العمليات العسكرية التي تقوم بها القوى الأمنية من الجيش العراقي بمساندة قوات مكافحة الإرهاب ، أفرزت أشارات مهمة ، أبرزها .
1) كشفت حجم الاختراق الأمني لبعض رجالات البعث الصدامي للأجهزة الأمنية ، وهذا الشيء يتيح للمجاميع الإرهابية ، كشف جميع تحركات القوات الأمنية في أي مكان من العراق .
2) كما انه كشف قدرة هذه المجاميع في التحرك المنظم ، وحجم تسلحها الذي يضاهي تسلح القوى الأمنية .
وعلى الرغم من التصريحات الإعلامية المتشددة الذي يبديها السيد المالكي رئيس الوزراء إزاء البعثيين ، ورفضه المصالحة معهم ، ووضعهم ضمن الخط الأحمر الذي لا يجوز اختراقه، نرى اليوم البعثيين قد تسللوا بشكل واسع ومنظم ضمن الأجهزة الأمنية الرسمية، ولنأخذ مثلا مهما وهو القيادة العامة للقوات المسلحة التي تضم 23 عضوا.. هل يتصور احد بأن 18 منهم كانوا أعضاء في حزب البعث المنحل؟
فيما تعمل القاعدة والبعث والفدائيين على استغلال الوضع الأمني المتخلخل داخل البلاد لإثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، هذه الأيادي الخبيثة التي تخطط لزعزعة الأمن وعدم الاستقرار تمسك بالخيوط الطائفية لتفجير حالة العنف الطائفي بين أبناء الشعب العراقي لتعيدهم إلى عام 2006 و 2007.
أن الأجهزة الأمنية مخترقة من قبل البعثيين والفدائيين الذين يسيطرون على أعلى المناصب فيها. وذلك بالتسلل داخل الأجهزة الأمنية والتعاون مع القاعدة لخلق التفجيرات الإرهابية داخل البلاد. فاليوم أجهزة الاستخبارات والمخابرات مخترقة من قبل البعثيين وحلفائهم من القاعدة ويزودونها بالمعلومات، لأنهم يعملون في خندق واحد ، في ضرب التغيير والعملية السياسية في العراق بعد 2003 .
لقد أنفقت الحكومة العراقية عشرات المليارات من الدولارات وهي تحاول تطوير قوة أمنية مقتدرة يمكنها تحقيق وإدامة الاستقرار. لكن بعد عشر سنوات من الاجتياح الأميركي، يتفق جميع العراقيين إنهم حصلوا على قوة أمنية ليس فقط غير قادرة على تحقيق الأمن وإنما أيضا ميالة للفساد والابتزاز وانتشار الفساد بين مؤسساتها ، فالتردي الحاصل في الوضع الأمني في البلاد مؤخرا إلى سببه الصراع السياسي على السلطة وسياسة المحاصة التي أفقدت البلد الكثير من الأبرياء وتحطيم البنى التحتية .
هناك واجب كبير ومهم يقع على عاتق الحكومة العراقية ، أن تعمل بشكل جدي وأن تتحمل المسؤولية الوطنية الكاملة في حماية أرواح العراقيين في ظل التدخلات الخارجية، كما ان على جميع السياسيين توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب الذي يواجه العراقيون يومياً، فالذين يضربون الاستقرار في العراق من خلال المتفجرات والعبوات الناسفة والمفخخات وعمليات الاغتيال لأن تلك العمليات ليس فيها روح وطنية وأن الذي ينفذها لاتهمه سمعته لأنه يقتل الأطفال والنساء وهدفه هو ضرب استقرار العراق، لان الكثير من الوثائق تثبت أن الولايات المتحدة على علم دقيق بما تفعله المخابرات لبعض الدول المجاورة من دعم مباشر وصريح للإرهاب في العراق ،لان الوضع القائم يوحي بان الأرض غير ممسوكة من قبل القوات الأمنية ،بل هي ملك للإرهاب يتصيد فيها وقت شاء ومتى ما شاء وأي مكان أراد ؟!