23 ديسمبر، 2024 10:38 ص

القيادة الدولية للمرجعية العليا

القيادة الدولية للمرجعية العليا

مسألة اعتيادية جداً, أن يقوم أحد العراقيين سواءً كان مسؤولاً أو مواطناً بسيطاً, بالثناء على آراء المرجعية الاسلامية بالنجف الاشرف, لكن أن يقوم مسؤول دولي بذلك, فهذا هو الفوز العظيم.
أنهى قُبَيلَ أيام “اد ميلكرت” رئيس بعثة الامم المتحدة, لمساعدة العراق واختصارها” يونامي” مهمته بالعراق, وقد كان من الطبيعي جداً, أن يودع المسؤولين الحكوميين, أو البرلمان العراقي, لكنه ختم ساعات مهمته الاخيرة, بمقابلة للمرجع الأعلى السيد علي السيستاني!
ماهي مدلولات تلك الزيارة؟ نرى أن التوجيه الأعظم في العراق, قد لمسه القاصي والداني, فالأمر يُدار من النجف الأشرف, تلك البقعة المباركة, التي ضمت العلم بكل نواحيه, فهي قيادة دينية بما يضم الدين الاسلامي, من مناحي الحياة, دينياً, سياسياً, عسكرياً, اجتماعياً, فالإسلام دين يمع الدنيا والاخرة, كما موضح في دستوره القرآن.
وضَّحَ “ميلكرت” تأكيد السيد السيستاني, “أن العراق لا يمكن أن يُدار إلا بالتوافق” كما أكد على دعوته للساسة العراقيين, بالعمل وفق التفويض, الذي أعطاهم إياه الناخب, كما أن المبعوث الأممي, أبدى قلقه للسير البطيء, للعملية السياسية, وقد استمع من المرجع الأعلى, لما يدور في الشارع العراقي, مما يثبت للجميع, أن المرجعية تتابع كل صغيرة وكبيرة.
كما أن المرجعية, قد أصدرت توجيهات للمجاهدين, الذي يجب أن يكون, ضمن الضوابط الشرعية, التي يريدها الخالق جَلَّ شأنه, كون الجهاد في الاسلام, ليس ثأراً أو تشفياً, إنما يجري ضمن الحدود والآداب, ومن يخل بها أحبط من عمله, وقد اشتملت التوصيات, صيانة النفس البريئة, مع احترام الحُرُمات.
فما بين اعتراف صريح, بقيادة النجف للعراق, من قبل بعض الساسة, وطَرْق باب المرجعية العليا, لمسؤولين دوليين كبار الشأن, مع التوجيهات التي تصدر في كل حين, سواء في الانتخابات, أو الجهاد, ونقد بعض الساسة, وأداء الحكومة وتوجيهها.
نرى بكل وضوح, أن القيادة بيدٍ مُسَدَّدة سَديدة, حيث لا يمكن أن نرى, اعتراضاً من أي طرف له شأن بما يجري في العراق.
فتحية لمن يعمل لتصويب الجهاد, وأخرى لمن يلتزم لتثبيت الأجر.