23 ديسمبر، 2024 8:20 ص

القيمة المجهولة والوجود العقيم!!

القيمة المجهولة والوجود العقيم!!

هل تعرف بلادنا , وندرك قيمتها؟
الإنسان في المجتمع العربي , ربما يعيش في غيبوبة عن قيمة بلاده ودورها الحضاري والإنساني , ويسود في وعيه الإحساس بالهزيمة والإنكسار والدونية.
 وهذه الطاقات السلبية تحركه وفقا لمنطلقاتها , وما يتصل بها من مفردات وعبارات , وسلوكيات ورؤى وتصورات.
فلا يعرف الإنسان في بلادنا شيئا كافيا عن مدينته وقريته ووطنه .
فالتجهيل بالوطن سلوك متعارف عليه في جميع البلدان العربية.
وترى الأجنبي يعرف عنا , وعن بلداننا ومدننا أكثر منا.
فالذي إكتشف آثارنا هم الأجانب , ولم نكتشفها نحن ,
بل لجهلنا المروع دمرنا الكثير منها , وأصبحنا نتاجر بها , ولا نهتم بمعانيها ودلالاتها الحضارية وقيمتها الإقتصادية.
هذا السلوك المنحرف من جانبنا , أسهم في سقوط الأجيال في متاهات ضبابية وسرابية , مما حولها إلى طاقات سلبية وقاهرة لإرادة التقدم والرقاء , وجسد روح الإنتقامية والعدوانية , ضد البلاد وما يتصل بها ويرمز إليها.
وبسبب ذلك فأن الوطنية ضعيفة , والوطن حالة مرفوضة , أو بلا قيمة ,
لأنه لم يتأكد في الأعماق كحالة ضرورية لصناعة الحاضر والمستقبل ,
وتم تقليل قيمة الوطن ودوره من خلال ربطه بالفردية والتحزبية والفئوية ,
فصار الوطن فردا أو حزبا أو ما هو أصغر منهما,
وبهذا قد يموت الوطن بموت الفرد الذي إستحوذ عليه , أو شخصنه في ذاته وحزبه وفئته.
إن السلوك الحضاري المعاصر , يتطلب منا إشاعة ثقافة المحيط والواقع ,
بمعنى أن نعزز ثقافة المدينة والقرية والمحلة ,
ونوجه الأنظار إلى السلوك الجماعي اللازم لصناعة شخصية المكان الذي نعيش فيه ,
لأن ذلك إسهام بتقدير القيم الوطنية , والمنطلقات الحضارية اللازمة , لصناعة المستقبل الوطني والإنساني السعيد.