22 نوفمبر، 2024 11:18 م
Search
Close this search box.

القيود الفكرية في الفكر الإسلامي  (2)

القيود الفكرية في الفكر الإسلامي  (2)

أبحث اليوم عن أهم مصدر من مصادر المسلمين في التشريع بعد القران الكريم  وهو السنة النبوية , وما ألحقته بضرر على المسلمين دون سواهم وكيف أصبحت السنة مصدراً من مصادر التكريه ومفرق لأصطفافات حزبية غير اسلامية او انسانية ابتعد منها نفس النبوة و روح النبي محمد (ص )
 
السنة النبوية  أختلقت لتصب في مصلحة الحاكم و لتقوم عرشه وهي جاءت لعصر ربما تتوائم معه من حيث السلوك لكنها لا تصلح لهذ العصر تماماً لأنها بضاعة مزجاة لا نتقبلها ولا نقبل ان يقال أنها من رسول الله .

أتفق المسلمون على ان القران الكريم كتب بشكله الحالي بعد وفاة الرسول وتحديداً في خلافة عثمان بن عفان وذلك خوفاً منهم ان يقتل حملة القران في حروب المسلمين , أما السنة النبوية فلم تكن ذا شأن عند المسلمين ولم يهتموا لأمرها كثيراً وذلك لأن الرسول بين لهم ما يريده الله من خلال القران الكريم وأكمل لهم دينهم من حيث العبادات و الرسول كان يعيش بينهم كأحدهم يشاورهم في الآراء و يسمع لهم في الامور العامة كانوا يأخذون منه ويردون عليه يناقشونه كفرد منهم و يناقشهم دون استعلاء عليهم . وهذا ما حصل في معركة بدر عندما نزل المسلمون في احدى المواقع فسأل الحباب بن منذر قال يا رسول الله أهذا منزل أمرك به الله أم هو من رأيك ؟ فقال الرسول بل هو الرأي و المكيدة و الحرب فقال له الحباب فإنه ليس بمنزل فنهض حتى غيروا مواقعهم .

شفيعي في هذه القصة لو كان الرسول حياً لكنا قد تحدثنا أليه دون خشية او مواربة ولقلنا له بصراحة ما هو في أذهاننا دون ان يعترضنا الصعاليك و القتلة لكن إرادة الله شاءت ان تفتتن الناس ويترك لهم التحكيم في عقول قد وهبها لهم الله دون إخضاعها لسلطة  البشر .

النهي عن كتابة السنة :

لا أريد الخوض كثيراً في اشكالية النهي لكني ساتطرق الى بعض الاحاديث ثم اترك الامر الى الفكر الحر من المسلمين و الواعين من رجال الدين لكي يحكموا على كيفية كتابة السنة .

1- روى احمد بن حنبل و مسلم و الدرامي و الترمذي و النسائي , عن ابي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( لا تكتبوا عني شيئاً سوى القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه ) و أخرج الترمذي  عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال ( أستأذنا رسول الله في الكتابة فلم يأذن لنا . (أضواء الى السنة المحمدية محمود ابو رية ص 49 )

2-  روى ابن عساكر عن السائب بن يزيد قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس . وكان عمر يقول أقلوا الرواية عن رسول الله إلا فيما يعمل به .

3-  روي ان عمر بن الخطاب اراد ان يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله في ذلك فأشاروا عليه أن يكتبها فطفق عمر يستخير الله شهراً ثم أصبح يوماً وقد عزم الله له فقال : إني كنت أريد أن اكتب السنن و إني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله , وإني و الله لا أشوب كتاب الله بشيء أبداً .

4-  عن عبدالله بن يسار قال سمعت علي بن ابي طالب يخطب يقول ( أعزم على كل من عنده كتاب إلا رجع فمحاه فإنما هلك الناس حيث تتبعوا أحاديث علمائهم و تركوا كتاب ربهم .

5-  عن ابي هريرة : بلغ رسول الله ان أناسا كتبوا أحاديثه , فصعد المنبر وقال ماهذه الكتب التي بلغني أنكم قد كتبتم إنما انا بشر فمن كان عنده شيئاً منها فاليأت بها , يقول ابو هريرة فجمعنا ما كتبناه و أتلفناه أو أحرقناه . ( تقييد العلم للخطيب البغدادي )

سيعترض البعض على هذه الاحاديث و إعتراضه يقابله إعتراض مغاير وهو , لو كانت السنة النبوية صحيحة لما وجدت احاديث النهي عن كتابة الحديث في نفس كتب الحديث  .

لقد تمايزت كتب الحديث و أمور الدين إجمالاً بين أبي حفصة عمر بن الخطاب و بين ابي هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي , ولاريب في ان ابن الخطاب كان له السبق في الاسلام و الحرص على تأدية رسالة الله بأدق التفاصيل من يتابع سيرة عمر بن الخطاب سيجد في الرجل الغلظة التي يأنس لها الناس و العدل الذي قنن فيه حركتهم و عملهم فأحبوه من غير تكلف و ناصحوه من دون خوف او تردد , نجد ان عمر شاور أصحابه لمدة شهر هل يكتب السنة أم يحجم عن كتابتها , لكنه خرج برأي حريص على الدين والعقل ومستقبل المسلمين و الانسانية فقال :

إني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله , وإني و الله لا أشوب كتاب الله بشيء أبداً .

يا ربي أيعقل ان المسلمين فقدوا صوابهم فتركوا رأي عمر بن الخطاب ليأخذوا برأي بو هريرة الذي ملئت كتب الحديث من رواياته و أحاديثه ! أيعقل ان رجل مثل عمر حريص على المسلمين و على دينهم , ينقل عنه حوالي الخمسين حديثاً بينما ينقل عن ابي هريرة 5374 حديثا . ( أضواء على السنة ص 133 )

لقد تنبه ابن الخطاب الى ضرر كتابة السنة و ما ستلحقه بتجهيل الناس و إعفاء للعقول و القران في آن واحد , وهذا ما تحقق بالفعل فلقد صارت كتب السنة عديدة و الاحاديث لا حصر لها و تشظت الامة وبحمد لله كل من هذه الشظايا له أحاديثه المختلقة و المختلفة و المقدَسة و المقدِسة .

ينقل الدكتور علي الوري في كتابه : لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث , يقول كان القطار يمشي بالبخار بينما هناك اشخاص معتمدين موظفين في القطارات يقرأون كتاب البخاري و ذلك للتبرك  , فقام ذات يوم الشاعر العراقي المعروف جميل صدقي الزهاوي مخاطباً البرلمان العراقي قائلاً ( أريد أعرف القطار يسير بالبخار او بالبخاري ) .

يلحق البخاري و كيفية تدوين السنة

أحدث المقالات