18 ديسمبر، 2024 6:23 م

القيادات السنيّة وأردوغان وهجمة الزبابيك !

القيادات السنيّة وأردوغان وهجمة الزبابيك !

لن ادافع عن محتوى واسباب اجتماع القيادات السنية مع أردوغان ولا عن طريقة اخراج الصورة التي اثارت وطنية وحماسة ونخوة وقلق وتشفي وحفيظة مجموعة من السياسيين الشيعة ولا عن زبابيكهم ولا محلليهم الذين مانامواليلهم ولا هجعوا نهارهم وهم يتفننون في القاء التهم والتلميحات والتخويناتلقيادات سنيّة يفطرون معهم صباحاً ويقضون امسياتهم وسهراتهم معهم من أجل هذا العراق الجريح !

كل هذه الشلّة من حرّاس الوطن والوطنية كانت عيونهم مغمضة واقلامهم جافة وتحليلاتهم صامتة حين كان ويكون السفير الايراني يلتقي مع القيادات الشيعية الرسمية والشعبية والحزبية تحت راية العلم الايراني في مقراتهم نفسها التي تخرج منها بيانات الوطنية الطافحة اليوم ، وهو المشهد الذي كان يحصل ويتكرر مع أي وزير خارجية ايراني !

شلّة صمتت على من كان يقول ومازال في القول نفسه ، اذا حاربت ايران نحارب واذا ساومت نساوم واذا عقدت الصفقات نبارك واذا أمرت ننفذ واذا قطعت الغاز والماء نصمت واذا قصفت ارض الوطن المباركة نصفق واذا دفعت نستلم !

اكرر لن ادافع عن الاجتماع ، فتلك مهمة المجتمعين الذين كان عليهم اخراج اللقاء بشكل آخر ، رغم رسالته القوية الى الاخ الاكبر الذي يستحوذ على الاخضر واليابس في البلاد بما فيها تعيين عميدا لكلية الآداب في الجامعة المستنصرية وهو من أكبر رواد الخطاب الطائفي المدعوم والمقبول من قيادات شيعية معروفة !

أشعر بحزن شديد ان أكتب عن سنّة وشيعة ، لكّن الهجمة غير منصفة ولاعادلةولا دوافع لها الا التنكيل بمواقف يتخذها غالبية القادة الشيعة بما يتعلق بعلاقاتهم السياسية والعقدية من الجارة ايران !

واحدة من أزمات البلاد السياسية البنيوية هي علاقات قادة المشهد السياسي مع الفواعل الخارجية ، القادة من السنّة والشيعة على حد السواء ، هي علاقات ، للاسف ، لاتقوم ولاتستند على مبادىء الاحترام المتبادل ومصالح البلاد العليا ، والحقيقة التي ربما يتغافل عنها الجميع ، ان الفاعل الخارجي ، بسبب مصالحه الخاصة ، على استعداد تام للتخلي عن المراهنين عليه ، فمصالح الدولة لهذه الفواعل أكبر من علاقات بين قوى سياسية متغيرة الاشكال والحجوم والتأثير ودول ، ايران وتركيا واميركا ، تقوم علاقاتها على ستراتيجات مصالح عليا ..

نقول لقادة الهجمة وزبابيكهم ، اذا كان بيتكم من زجاج فلا ترموا الناس بحجر ، إما اذا كان بيتكم حتى بلا زجاج فلا تورطوا أنفسكم فيما انتم غارقون فيه  ومعلنين عنه ومدافعين أمناء بلا حدود !!