23 ديسمبر، 2024 10:39 ص

الكارما العراقية

الكارما العراقية

الكارما تعني مجموعة الاعمال السلبية والايجابية التي تخرج منا و بمفهومنا “ماتزرعة اليوم ستحصدة غداً”
وهي فلسفة شرقية ومفهومها الشائع في أوساط  التنمية البشرية وعلوم الطاقة ..
الكارما لاتعتمد على الاعمال المادية فقط وانما تعتمد على المشاعر والافكار التي في عقولنا !
فأذا كان الانسان متسامح وأيجابي ومحب الخير للأخرين كانت “الكارما”له ايجابية والفرص ومجرى الحياة يتدفق امامة .
بعكس من يؤذي الاخرين ومشاعر الحسد والغضب والكراهية تطغي علية عندها الكارما تكون سلبية
 ومجرى الحياة لايتدفق امامة سوى المشاكل !
لو عممنا مفهوم الكارما على الشعوب سنجد أن مايحملوه من مشاعر وافكار تعود لهم أضعاف مضاعفه.!
فنجد معظمها في تطور مستمر مثل الدول الاوربية واخرى تعود الى الوراء كالدول الشرق الأوسط ومنها العراق الذي يعتبر أحدى الدول النامية.
أذا نأخذ عينات من الشباب العراقين من مختلف المحافظات العراقية ونسألهم :
-ماهو واقع العراق؟
الجواب: قتل,انفجارات,طائفية,ظلم ,فساد,فقر,بطالة,مرض
-ما هي مشاعركم؟
الجواب: نشعر اننا في ضياع وغاضبين
كما قد تبدوا هناك مشاعر خوف ومشاعر حقد وكراهية تجاة معظم الدول او الأقليم او المحافظات 
بسبب ألقاء اللوم انها السبب فيما يحصل وسيحصل للبلد..

اي بصورة عامة “الكارما العراقية”وبفعل الظروف التي حصلت في الواقع “كارما سلبية”
واي قارىء للمقالة لاحظ معظم مشاعرك خلال اليوم وانت تتابع مايجري على الساحة من الناحية الأمنية او الخدمية او السياسية
ستجد مشاعرك تدور بين”الغضب ,الحقد,الرغبة في الانتقام,الرغبة في القتل ,مرض,صداع ,قلق,الخوف,,الخ”
بالعكس تماماً لمواطنيين الدول الاخرى كأن تكون على سبيل المثال كوريا او الامارات او الكويت او المغرب او الدول الأوربية
والامثلة كثيرة لدول “الكارمة”عند “معظم”مواطنيها ايجابية لان الظروف حولهم تختلف عنا 180درجة !

ماذا يعني هذا ؟
يعني الكارما السلبية ستجذب لنا المزيد من الاحداث السلبية ولن تنقذنا !
مثال بسيط للكارما السلبية العراقية مايحصل  الان في بعض المحافظات من تظاهرات حول الكهرباء
وهي مظاهرات متكررة فقد رأينا السنوات السابقة مثلها وكانت هناك شعارات للانفصال وتهديدات من المواطنيين في حالة عدم
استجابة الحكومة لهم وتوفير لهم الكهرباء او الماء الصالح للشرب لاسيما حرارة الشمس القاسية تزيد كل سنه !
وما النتيجة ؟ النتيجة لايزالون يعانون ولايزال الفساد ونحن الان في منتصف 2015 !
ما السبب ؟ الكثير يريد يعرف السبب لماذا الحكومة لاتوفر لهم فهم لاسيما الكهرباء ليست بالمشكلة الصعبة !
الكهرباء ليست مفاعل نووي يحتاج مدة زمنية طويلة او اموال طائلة !
عندما نضع قانون الكارما نتوصل للنتيجة الآتية /
أغلبية المتظاهرين مشاعرهم وافكارهم “غضب ,الشعور بالظلم ,الشعور بالتعب , حقد, الرغبة في الانتقام من الحكومة ” وغيرها من المشاعر السلبيةوقانون الكارما يعتمد على مافي داخل من مشاعر يظهر لك بالواقع (ماتزرعة في داخلك تحصدة في الخارج) !
النتيجة وللأسف استمرار المعاناة !
مثال اخر المحافظات التي كانت تخرج في مظاهرات وأعتصامات كانت شعاراتهم تعكس مايوجد داخلهم “اي داخل الكارما لكل فرد منهم”كانت تدور مابين “الغضب ,الرغبة في الحرب ,شعورهم بالتهميش ,شعورهم انهم مظلومين,الرغبة في الانتقام “
ماحصل لهم تماماً مثلما تعبئت كارمتهم والان حصل ماحصل لهم من تهميش ونزوح وقتل وحروب وتدمير !

نفس الشيء مايحصل بين المذهب الشيعي والسني !
مشاعر بعضهم لبعض متبادلة فكلاهما يحقد على الاخر ويرى انه عدوة !وكأنها ليست فقط اختلاف ببعض المسائل الفقهية
وأن قتل عدد معين من المذهب الفلاني باليوم الاخر يقتل من المذهب الاخر نفس العدد ليس بالعراق فحسب وانما بالشرق الاوسط كلة !فأرتجعت هذه المشاعر والافكار لتلك المذاهب نفسها !
فنجد كل مذهب تظهر منه ملل وطوائف واحزاب تفتك بعضهما الاخر !

اغلبية الشعب العراقي لايعي مسأله “الكارما” ولايعرف ان مشاعرة التي يشعر بها تتجسد على الواقع
فنجدة مستمر في تعبئة الكارما بالمشاعر السلبية أعتقاداً منه وضع العراق سيتحسن عند الخروج بتظاهرات او الحروب
الغضب والحقد والرغبة بالانتقام والخوف  هذه المشاعر لاتحسن أوضاعنا وخير دليل الحروب التي شهدها العراق
سواء حرب ايران او الخليج او حرب 2003 او الحرب الحالية !

اين الحل أذن والمفتاح التغير بيد من؟
ببساطة الحل ومفتاح التغيير بيد كل مواطن عراقي !! فالله لايكلف نفساً إلا وسعها !
وهو اعادة تعبئة “الكارما” بمشاعر ايجابية !
عن طريق /
ان تعامل الناس كماتريد ان يعاملوك
ان تشعر بالناس كماتريد ان يشعروا بك
ان تفكر بالناس كماتريد ان يفكروا بك

اما من ظلمك وسرق حقك التعامل معه وفق قاعدة”اذهبوا فانتم طلقاء”التي بدأها النبي محمد عندما دخل مكة
وقال ما تنظرون اني فاعل بكم؟
قالوا: اخ كريم ابن اخ كريم
قال :اذهبوا فانتم طلقاء
هذا فكر صنع الدول العظمى !
والمسيح عيسى “علية السلام ” شدد على مبدأ العفو والصفح حيث ذكر “احبوا اعدائكم وصلوا لهم “
التسامح, العفو, الصفح ,حب الغير للاخرين, الزهد, ومساعدة المحتاجين ,التفكير الايجابي, التفائل, القناعة حتى بالقليل,التفاهم والنية الطيبة واحترام الكيان الانساني للشخص الاخر.
ونشر اخبار مفرحة حتى لو كانت بسيطة لخلق بصيص أمل في العراق .اذا كل فرد عمل هذا ولو نصف او ربع الشعب العراقي
فكلما كان العراقي كذلك رجع له بأضعاف مضاعفة وينصلح الواقع !
ستمتلىء الكارما العراقية حيث الفكرة الايجابية تعادل 4000من الفكرة السلبية كما اكتشف العلم النفسي الحديث !
هذه الفلسفة هي من جعلت المانيا واليابان دول عظمى بعد ان حصل لها تدمير وقتل وحروب !
ونفس الفلسفة جعلت الدول التي لها سبب في تدهور أمن العراق تعاني من حروب وتهديدات وارهاب حيث “الكارما”لها عبئت للحروب والتدهور !
(وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم)
وكل هذا يفسر قولة تعالى”أن الله لايغير بمابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم”
اي لاينصلح واقعنا مالم نغير انفسنا والنفس تعتمد على المشاعر .!
ارى اننا جربنا الحروب والتظاهرات والانتقام فيما بيننا .
لماذا لانجرب هذا الحل ونرى ماذا سيحصل ؟
وبعد قراءة المقالة هل  ستعمل على تعبئة “الكارما” بالايجابية ؟!