23 ديسمبر، 2024 3:00 ص

القوى المدنية هي الاكثرية‎

القوى المدنية هي الاكثرية‎

اهم مؤشر لعمق الحركة المدنية في المجتمع العراقي المتنوع بطوائفه وقومياته هو العزوف المتعمد  في الانتخابات السابقة ,  سواء ان كان  في  انتخابات المحافظات او  في  الانتخابات البرلمانية فقد كانت نسبة المشاركة لاتزيد عن 36 % ولاننسى انها كانت في عمومها انتخابات يشوبها التزوير والترغيب والترهيب واستغلال الدين والمال الحرام  فيها,  لو كانت انتخابات حرة لوصلت النسبة دون 20% , هذه النسبة التي هي الاقرب للحقيقة تعني ان الانتخابات فاشلة . واذا صح مانقوله هنا , فأن القوى المدنية  ومعها الجماهير الغير مقتنعة بالطبقة السياسية الحاكمة تمثل 80% من الجماهير التي  يحق لها التصويت ,  وعلينا ان لاننسى ان من ضمن نسبة 20% كانت اصوات مدنية صوتت للتحالف المدني الديمقراطي ولمرشحي التكنوقراط .

نستطيع ان نسمي القوى المدنية قبل التظاهرات الاخيرة بالمعارضة( الصامتة ) , صمتها كان نتيجة الشد الطائفي المفتعل  والاغتيالات والحرب الاهلية  والفساد   , صمتها هذا  نستيطع ان نشبهُ بمراحل تطور( الفراشة )  التي تتحول تدريجيا من دودة  لفراشة جميلة الا انها سبق وان مرت بدور يرقة داخل شرنقة , هذه الشرنقة كانت تحدد حركتها وتبدو للناظر انها هامدة لاحياة فيها ولكن ما ان تنتهي من هذا الطور حتى تتفاجأ بخروجها قوية جميلة تسر الناظر , بالفعل القوى المدنية كانت مقيدة , ربما سائل يسئل ان القوى المدنية كان لها فعل مؤثر في الخمسينات من القرن الماضي , هذا صحيح , لكن الحرس القومي و حزب البعث وسياسية القمع الصدامية قتلت واعتقلت وهجرت الاف مؤلفة من هذه القوى ودمرت البنى التحتية لكل المؤسسات المدنية والادبية والثقافية , بعد 2003 كان على القوى الوطنية والديمقراطية اعادة بناء نفسها , المجتمع كان يحتاج لوعي جمعي يتبرأ من الطائفية المقيتة والان قد تحقق .

اما قوى الاسلام السياسي التي حكمت البلاد لـ ( 13) سنة فهي قوى فشلت ولن تقوم لها قائمة  والدليل هو فشلها في كل المجالات ( السياسية والاقتصادية والامنية والمجتمعية)  انها لاتصلح للقيادة  ولو كانت تصلح للقيادة لحققت الانجازات التي يطالب بها الان ولكنها فشلت فشل ذريع رغم توفر كل الامكانيات .
هي الاخرى كان لابد لها ان تمر بمراحل   تدهورها , ان القوى الطائفية تحفر قبرها بنفسها , هي خلقت الفوضى وهي التي  خلقت التفرقة وهي من رعت الفساد وبالتالي هي من قادت البلد لقاع الفشل , حالها حال كل القوى  المتطرفة في العالم وهنالك تجارب عديدة لفشلها ليس في العراق فقط بل في عدة دول ومجتمعات, وبالتالي هي برهنت على فشلها بنفسها على الرغم من توفر  الامكانيات المادية وتسامح المجتمع معها .

 انها قوى طارئة  احتلت موقع القيادة بغفلة من الزمن , لان المجتمع المتعدد لاتحكمه قوى طائفية او قومية , اذاً الفشل هو فشل حتمي لكل من يريد ان يجعل المجتمع تحت سيطرة طائفة او قومية بعينها , وماحصل هو انهيار لهذه القوى المتسلطة , هذا الانهيار لم يكن  بفعل خارجي بل هي اسقطت نفسها بنفسها لانها صاحبة فكر انعزالي غير متفتح  متعصب و موتور جائت لتنتقم  , الانهيار جاء من رحم هذه القوى مثل ماقلنا سابقا ( انها تحفر قبرها بنفسها ) انها تبدأ بالموت من لحظة ولادتها فهي مسألة وقت فقط  ليس الا . هذه الطبقة السياسية لاتستطيع ان تقدم شيء للمجتمع , لانها بصراحة عاقر تماما . هي الان تحتضر والمستقبل للقوى المدنية.