انجاز يعقب انجاز وكلها تسجّل باسم الوطن، هذا العراق الذي يعجّ بالكفاءات التي ملّ جميعها ونحن معهم من مسلسل العنف الذي لا يراد له أن ينتهي لنجد الالتفات والاهتمام بما لدينا من مواهب وقدرات مبدعة استطاع أغلبها أن يضع اسم الوطن في الأعالي، نعم لدينا مبدعون في كل مجالات الحياة وقطعاً نستثني هنا السياسة وأهلها، لأننا مللنا مما لديها وما عدنا نرغب حتى الخوض في مجالها وكم نأمل أن يتابع هؤلاء المتناحرون من يفيدون العراق بلداً بوضعه في القمة وشعباً حين يزرعون على شفاه الثكلى والأيتام والجرحى والمغتربين الفرح. من ينكر أنّه يتفاخر بما فعلته زها حديد تلك المعمارية العراقية الأصيلة التي اقتحمت العالم بالفن المعماري الذي حمل توقيعها العراقي في أرجاء العالم ومنهم بلد الهندسة انكلترا، من ينكر أنّه فرح ورقص وتفاخر بانجاز ليوث الرافدين قبل أيام؟ بل من منّا لم يقف ليتباهى بالذي يفعله علي عدنان في الدوري التركي أو ليصفّق بقلبه قبل يديه لابن العراق القيصر الصغير ستار سعد حين لفت أنظار أكثر من مئة مليون متابع عربي وعالمي حسب ما أعلنته قناة (M.B.C) التي شغلتنا لشهور ونحن نتابع أبناءنا الذين تألقوا وهم يتغنّون بالعراق وشعب العراق الذي وثق ومنذ إطلالتهم الأولى أن اللقب سيكون عراقياً وبجدارة، وكان ذلك حين أبدع ستار الذي نهل من ابنٍ للعراق هو الآخر فاز كمدربٍ حين عمل على إعداد ستار وليكون القيصر الصغير بعهدة القيصر الكبير الذي أعطاه عصارة خبرته لتتفجّر ينابيع حبٍ جعلت البلد يرقص طرباً إلى ساعات الصباح وهو يحتفل بانجازٍ عراقي كبيرٍ تحقق برغم كل الظروف التي لم تعد خافية على أحد. العراق مليء بكل شيء، لكن السؤال الذي لا يرغب أحد أن يسأله أو يجيب عليه وهو.. لماذا لا نلتفت إلى ما تحت أيدينا ونعمل على استثمارها ودعمها، بدل الانشغال بأمورٍ أخرى، نراها ستجر البلد إلى ما لا يرضى به أي عراقي ختم قلبه بحب العراق. نقول لمن يتناحرون.. اهتموا بالشعب والمبدعين واتركوا لأنفسكم بصمة تشير لكم على أنّكم من زرعتم الفرح عند الشعب من خلال إعطاء كل من يستحق حقّه الطبيعي.. الفن والرياضة وجهان لعملة واحدة ولكن من هو الذي يضع الاحتياطي المناسب لكي تبقى هذه العملة محافظة على نفسها، كوننا لا نجد ذلك التركيز عليها سواء من قبل المسؤولين أو السياسيين الذين ندعوهم لاستغلال ذلك، على شرط أن لا يحاولوا تلويث هذين العالمين بما لديهم من أفكار.. هل يعلم أهل السياسة بأن كل مآسيهم التي تسببوا بها لنا تم التخلّص منها بفرحةٍ جلبها ستار سعد القيصر الصغير الذي ما أن يظهر هو وزملاء دربه في هذا المشوار من العراقيين نسمع عاصفة التصفيق الحار من قبل الجمهور للعراق.. ابن ألـ(23) ربيعاً أفرحنا، والساهر أطربنا، وسيمور جلال جعلنا ننتشي، مثلما كنّا نسعد ونحن نرى الكرة تتنقل بين أقدام يونس وهوّار ومهدي كريم وكرار واحمد إبراهيم وحمادي احمد واحمد ياسين وياسر قاسم.. الفرح موجود ولكن من هو القادر أن يأتي به ويقدّر من يقومون بزراعته؟ ويبقى الجواب عند القادرين عليه ، لا أن يهملوا ما نحب ونريد..