20 ديسمبر، 2024 4:56 ص

القوّات المنوّعة المراد إرسالها للعراق !

القوّات المنوّعة المراد إرسالها للعراق !

ربما فوجئ البعض بالمقترح او ” المشروع ! ” الذي عَرَضَهُ و قدّمهُ السيناتور الأمريكي ” جون ماكين ” برفقةِ سيناتورٍ آخرٍ ” لينزي غراهام ” وكلاهما عضوَي مجلس الشيوخ الأمريكي ” عن الحزب الجمهوري ” الى الحكومة العراقية او الى العبادي , حول تشكيل وإرسال قوّات عسكرية ” من عدة دول ” ويبلغ تعدادها 100 000  مقاتل تتولّى وتأخذ على عاتقها تحرير الموصل الحدباء من أيدي وأرجل داعش , وقد سمعنا او علمنا أنّ تكون تشكيلة وتركيبة هذه القوات بنسبة 10 % من قوات النخبة الأمريكية , وأن تكون ال 90 المتبقية من دول المنطقة او المسلمة لا من خارجها .! وأنّ تركيز هذا السيناريو الأمريكي هو اولاً على قوات مصرية وتركية , ثم على قوات سعودية مفترضة وهي القوات المنهمكة اكثر من طاقتها في القتال مع الحوثيين في اليمن < ولربما يغمز الأمريكان هنا من القناة المذهبية .! > ..
ولغاية الآن او لحدّ هذه السطور , فأننا لمْ نبدأ التعرّض لأصل وعنوان الموضوع .!
O – من الصعب التصوّر أنَّ السيناتور ” ماكين ” رئيس لجنة الدفاع والقوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي , لم يتوقّع ” إنْ لم يكن متأكّداً ” أنّ مقترحه هذا سيواجَه بالرفض من حكومة العراق واحزاب السلطة .! , وهل ” ماكين ” من السذاجة ليطرح هكذا موضوعٍ حسّاس .!
والى ذلك , فهل أنّ مسألة ارسال قوات عسكرية بهذا الحجم ومن عدة دول < ولابدّ من أخذ موافقاتها اولاً وبصورة سرّية بعيدة عن الإعلام > , يكون عبرَ عضو كونغرس او عبر الإدارة الأمريكية بشكلٍ مباشر, وبآليّةٍِ مشتركة بين الخارجية الأمريكية والبنتاغون .! وهنا فمن الصعب جداً التصوّر او الإفتراض أنّ السيناتور ” ماكين ” لم يحصل على موافقة مسبقة من الإدارة الأمريكية , إنْ لم تكن هذه الأدارة قد بعثته لجسّ النبض , والنبضُ العراقي الرسمي في حالةِ خفقانٍ مرتفعه .!
O – بغضّ النظر عن رفض الحكومة العراقية لإرسال قواتّ تتشكل من 100 OOO مقاتل بأعتباره يمسّ بالسيادة العراقية , وهنالك بضعة آلاف من الضباط ورجال المخابرات و المستشارين والخبراء الأمريكان والأيرانيين ومن دول الأتحاد الأوربي في العراق ” وبتسمياتٍ وعناوينٍ مختلفة ! ” , لكنّه كرأيٍ شخصيٍّ مستقل , ومن خلالِ الإستخدام الكفؤ للدبلوماسية في المجالات العسكرية المعقّدة ” كمعركة الموصل المرتقبه ” , فماذا لو وافقت حكومة العراق على إرسال هذه القوات المنوّعة للمشاركة في تحرير الموصل , ولكن بوضعِ شرطٍ او شروطٍ مسبقة ! كتحديد فترةٍ زمنيةٍ متّفقٍ عليها مع كافة القيادات العسكرية المشاركة ومع الأمريكان ايضا كفترةٍ ” لا تتجاوز شهرين ” على سبيل المثال , او وفق ماتتطلّبه الإعتبارات الفنيّة للمعركة , وخصوصاً أنّ الثُقل العسكري سيكون للجيش العراقي والشرطة الإتحادية وقوات الحشد الشعبي , بالإضافة الى قوّات البيشمركة التي يصرّ القادة الكرد لأخذ حصّتهم في الموصل .! , ثُمّ وفي أسوأ الإحتمالات الإفتراضية , واذا ما فشلت المعركة < وليست هنالك معركة مضمونة النتائج إلاّ اذا ارادوها الأمريكان لتفشل او تنجح .! > , فأنّ الشرط المسبق الذي تضعه الحكومة العراقية , هو أنْ ترحل وتغادر هذه القوات المفترضة وتعود من حيث أتت .!
وعدا أنّ ما ذكرناه يمثّل وحهةِ نظرٍ لمعضلةٍ تزدحمُ وتتزاحمُ بالكثير من وجهات النظر الأخرى , إلاّ أنَّ ” مشروع ” السيناتورين الأمريكيين فيهِ من الإبهام بنسبةٍ او بأخرى وسطَ اجواء العراق الملبّدة بالغموض , ولعلّ الأسابيع او الشهور المقبلة تكشف بعض تفاصيله , وخصوصاً مع دنوّ موعد الإنتخابات الأمريكية في السنة المقبلة …

أحدث المقالات

أحدث المقالات