لايخفى على كل متتبع للشأن العراقي معرفة مدى الاختلافات الكبيرة التي تعصف بالقوى الشيعية من حيث المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها أو حتى الوقوف على الحياد لأسباب
ليس بالضرورة أن تكون وطنية أو الحفاظ على النظام السياسي من الانهيار بل على الاغلب تكون تلك الاختلافات بسبب الزعامة أو المصالح الحزبية الضيقة التي القت ومازالت تلقي ظلالها الداكنة على المشهد الانتخابي في العراق بين تلك القوى التي نست أو تناست مامر به العراقيين من محن وأزمات صاحبت التغيير بعد سقوط النظام البعثي السابق ولان أي عملية سياسية تحتاج الى وقت وعمل تضع فيه النخب السياسية مصلحة المواطن العراقي أولا وقبل أي شيء أخر باعتبارها تمثل الاغلبية من أبناء الشعب العراقي وهذاالامر وحده يحتاج الى تكاتف وفهم مشترك بين تلك القوى لتحديد الاولويات التي تنطلق منها في بناء الدولة ورعاية مسارها الديمقراطي ولو بأقل التقديرات وصولا الى رؤية ديمقراطية تستطيع من خلالها المحافظة على المكتسبات الكثيرة التي حققتها خلال أكثر من عشرين عاما حتى لو اختلفنا معها أو أتفقنا في تقييم تلك المكتسبات من حيث البناء وإرساء المفاهيم الديمقراطية التي يحرص الجميع على المحافظة عليها .
لذا فعلى القوى السياسية التي نأت أو ابتعدت عن ممارسة حقها في أن تكون ضمن المشهد السياسي العراقي من خلال صناديق الاقتراع عليها أن تقرأ المشهد بروية وفهم موضوعي لكل ما يجري في العراق ومحيطه الاقليمي من تحديات كبيرة تكاد تعصف بكل شيء وان تلك المقاطعة لا تعفيها من مسؤوليتها التاريخية التي تجعل منها قوة تضاف الى التوازن المجتمعي الذي يحافظ على العملية السياسية ويساعدها في الاستمرار والتطور وان عذر المقاطعة لا يعدو أن يكون عقابا لبقية القوى الشيعية التي اختلفت معها ووصلت لكسر العظم وهذا الامر لأدخل له بالوطن والمواطن بل تكاد تنعدم تلك الاسباب التي يطلقها البعض في تلك المقاطعة وحتى وجود الفساد والفاسدين لا يعطي الحق في تلك المقاطعة لاسيما أذا شعرت أنك وطني وتختلف عن بقية تلك القوى ولان العملية السياسية بنيت على النسب والمحاصصة مع الاسف بات من الضروري المحافظة على ذلك التوازن الذي يجعل من الاغلبية أغلبية ولأعذر لأحد في التنصل عن هذا المفهوم أو الهدف حتى تتغير قواعد اللعبة وعندها من حق أي جزب أو تيار أو حركة أن تعمل ما تراه مناسبا وما يؤيد كلامي هذا هو خطب المرجعية الرشيدة في تبني مفهوم صف الصفوف والتكاتف ودرء المخاطر وهذا ليس ضد المكونات الاخرى بل المحافظة على البيت الشيعي من تلك العواصف الجارفة التي لا تبقيولأتذر…؟!