7 أبريل، 2024 6:11 م
Search
Close this search box.

الكاتب الدرامي التلفزيوني

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد أن عرفنا أن الكتابة للتلفزيون تختلف عن الكتابة للوسائل الأخرى  لابد وان نتوجه إلى الكاتب التلفزيوني والدرامي على وجه الخصوص الذي محور بحثنا من حيث مؤهلاته الشخصية ومميزاته الفنية وكفاءته المهنية .لابد وان تتوفر فيه قدرات ومهارات غير عادية ليستطيع أن يوصل أفكاره بنجاح وهذه المهلات الشخصية هي عنصر هام من عناصر القائد والمفكر والمبدع ما دمنا قد عرفنا الكاتب بأنه قائد ومفكر ومبدع في المجتمع الإنساني . ومن هنا لابد لنا أن يكون حازما صادقا أمينا دقيقا وهذا يتجلى في ما يكتبه من كلمة وموقف يكون له خط فكري يرتبط به وينجذب إليه لكي يعطي ما تجود به موهبته ثمرة واضحة جلية لا تتمايل مع تغير الريح . 
وعندما سلمنا بان الكاتب هذا قد انعم الله عليه بالموهبة وعززها بالدراسة والتعلم والبحث فانه إذا أراد النجاح والتواصل في هذا السبيل عليه أن يتعرف على  مفردات العملية الإنتاجية . وكلما كان اكثر دراية واكثر خبرة بها كلما اقترب من التألق وقطف ثمار النجاح . كتابة الموضوع تقتضي أن يعرف من أين يبدأ وأي الخطوط يسلك ومن الشخصيات التي تجسد عمله وإيقاع تنامي الأحداث والوصول إلى المشهد الملزم ومن ثم تهيأت الحلول . وكل هذا عبر معرفته لتكنيك الكتابة ومن بعد فان الحوار الذي يسطره قلمه لابد أن ينبع من إحساس الشخصية أولا ومن إدراك الكاتب لخلفيات هذه الشخصيات التي تمثل بالنتيجة إدراكه وعلاقته بالحياة والعلم والثقافة .
لذا فيجب أن تكون الجمل المكتوبة ( الحوار ) جمل درامية وليست الكلام العادي كما ويجب أن تصاغ وفق مواصفات الشخصية والبيئة وكذلك بتركيبة نغمية إيقاعية خاضعة لمدلولاتها وغير ذلك مما سنأتي عليه في موضوع الفكرة والسيناريو والحوار .
والكاتب الذي اتفقنا أن يكون عارفا بمفردات الحياة التي يتناولها موضوعه يجب أن يعرف الجهة التي يريد مخاطبتها ليكون اكثر صدقا وقربا في تقديم أحداثه وان يعرف الجهة التي ستقوم بتنفيذ هذا العمل ، فإذا كانت شركة بإمكانيات متواضعة وكان العمل يتطلب إنتاجية عالية فالفشل أو على الأقل الابتعاد عن نقطة النجاح سيكون حليفه . والتصوير في استديو مغلق ليس كالتصوير في أماكن الأحداث بالكاميرا المحمولة . وكذلك فان اختيار العناصر التي تجسد العمل من ممثلين وغيرهم تبتعد أو تقترب من النجاح بالابتعاد والاقتراب في عملية الاختيارات الجيدة .
ولهذا فان الكاتب لابد من أن يكون ذا دراية بهذه المفردات وله معرفة جيدة بإمكانيات هذه المفردات والتدخل في الاختيارات قدر ما يتعلق الأمر به وبنجاح عمله وان يرافق التصوير وان تكون له دراية ومعرفة بنتيجة ربط اللقطات وبناءها مع بناء المشهد والانتقال من لقطة إلى أخرى أو من مشهد لآخر كما انه يعرف كيف ومتى ينتقل من مكان إلى ثان ومن زمان إلى آخر . مثلما اشترطنا أن يكون عارفا لاختيار الفكرة التي يمكن طرحها الآن وفي هذا المكان ولا تقدم في مكان آخر وزمان غير هذا .
أو أنها تنجح بتقديمها بهذا الأسلوب ولا تنجح بأسلوب آخر ، وغير ذلك مما ينسجم ومعرفته للواقع وقراءته الذكية للمجتمع وان ما يصلح لتقديمه في هذا المجتمع يمكن أن لا يصلح في المجتمع الآخر ، فان المحرم أو المعيب هنا يمكن أن لا يكون محرم أو معيب هناك .
وهنالك من يعترض على مرافقة الكاتب لمراحل تنفيذ عمله وهذا بحث آخر له مبررات أخرى غير ما نبحث فيه لتقديم دراما بمراحل عمل نموذجيا أكاديمية.
ولهذا فان تقييمنا واشتراطنا على الكاتب في محله لأنه العنصر النادر الذي لا يجود الزمان إلا بالنزر اليسير في كل مكان .ولأنه يتعامل مع التقنيات والأجهزة فعليه أن يكون على اتصال ومعرفة بالمستجدات والتطورالذي يحصل بها ليواكب حركة التاريخ ولا يتخلف عن مسيرة التقدم البشري في التعامل مع هذه المستجدات سواء دخلت في العملية الإنتاجية أوالدرامـــية ( من ضمن الموضوع) .
فالكاتب الذي لا يعرف كيف يمكن لجهاز الحاسوب مثلا أن يخدم فكرته لا يمكن أن يقدم الفكرة بمدلولاتها وما توصلت إليه الحداثة التقنية وهنا سيخسر جزء من النجاح . وكلما ازدادت الخسارة بهذه المفردات كلما أثرت مجتمعة على أداءه الفني وبالتالي على نجاح نصه . كتقديم جيش جرار أو أمواج متلاطمة أو سحب كثيف وبرق وغير ذلك من خدع أو إمكانية المونتاج إذا لم يع الكاتب ما تستطيع هذه الأجهزة من تقديم خدمة له فشل في تقريب الموضوع  لذهن المتلقي وتقديمه بالطريقة العصرية وضيع شيئا مما أراد أن يوصله .
ولهذا فان الكاتب الدرامي التلفزيوني يجب أن يكون قبل غيره متابعا للأحداث والتطورات في كل جوانب الحياة محليا وعالميا وان يكون لديه دفتر أفكار مثلما يكون له دفتر صكوك أو خزانة ملابس يعتز بها ويحافظ عل ديمومتها ،يتفقدها بين الحين والآخر  . فهو يدون دائما ملاحظاته وكل فكرة تمر عليه في سجل خاص ( بنك أفكار ) يرجع إليه يستل منه ما يريد بإضافة أو حذف باعتباره قارئ ذكي  واعي مداوم غير منقطع عن واقعة ولا يكتفي بان يكون قد كتب وشاع اسمه  لان هذا لا يحصنه من الانزواء والنسيان ومن لف عجلة الدماء الجديدة والمواهب التي تدخل هذا الميدان .
والكاتب حينما يشرع في كتابة عمله فهو لا يفكر بالقيود والمحاذير غير تلك التي يعرفها هو قبل غيره ولا يطلق العنان ليقول كل شيء يريد أن يقوله وأي شيء بعيدا عن ما ذكرناه من شروط . فلابد من أن يحرك الأحداث من خلال الشخصيات بشكل ديناميكي سلس مقنع يسهل على الممثل مهمته في الحركة والصوت.
لأنه يجب أن يقوم بتمثيل الشخصية أثناء الكتابة ومعرفة سلاسة التراكيب الجملية مثلما عرف إيقاعها .ويمكن أن ندعي بأننا نتفرد في إعطاء تقسيمات للكاتب الدرامي التلفزيوني وفق المواضيع التي يكتب فيها والتي يمكن أن يؤدي رسالته من خلالها بشكل جيد إلى قلب المشاهد قبل عقله وفق ما يلي :
1 . الكاتب المحلي : وهذا يتفرع إلى :
أ‌- كاتب باللهجة المحلية الدارجة
                                          ب-  كاتب ريفي                   
                                          ت-  كاتب بدوي                                                         
2- الكاتب التاريخي : وينقسم الى :
                                   ا – التاريخ القديم
                                   ب- حضارة إسلامية
                                   ت – التراث
3 . الكاتب الديني : وهذا يتفرع إلى :
                                   ا – أحداث وروايات
                                   ب – شخصيات
                                   ت – شريعة وفقه اوعقائد
4 . الكاتب المعد
5. المقتبس
وهذه التقسيمات لم تكن واضحة ولن تكون لأنها تقسيمات وهمية وهي أحيانا تجتمع عند كاتب واحد .
ولتوضيح الفكرة اجزنا لأنفسنا أن نضع هذا التقسيم حسب التعامل مع الموضوع المتناول ويكون هذا الموضوع اقرب على الكاتب من غيره في الفهم والاهتمام أو انه يبدع في هذا أويخفق في ذاك   .
   ( فن الكتابة )   صباح رحيمة  بغداد 2009

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب