الكَارور كما يسميه سكان مناطق الفرات الأوسط أو أبو الخضير والخضيري، أو الوروار بحسب الإسم العلمي له، ويعد العدو اللدود لخلايا النحل وله مقدرة كبيرة في اقتناصها، كما أن العاملات يستشعرن وجوده لذا يحاولن تجنبه بعدم الخروج من الخلية في حالة كنّ داخلها أو يغيرنّ مسارهن إذا كن في مهمة عمل تجنباً لمنقاره، لكن هذا الكَارور يملك من الذكاء الوظيفي ما يجعله ينتظر في طرق عودتهنّ الى الخلايا حتى يفتك بهنّ، لأنه يدرك أنهن يسلكن مسارات محددة ليست لهنّ القدرة على تغييرها.
الكَارور هو الإسم المحلي لطائر الوروار أو أبو خضير أو الخضيري كما يطلق عليه في دول الخليج العربي، هو طير صغير يتطابق لونه ولون الزرع ويهاجم أسراب النحل في وقت نشاطها مع بداية الربيع والخريف، ولي تجربة مريرة مع الكَارور حين هاجم ممتلكاتي الخاصة وأقصد النحل وليس الممتلكات الأخرى التي ضاعت من شعبنا نتيجة عبث العابثين وفساد الفاسدين وجهل الجهلاء.
فعملت بنصيحة أحد الأصدقاء باستخدام سلاح صيد لا يعد سلاحاً قاتلاً ولا خطيراً ولايؤذي لكنه يشل حركة الكَارور أبو الخضَير ليس أكثر، وبدأت بنصب الكمائن لهذا الطير (الكَاروري) الخضراوي، وفي اليوم الأول أنجزت عملاً كبيراً بأن أوقعت عدداً لا بأس به من الأعداء الكاروريين الخضراويين، وفي اليوم الآخر جرت الأمور كالعادة بهدوء لكن في نهاية العمل تسببت إطلاقة من بندقيتي في فزع حيوان وسقوط امرأة كانت على ظهره، وهنا بدأت المشكلات واحدة تجر الأخرى, لأن المرأة من عشيرة، وزوجها من عشيرة أخرى، لذا اقتضى أن أدفع الدية إلى زوجها وأشقائها كونها كانت حامل في شهرها الرابع وتعرض جنينها للإجهاض بفعل سقوط أمه من جراء طلقتي التي أفزعت الحمار.
ولدى حضوري الصلح العشائري ودفع المبلغ المالي الذي فرضه عليّ الأجاويد والشيوخ جراء فعلة الحمار النكراء التي تحملتها أنا، كما تحملت غيرها من الأفعال، وبعد دفع الفصل العشائري عرضت عليهم شراء الحمار كذكرى تبقى عندي، فوافقوا في الحال على هذا الشرط، وفي اليوم الآخر وجدت أن الحمار قد أنجز المهمة التي فشل الكَارور في إنجازها، ودمر جميع الخلايا ورجع إلى أهله، وأنا بقيت اتحسر على ممتلكاتي التي سرقها الوروار أبو خضير والحمار، وبعضها أنا سلمتها بملء إرادتي من دون أن يجبرني أحد على ذلك وبكامل وعيي وأهليتي كمواطن أعيش في هذا البلد تحت رحمة الكَارور أبو خضير وسيدي يركب طيارة وأنا أركب باص عمارة، وسيدى يركب روز رايز وأنا أركب مسكوفيج الحلة، وسيدي يركب باخرة وأنا أركب (لنج الفاو).