18 ديسمبر، 2024 6:38 م

شكل العقد المنصرم فترة صعبة للغاية على جميع الأصعدة، لما كانت تحمله المرحلة من مشاكل اقتصادية وسياسية وحتى الأجتماعية.

في تللك الايام العصيبة أخرجت علينا الكثير من المقترحات والمبادرات منها ما كان داخلياً، ومنها ما كان خارجياً، وكان أبرزها ماجاء به جو بايدن نائب الرئيس الامريكي السابق عام 2006 . حيث تبنى هذا السيناتور الامريكي مشروعاً لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات تتمتع باستقلالية فيما تدير الحكومة المركزية الشؤون الأمنية والخارجية، وتقسيم واردات النفط والغاز على الجميع بالتساوي.

هذا كان ظاهر التقرير الذي قدمه بايدن لمجلس الشيوخ الأمريكي مستغلا تلك الاوضاع الامنية المتردية آنذاك، إضافة الى الاقتتال الداخلي الذي غذته قوى الارهاب الإقليمية لاعطاء صبغة طائفية عليه.

يضاف لهذا مشاكل الحكومة المركزية التى كان يترأسها نوري كامل المالكي مع باقي الفرقاء السياسين ابتدأ من ازمات داخلية تعصف بالبيت الشيعي المتمثل بالتحالف الوطنى، ومشاكل تتعلق بإدارة المحافظات الغربية ولغة التخوين وسياسة انعدام الثقة بالطرف المقابل، مما ولد صراعات ادت الى خروج تلك المناطق من سيطرة حكومة بغداد.

فيما استمرت حكومة بغداد بهذه السياسة مع الجميع حتى الأخوة في حكومة اقليم كوردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ عقود، والذي طالب باعلان الاستقلال جراء التفرد بالسلطة وسياسة عدم الثقة ولغة التهديد والوعيد التى كانت مستخدمة في وقتها.

مشروع بايدن استمر لفترة طويلة ومازال اما بين أروقة الكونغرس الأمريكي، او لدى الأخوة في اقليم كوردستان بأعتباره طوافة النجاة من مشاكل المركز، بالخصوص مع وجود رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي. حتى وصل الامر سابقا الى اعلان رئيس اقليم كوردستان مسعود البرزاني في مؤتمر صحفي (ان وصول المالكي او احد أتباعه لرئاسة الوزراء بمثابة اعلان لاستقلال كوردستان).

هذه اللغة وهكذا تصريحات باتت غائبة عن كلام الأخوة الكورد وتحديداً بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم الى الاقليم وفتح قنوات الحوار مع القادة السياسين هناك مما ولد شعوراً بالثقة بان التحالف الوطني وبقيادته الجديدة اصبح مؤسسة حيوية تسعى جاهدة الى وحدة الصف العراقي بعيدا عن المصالح الشخصية والفئوية.