جميع المؤشرات التي رافقت عملية ترأسه للحكومة الجديدة مثار جدل سياسي واجتماعي ،كل ذلك ما عاد له جدوى ، فنحن الان امام رئيس للحكومة يتوجب التعاطي معه وفق هذا الموقع وأهميته ومتطلباته للمرحلة الراهنة ، هنالك عوامل كثيرة تصب في مصلحة المواطن من جراء وجود الكاظمي ، هذه العوامل هي بالتأكيد مؤشرات لمخرجات للحكومات التي سبقته ، من أهمها انه الوحيد الذي لا يترأس كيانا سياسيا ، او يسعى الى ذلك ، كما فعل الآخرون السابقون عندما ابتلعوا مؤسسات الدولة لذويهم واتباعهم ، وحولوا قيمة المواطن الى ورقة موعودة في صندوق انتخابات ، ولا استثني منهم احدا ، فمن خلال مراجعة قيمهم العددية للأصوات الانتخابية التي اغتصبوها بعد اول انتخابات لاستيزارهم وقيمهم العددية قبلها او بعد ثلاث دورات انتخابية تلت استيزارهم وتحليل هذه الأعداد ، مع عدم تقديم خدمات لبناء الدولة والمواطن فستجد مدى استخدامهم لموقعهم الحكومي انتخابيا على حساب بناء الدولة ، ذلك ينسحب على الوزراء ايضا لتلك الحكومات ، وفي الجانب الاخر من المعادلة فإن وجود الكاظمي بلا حزب سياسي ، يمثل عامل اطمأنان للمواطن العراقي ويبدد الكثير من مخاوفه ، ويعتبر من العوامل المهمة لمصلحة الكاظمي والذي يحرر جهده من بناء الحزب الى بناء الدولة ، هاتان المصلحتان وعواملهما تتطلب جهدًا مشتركًا من الطرفين ،فعلى المواطن النفاذ الى اذن الكاظمي وحجب أصوات السلطة وأحزابها عنها وتحريره ، من قيود وجوده فيها من خلال أحزابها ، وعلى الكاظمي الاستجابة والتحرك طبقًا لتلك الأصوات ، وهذا مايسمى مجازا ، مشاركة الشعب في صناعة قرار الدولة ، ومع التشخيص المسبق لعمليات تهديم الدولة المشخصة ، يستطيع الكاظمي المرور مع المواطن لتكسير معاول الهدم دون مبالاة ، ومن خلال التحليل السايكولوجي الظاهر للسيد الكاظمي فاعتقد لديه الرغبة في تحقيق ذلك ،فطريقة الوقوف والمسير المنتصبان وحركة اليدين ، وطريقة الجلوس وزوايا البصرالمستخدمة ، التي تميز رجل الدولة في رؤيا المواطن واختيار الألوان للملابس ، التي تتوافق مع حركة المجتمع العراقي الغير تقليدي ، كذلك نبرة الصوت ومخارج الحروف العامية البسيطة التي يستخدمها والقريبة إلى اللهجات العراقية جميعا ، والأهم من ذلك العصف الذهني السريع بالاستجابة واتخاذ قراراته الأولى بعد الإستيزار ، والتي جاءت متوائمة مع رغبة المواطن ، ولاقت ترحيبًا كبيرًا ، وعمليات التصحيح الفورية لبعض القرارات للحكومة السابقة ، هي عوامل تؤكد رغبته في تحقيق الشراكة بينه وبين المواطن ، ولم يبقى له سوى عبور جسر الجمهورية مشياً على الأقدام بشكل سلمي ، فمن هذه النقطة سيبدأ كل شيء .