

الكاظمي اعبر جسر الجمهورية مشيًا

الكاظمي اعبر جسر الجمهورية مشيًا

جميع المؤشرات التي رافقت عملية ترأسه للحكومة الجديدة مثار جدل سياسي واجتماعي ،كل ذلك ما عاد له جدوى ، فنحن الان امام رئيس للحكومة يتوجب التعاطي معه وفق هذا الموقع وأهميته ومتطلباته للمرحلة الراهنة ، هنالك عوامل كثيرة تصب في مصلحة المواطن من جراء وجود الكاظمي ، هذه العوامل هي بالتأكيد مؤشرات لمخرجات للحكومات التي سبقته ، من أهمها انه الوحيد الذي لا يترأس كيانا سياسيا ، او يسعى الى ذلك ، كما فعل الآخرون السابقون عندما ابتلعوا مؤسسات الدولة لذويهم واتباعهم ، وحولوا قيمة المواطن الى ورقة موعودة في صندوق انتخابات ، ولا استثني منهم احدا ، فمن خلال مراجعة قيمهم العددية للأصوات الانتخابية التي اغتصبوها بعد اول انتخابات لاستيزارهم وقيمهم العددية قبلها او بعد ثلاث دورات انتخابية تلت استيزارهم وتحليل هذه الأعداد ، مع عدم تقديم خدمات لبناء الدولة والمواطن فستجد مدى استخدامهم لموقعهم الحكومي انتخابيا على حساب بناء الدولة ، ذلك ينسحب على الوزراء ايضا لتلك الحكومات ، وفي الجانب الاخر من المعادلة فإن وجود الكاظمي بلا حزب سياسي ، يمثل عامل اطمأنان للمواطن العراقي ويبدد الكثير من مخاوفه ، ويعتبر من العوامل المهمة لمصلحة الكاظمي والذي يحرر جهده من بناء الحزب الى بناء الدولة ، هاتان المصلحتان وعواملهما تتطلب جهدًا مشتركًا من الطرفين ،فعلى المواطن النفاذ الى اذن الكاظمي وحجب أصوات السلطة وأحزابها عنها وتحريره ، من قيود وجوده فيها من خلال أحزابها ، وعلى الكاظمي الاستجابة والتحرك طبقًا لتلك الأصوات ، وهذا مايسمى مجازا ، مشاركة الشعب في صناعة قرار الدولة ، ومع التشخيص المسبق لعمليات تهديم الدولة المشخصة ، يستطيع الكاظمي المرور مع المواطن لتكسير معاول الهدم دون مبالاة ، ومن خلال التحليل السايكولوجي الظاهر للسيد الكاظمي فاعتقد لديه الرغبة في تحقيق ذلك ،فطريقة الوقوف والمسير المنتصبان وحركة اليدين ، وطريقة الجلوس وزوايا البصرالمستخدمة ، التي تميز رجل الدولة في رؤيا المواطن واختيار الألوان للملابس ، التي تتوافق مع حركة المجتمع العراقي الغير تقليدي ، كذلك نبرة الصوت ومخارج الحروف العامية البسيطة التي يستخدمها والقريبة إلى اللهجات العراقية جميعا ، والأهم من ذلك العصف الذهني السريع بالاستجابة واتخاذ قراراته الأولى بعد الإستيزار ، والتي جاءت متوائمة مع رغبة المواطن ، ولاقت ترحيبًا كبيرًا ، وعمليات التصحيح الفورية لبعض القرارات للحكومة السابقة ، هي عوامل تؤكد رغبته في تحقيق الشراكة بينه وبين المواطن ، ولم يبقى له سوى عبور جسر الجمهورية مشياً على الأقدام بشكل سلمي ، فمن هذه النقطة سيبدأ كل شيء .

أحدث المقالات