18 ديسمبر، 2024 11:06 م

الكابتن – ما قل ودل

الكابتن – ما قل ودل

عودنا الكابتن رعد حمودي رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية على الاختصار والتركيز والدخول بصلب الحدث من دون مقدمات مملة وبمنتهى الموضوعية، وأجزم أنها من أولويات نبوغ شخصيته وتأثيره في المقابل، ولعل جميع من شهد حفل التكريم البسيط الذي أقامه للأبطال من أصحاب الميداليات الملونة في الدورة العربية الخامس عشرة التي اختتمت في الجزائر مؤخرا ومع أن التكريم كان جميلا ومستحقا وأثر في نفوس الحاضرين جميعا، إلا أن كلمات الكابتن كانت أبلغ وأكثر تأثيرا وهو يوجز جملة من الأحداث التي تصعّب من إعداد الرياضيين الى البطولات الخارجية المتطورة ومنها الإعداد المناسب والبنى التحتية الرياضية التي تؤهل الأبطال للمنافسات من ملاعب وقاعات ومسابح وأجهزة وأجواء، كل تلك الأسباب مجتمعة كانت السبب في أن يكون العراق بالمرتبة التاسعة عربيا والتي لا توازي مكانته، والرسالة الثانية التي حملت لمسة رائعة من الإيثار والسخاء هي الاعتراف بأن التكريم كان يجب أن يوازي مستوى الإنجاز وأنه شخصيا مهما قدم لمن يُرفَع لإنجازه العلم العراقي يكون بسيطا ولا يوازي ما تم تحقيقه، في إشارة رائعة ومؤثرة الى مكانة الرياضيين التي يقدرها جيدا الكابتن حمودي ويتفاعل معها باختيار كلماته الجميلة التي تلامس إحساس المتواجدين وتفاعلهم.
أخيرا والأهم أن الكابتن تعود على إرسال رسائل واضحة لها قيمة كبيرة ويطلقها في الوقت الذي يشعر معها بمرارة الحدث وأهمية أن لا يتكرر مثله، فقد عبر بمنتهى التأثر والمرارة عن ظاهرة تهديد رياضة البلد وسمعته ومكانته بتدويل الأزمات والشكوى خارج الحدود الى جهات خارجية قضائية او اتحادية، مشيرا الى أن من المعيب قيام بعض الأشخاص بتقديم شكوى ضد رياضة بلدهم لدى الجهات الدولية، وهو عقم في التصرف ونفاد في مخزون الحكمة والتصرف السوي الذي لا يمكن قبوله او تبريره، فمن لديه مشكلة او اعتراض او ملاحظة او مقترح فأبواب رئيس اللجنة الأولمبية وجميع ملاكاتها مفتوحة، وإذا كانت شكوى مستعصية عن الحل الآني فالقضاء العراقي موجود، ولكن أن تهرول نحو جهات دولية فهذا عمل غير صحيح ويضر بسمعة رياضة العراق وجميع الرياضيين، ويؤسس لثقافة شاذة لم نكن نعهدها .
همسة …
القائد والمسؤول هو كلمة وشخصية وتأثير، وإذا فقد أحدهم هذه الصفات فإن وجوده سيكون عبثيا ولا معنى له على الإطلاق، لقد أثبتت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية أنها الراعي الأول ومن يملك عصا التأثير والتغيير بقلب كبير وعقول متفتحة، وأجد اليوم من المناسب أن أذكّر الاتحادات الرياضية بهذه الحقيقة والتعامل معها بجدية بوصفها واقعا ملموسا بلا أية مقدمات وفواصل .