القيادة ليست بالمهمة الهينة أو أنها مرحلة عابرة في حياة من يتبوأها او عمل يتبلور وفق أمزجة شخصية ، فالقيادة فن ،والقائد الحقيقي كما يعرف الجميع يجب ان يتصف بعدة مزايا اهمها ألشجاعة وقراءة الاحداث بصورة صحيحة، واتخاذ القرارات ألسليمة على ضوءها إلا اننا اليوم نجد العكس من ذلك، فرياضتنا الجريحة تنوع قادتها واستلم مقودها اشخاص عدة ،لا تنطبق عليهم صفة القادة الحقيقين، وأولهم الرئيس الذي ضيع ( المشيتين ) بين متردد ومتخوف، مما ادى الى ان تبحرسفينة الرياضة العراقية بغير ربان ،وهذا ليس حديث الساعة او وليد اللحظة ،بل كنا نعمل على التصحيح مع السيد ألرئيس من خلال لقاءات كثيرة إلا ان المصيبة انه يؤيد بما ننصحه وننبهه لأجله الا انه لا ينفذ او يتخذ القرار ألسليم ودائما ما يترك الحبل على الغارب ،حتى ان الكثير من المقربين له اشاروا للأخطاء ألجسيمة التي رافقت العمل الاولمبي ،إلا انه ( اذن من طين وأخرى من عجين ) وبقينا طيلة السنوات الماضية نتحدث معه حول تطوير العمل الأولمبي، ووضع استراتيجية طويلة الامد للرياضة العراقية ،نستطيع من خلالها ان ننهض بها ،بعد الانتكاسات الكثيرة والمتلاحقة بفعل التصرفات والاجتهادات الفردية لبعض العاملين في الحقل الرياضي ،لكن الرئيس بقي على ضعفه وتردده ،وظل متشكيا من تصرفات بعض الرؤوس المتنفذة بالوسط الرياضي ومحاولاتهم لتمرير القضايا التي تضر بالرياضة العراقية ان كانت مالية او ادارية وطلبنا منه ان يقف لهم بالمرصاد وترك الخوف جانبا ،والسعي لبقاء تاريخه نظيفا لكنه لم يحرك ساكنا ،ورغم كل المحاولات من قبل الاخرين ظل الرئيس غافيا والماء يتسرب من تحت طاولته التي اشتكت كثيرا من غيابه بفعل رحلاته الطويلة، حتى تيقنت أخيرا ان الرجل لا يستطيع ان يواجه او يفضح المرتزقة وأصحاب المصالح الشخصية ،وانه مغلوب على امره ولأسباب عدة ،سأتطرق اليها لاحقا في وقت كل ما ذكرته في هذه السطور هو قطرة من بركان يقذف بحمم سيصلى بها الكثير ،ولكون الرئيس يعتبر منصبه تشريفيا ،وروح الأنا طغت عليه في كل حديث وجملة ينطقها فقد قرأت عليه ألسلام، نعم القيادة ليست بالعمل أليسير فهي تتطلب الشجاعة والعفة النزاهة ،وتاريخا مشرفا وموقفا حازما لكن اليوم رئيسنا ضعيف ومتردد غير حاسمٍ ومتقلب، لم يتجرا ان يقف او يتصدى لأصحاب النوايا السيئة في مؤسسته رغم الهدر الواضح للمال العام وبطرق متفننه ،والمصيبة اننا وقفنا معه في اصعب الظروف واشد المواقف لكنه باع الجميع لأناس محملين بالعورات والتاريخ ألمخزي واكتشفنا اخيرا ان مصلحة الرئيس اهم من اي شيء ،وان الكرسي بإذلاله واعوجاجه كنز بالنسبة له لا يقدر بثمن رغم اهانات الصعاليك فالجميع اصبح ينطق بالشرف والمحافظة على المال العام وهذا يذكرني ببيت لاحد شعرائنا الشعبيين
اذا كلها تحج وتصلي وتصوم
جا هذا الفساد منين يا قوم
وللحديث بقية .