حصد الكاتب القصصي والروائي الأديب الفلسطيني محمد علي طه ، جائزة الابداع للعام ٢٠١٧ لمجمع اللغة العربية في الناصرة ، اعترافاً بقيمة وجمالية نصوصه الأدبية ودوره الأدبي والثقافي الخلاق ، وتقديراً لعطائه واسهاماته في المحيط الثقافي الفلسطيني .
وقد أجمعت اللجنة التي تشكلت بهذا الخصوص أن طه الأكثر جدارة بين المتقدمين للجائزة من حيث مستوى الابداع ، وغزارة الانتاج ، والنشاظ الثقافي المتواصل المثابر ، والحضور في الحركة الأدبية الفلسطينية .
ومحمد علي طه هو من أبرز كتاب القصة القصيرة الفلسطينية والكتابة الساخرة ، ولد في ميعار المهجرة العام ١٩٤١ ، ويعيش في قرية كابول الجليلية ، أنهى دراسته الابتدائية في القرية ، والثانوية في كفر ياسيف ، ودرس الأدب العربي والتاريخ في جامعة حيفا ، وحصل على اللقب الأول ، وعمل مدرساً للأدب العربي لمدة ٢٥ عاماً في الكلية العربية الأرثوذكسية العرببة في حيفا ، ثم خرج الى التقاعد ، وتفرغ للكتابة والنشر .
وهو من مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل ، وانتخب رئيساً له في العام ١٩٩١ ، وله عشرات الاصدارات في القصة والرواية والأدب الساخر والسيرة الذاتية وأدب الأطفال .
وصدر له أخيراً كتاب ” نوم الغزلان ” وهو فصول على هامش السيرة الذاتية .
أشغل محمد علي طه في السبعينات من القرن الماضي عضواً في هيئة تحرير مجلة ” الشرق ” التي كانت تصدر عن صحيفة ” الأنباء ” وكان يرأس تحريرها الأديب محمود عباسي ، وعمل محرراً للملحق الثقافي الاسبوعي لصحيفة ” الاتحاد ” ، وترأس تحرير مجلة ” الجديد ” التي توقفت عن الصدور لأسباب مالية ، وكان ايضاً المحرر المسؤول لمجلة اتحاد الكتاب العرب ( ٤٨) ومجلة ” اضاءات ” .
ويتمتع محمد علي طه بسمعة طيية وعلاقات ممتازة في صفوف الكتاب والشعراء الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم ، وله في قلوب أبناء شعبنا الفلسطيني موقعاً رحباً خاصاً تماماً ككل رموز حركتنا الثقافية الفلسطينية ، وكان قد فاز بوسام القدس .
صدرت عن محمد علي طه اطروحة دكتوراة في جامعة برلين للشاعر علي الصح ، ودراسة في أعماله للناقد د . نبيه القاسم بعنوان ” محمد علي طه مبدع راودته الكلمات وراودها ” .
ما يميز قصص محمد علي طه هو التصاقها بهموم شعبنا الفلسطيني ، وتصويرها للحياة في القرية الفلسطينية وللفلاحين الفلسطينيين ، والعشق للأرض وما يتجسد من عوامل ومقومات لهوية الانسان الفلسطيني .
ومحمد علي طه يمثل المنكوب في قريته ،واللاجىء الغريب في وطنه ، وهو مشبع بالحس الوطني والفكر التقدمي المتنور ، ويرى بنفسه نموذجاً للمأساة الفلسطينية ، ولذلك شغل هذا الموضوع شاغله في قصصه ورواياته ، وجسد ذلك في محاور عدة هي : الانسان ، المكان ، والتراث .
وتطغى روح السخرية على كتابات محمد علي طه ، ويتجلى ذلك بوضوح في زاوية ” صباح الخير ” في صحيفة الاتحاد اليومية ، كل يوم أحد ، وفي صحيفة ” الحياة الجديدة ” التي تصدر في المناطق الفلسطينية .
انني اذ أهنىء الصديق الكاتب محمد علي طه ” أبو علي ” ، وأنمنى له دوام العطاء ، مع باقة ورد ، وسنابل حب وفرح .