23 نوفمبر، 2024 7:11 ص
Search
Close this search box.

القومية العربية والوحدة في الفكر السياسي العربي

القومية العربية والوحدة في الفكر السياسي العربي

يركز الكتاب على الفكر القومي العربي في عقد الثمانينات من القرن العشرين ، وهي فترة شهدت حسب دعاة نهاية العروبة الجامعة ، ما رأوه ، دليلاً قاطعاً ، على موت القومية العربية .
 والكتاب يعرض ويحلل الفكر العربي في مساهمات المفكرين العرب بهدف التحقيق في استمرار الجهود الفكرية من جانب القوميين العرب من أجل عرض دقيق لتفاصيل الفكرة العربية الجامعة على الرغم من حكم الموت هذا . ويهدف الكتاب إلى البرهنة على التغيير الذي حدث في طبيعة الفكر العربي في ما يهم القومية العربية والوحدة العربية ، بالمقارنة مع نوع الفكر الذي أعتبر ميتاً بعد عام 1967.
 إن المناقشة والتحليل التي اعتمدها الكتاب تبين  أن الفكر العربي قد أنتج مساهمة جديدة في أفكار القومية العربية والوحدة العربية . ويحاول الكتاب أن ينقض من دلالة الدراسات السابقة ، ويمكن أن تؤدي دوراً في نقض دلالة حكم الموت الذي صدر على القومية العربية .
 من هنا ، فأن الكتاب يصرف همه إلى المناقشات التي تتصل بمسائل مثل القومية العربية والوحدة العربية والدولة العربية والديمقراطية والأقليات . ويؤكد تحليل المناقشات والمساهمات غير المعروفة في القسم الأكبر منها في الغرب ، أن تجديد شباب القومية العربية آخذ بالحدوث ، فالفكر العربي عن القومية العربية والوحدة العربية يخضع الآن لجدلية بين نماذجه القديمة ونماذجه التي أخذت تبرز مؤخراً .
 لقد عرف الوطن العربي حركة قومية عربية منذ القرن التاسع عشر ، كان هدفها مركزاً أولاً على توطيد وجود أمة عربية ، اقتناعاً بأن هويتها القومية تتجسد في روابط اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا ، وثانياً أنه ينبغي أن تتحد هذه الأمة سياسياً في دولة – أمة عربية جامعة – ولقد سعت الحركة القومية العربية بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية إلى تحرير العرب من الاستعمار الأوربي حتى إذا ما تحقق هذا الهدف لم تقم وقائع السياسات العربية بدعم رؤية الهوية . لهذا تعاهد القوميون العرب على إنهاء حالة التجزئة السياسية وبناء دولة – أمة عربية جامعة ، يمكنها أن تجمع العرب كافة تحت رايتها .
 لكن للأسف ، فبعد أن حقق كثير من الحركات القومية هدفه ( الخاص ) بإقامة دولة – أمة – كان الوطن العربي كله مصدر إحباط للقوميين العرب . فقد سادت الاتجاهات الانعزالية وأعطت الدول أولوية لتكاملها الداخلي لا للتكامل العربي . وقد فرض أخفاق القومية العربية في تحقيق دولة عربية جامعة ، على الرغم من أن الأيديولوجية القومية العربية مارست نفوراً أيدلوجياً على السياسات العربية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ، تناقضاً متحدياً للنموذج العربي الجامع . وكانت الدول العربية تعزز سيادتها ووجودها ، وكانت الهويات ذات الخصائص المميزة قادرة على منافسة الهوية العربية الأوسع ، على الرغم من أنه لم تكن تزعم بصورة سافرة أنها تجرف الهوية العربية الجامعة . ومنذ هزيمة عام 1967 في الحرب مع إسرائيل خصوصاً بعد نزع الطابع الراديكالي عن السياسات العربية أثر وفاة جمال عبد الناصر وصعود قوة البترودولار العربي، وقبضة القومية العربية على السياسات العربية تزداد وهناً .
 ومنذ ذلك الحين خاصة في ثمانينات القرن الماضي ، يشهد كثيرون على المقولة القائلة بأن القومية العربية لم تعد أيديولوجية مهيمنة في الوطن العربي ، وأن منطق الدولة يُملي مساره على السياسات العربية . ولقد بدأ المثقفون يتساءلون عن مشروعية المثل الأعلى العربي الجامع . وعلى  الرغم من انه كان ثمة أتجاه واضح في معالجة القومية العربية لربطها ربطاً محكماً بالطموح العربي الجامح والنظر إليها باعتبارها مرادفاً لوحدة عربية واسعة ، كان عدم التمييز على نحو سليم بين مصطلحات مثل :- الوحدة والتضامن والعروبة الجامعة .. يعني أن المثل الأعلى العربي الجامع قد تم نعيه في عقد الثمانينات من القرن الماضي .
 لقد صاغ عدد من الكتاب العرب ، نعي موت القومية العربية بطريقة فظة، حيث أعلنوا موت العروبة الجامعة وانتصار منطق الدولة في السياسات العربية بعد عام 1967 . ومع ذلك فأن المناقشات الدائرة في الأدبيات العربية أبعد ما تكون عن الانتهاء بشأن المسألة ، ولا تزال  مفتوحة لمساهمات جديدة . ويتميز عقد الثمانينيات بتقدير متجدد للقومية العربية . وتتركز المناقشات أساساً على تقويم الفكرة العربية . فهناك ما يمكن اعتباره جيلاً جديداً من الفكر القومي العربي في الكتابات عن العروبة ، إذ لم يعد يُنظر إلى الفكرة بدرجات اللون اللاهوتية التي ميزت كتابات القوميين العرب مثل الحصري وعفلق ، وأن المفكرين والعلماء الاجتماعيين يتفحصون فكرة العروبة لا باعتبارها مثلاً أعلى بل باعتبارها فكرة مقيدة إذا تمت مقاربتها بطريقة واقعية .
 لقد اعتبرت القومية العربية ذات علاقة لا يمكن فهمها بالطموحات العربية الجامعة ، فأنها ينظر إليها باعتبارها نموذجاً مثالياً يؤسس دعوته إلى دولة – أمة عربية كلية مرتكزة على تاريخ عربي – إسلامي. مع ذلك ، فأن المعتقد أن هذا التاريخ ينطوي على حجة ضد وجود أي دولة عربية واحدة في أي زمان . وبالإضافة إلى هذا يُعتقد أن مفهوم القومية العربية عن هوية عربية يتناقض مع الطبيعة الفسيفسائية للمجتمع العربي . ويظهر هذا التناقض في المقدمة نظراً لأنه لم يكن هناك أبداً مجتمع كالمجتمع العربي … على هذه الدرجة من الانقسام والتجزؤ والاستقطاب في الوقع . والهوية العربية خرافة تعتبر غير متسقة مع هدف تحقيق خرافة أخرى هي الوحدة العربية . من هنا تميل الدراسات الغربية إلى استخدام مصطلح – العالم العربي – أو أكثر من هذا – الشرق الأوسط – للإشارة إلى الطبيعة المتغايرة للمنطقة . ويربط فشل القومية العربية بهذه الطبيعة الفسيفسائية للمجتمع العربي والتي تجعل العرب عاجزين عن الاستجابة لفكرة القومية .
 لقد بدأت الدراسات تركز على الصورة الفسيفسائية للمجتمع العربي ، وتسلط الضوء على مسألة الأقليات . وقد أولى اهتمام كبير للصراع بين الإسلام السياسي والتناقض المتصور بين العقيدة الإسلامية والإيديولوجية القومية العربية الفعلية ككل . وفي هذا الإطار استخدمت حالة التفكك السياسي العربي لشجب القومية العربية وإعلان موتها . فهي تقدم في صورة أنها ترتبط ارتباطاً كلياً بشخصيات يعني موتها تبعاً لذلك موت أفكارها أو الأيديولوجيا التي كانت تستخدمها .
 تؤكد معظم الدراسات – عربية أم غربية – التأثير الأوربي في الفكر القومي ، ومع ذلك ينكر بعض الكتاب العرب هذا التأثير ويزعمون أن للقومية العربية أصالة في التطور التاريخي للعرب وفي أحوالهم الاجتماعية في القرن التاسع عشر .
 هذا الوضع يترك دارسي القومية العربية في حالة شك لاتتيح الأدبيات الحالية مهرباً منها . مع ذلك، فأن بعض الدراسات يتخذ موقعاً أكثر اعتدالاً من هذه المسألة ، فتبين أن للفكر العربي مضمونه وموضوعاته الخاصة التي تعبر عن تيارين :- الأول – هو التيار الإسلامي وجوهره هو دعوة إلى أحياء المجد الإسلامي ورجوع إلى العقيدة الخالصة من أجل أعادة بناء مجد الماضي ، والثاني– هو التيار الحداثوي أو تيار الحداثة الليبرالي الذي يهدف إلى تأسيس مجتمع عربي يتماثل مع الغرب في نواح كثيرة .
 فضلاً عن هذه الدراسات ، فأن ثمة جانباً آخر من الأدبيات عن القومية العربية بدأ يظهر حينما هيمنت الناصرية والبعثية على السياسات العربية . وفي هذا الاتجاه ترى بعض الدراسات أن القومية العربية تنهض أثناء عملية التحديث في الوطن العربي ، وتبعاً لهذه المقاربة فأن القومية العربية هي أيدلوجيا كانت تستخدمها النظم السياسية الحاكمة لتلبية احتياجات ادخلها التحديث في الوطن العربي في القرن العشرين . فقد كان يُنظر إلى القومية العربية بأعتبارها أداة سياسية وظيفية تمس الحاجة إليها لتسهيل انتقال العرب من حالة التخلف إلى حالة التقدم ، فهي عند بعض الكتاب والمفكرين العرب ، إيديولوجية يمكن أن تكون أداة حيوية في جسر الهوة بين العلمانية التي يفرضها التحديث والطبيعة الدينية للهوية السياسية العربية . ومن ثم كانت القومية العربية أيدلوجياً نتيجة لعلمنة النخب من أجل تمكينهم من تجنب أن يصبحوا متغربين عن الجماهير التي تقوم هويتها على أساس من الدين . والايدولوجيا بهذا المعنى تساعد النخب على بناء جسور إلى الجماهير التقليدية والمتدينة .
 ولما كان الإسلام في نظر أصحاب التفسيرات الوظيفية معرقلاً للتحديث ، فأن وجهات نظرهم في القومية تتفق مع هذا التوجه .
 المؤلف في مبحث من كتابه يؤكد ، أن بالامكان شرح أهمية دراسة الفكر العربي عن القومية العربية والوحدة العربية وتحليله في ثمانينيات القرن العشرين في صور مقولة – نهاية القومية العربية – فبينما ترى هذه المقولة أن القومية العربية كانت قد ماتت مع نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي ، يسعى هذا الكتاب – على النقيض من ذلك – إلى أن يبرهن على انه على الرغم من أن القومية العربية فقدت هيمنتها على السياسات العربية ، فأن الفكر العربي قد أنتج أسهاماً جديداً تماماً في أفكار القومية العربية والوحدة العربية ، أسهاماً يتحدى حكم الموت ، فهذه المساهمات ذات أهمية حيوية وخصوصية لأنها أنتجت في إعقاب الفترة نفسها التي صورت بأنها شهدت موت القومية العربية .
 إن هذه المساهمات كانت موضوع الكتاب ، انطوت على معنى ومضمون فكري ذي مغزى أساسي. فقد وضعها مثقفون عرب أكثرهم يبقى من القوميين العرب المخلصين وسط بيئة معادية متحدية ، حيث تتحدد المسائل بتيارات وسياسات مناهضة للقومية العربية . أنهم يشهدون على رغبة الفكر القومي العربي وقدرته – وعلى قدرة الفكر العربي بوجه عام – على أن ينتج نماذجه الخاصة ويؤكد تميزها . والحجة عند القوميين العرب الذين شاركوا في هذه المناقشات هي أن الفكر القومي العربي قادر – كما كان في كل وقت – على أن يصارع من أجل وجوده . أنهم معنيون بأن يبرهنوا على انه يمثل بديلاً قادراً على البقاء في سياقه العربي خاصة بعد صعود الإسلام السياسي .
 ويحاول الكتاب ، أن يخفف من أثر دراسات سابقة ذات طبيعة حكمية وربما يلعب دوراً في التخفيف من هول حكم الموت الصادر على القومية العربية. وتمت هذه المحاولة عن طريق تقديم إسهامات جديدة وتحليل نسقها التصوري . ولهذا ركز الكتاب على المناقشات المتصلة بمسائل مثل الأمة العربية ، والوحدة العربية ، والدولة العربية ، والديمقراطية ، والأقليات . والمسألة كما بينت       هنا – في الكتاب – لم تكن من قبل موضوعاً لأي تحقيق رئيسي سابق ، فهذا العمل مؤسس على مناقشة للموضوع من منظور عربي . والمبرر العقلاني الأساسي لهذا الكتاب يكمن في محاولته تصوير وتحليل الفكر العربي الذي لم يخضع للبحث في عقد الثمانينات في ما يتعلق بالقومية العربية والوحدة العربية .
 إن الكتاب أساساً يجري من خلال مقاربة نوعية للفكر العربي المتصل بالقومية العربية والوحدة العربية في عقد الثمانينات من القرن العشرين . وأن اعتماد هذا العقد فترة للبحث ذو مغزى من نواح كثيرة ، فعلى الرغم من أن تلك الفترة شهدت انتصار منطق الدولة ، فأنها شهدت أيضاً موجة الشك في الفكر العربي والسياسات العربية . فقد بذلت محاولات – فكرية وسياسية – لإعادة توجيه القومية العربية وتعزيز نزعة الخصوصية أو الإقليمية . كما شهد العقد نفسه توطد كثير من الاتحادات السياسية بين عدد من الدول العربية… وعلى الصعيد الفكري الإيديولوجي تميز عقد الثمانينات من القرن العشرين بنمو مشاركة العلماء الاجتماعيين العرب وتلاشي الدور الذي كان يلعبه العقائديون في تحديد اتجاه ومضمون مناقشات الفكر العربي الدائرة . لقد وجه تركيز خاص في هذه المناقشات إلى نشوء اتجاه جديد من الفكر القومي العربي والوحدوي العربي يمكن تعريفه بأنه واقعي بالمقارنة بالنزعة الرومانسية للقومية العربية التي يمكن أن تكون قد بررت في وقت سابق تشخيص الموت .
 إن الإسهامات التي يقدمها الكتاب غير معروفة أساساً في الغرب ، على الرغم من حقيقة إنها تمثل تفكيراً جديداً من جانب المثقفين العرب بشأن مسائل مثل الأمة العربية والقومية العربية . ومن شأن هذه أن تساعد على فهم التطورات في الفكر العربي وبالتالي على تجنب الوقوع في فخ مقولة – نهاية القومية   العربية – والردود التي أطلقتها . فالكتاب ناقش إسهامات عقد الثمانينات من القرن الماضي لكي يفهم كيف يتعامل مع مسألة العلاقة بين العروبة الجامعة والأمة العربية من ناحية ، والهويات والدول ذات السمات الخاصة من ناحية أخرى .
 وتفوق هذه أهمية الإسهامات التي تقدمها هذه المناقشات في ما يتعلق بمسائل مثل الأقليات والديمقراطية ، إذ حلل الكتاب هذه المناقشات لكي يحدد ما إذا كان يجري تجديد القومية العربية ، وما إذا كان الفكر العربي بشأن القومية العربية والوحدة العربية يخضع لجدلية بين نماذجه القديمة ونماذجه التي بزغت حديثاً . ويهدف الكتاب إلى إثبات ما إذا كانت هذه الإسهامات تستحق النظر بمعايير غير تلك التي استخدمها في حججهم دعاة – موت العروبة -.
 لقد تم تنظيم الكتاب في خمسة فصول :- الأول مقدمة نظرية منهجية . الثاني تقويم لمفهوم امة عربية موحدة لها دولتها – الأمة الواحدة – وهي أمر مركزي للغاية في القومية العربية . ويستطلع الفصل ويحدد ويحلل المقدمات الإيديولوجية للقومية العربية كما هو معبر عنها في مفاهيم الأمة العربية والهوية العربية والوحدة العربية . كذلك يلفت الفصل انتباهاً إلى تحليل الدلائل على الهويات ذات السمات الخاصة والأقليات وإلى فحص رد الفكر القومي العربي على التحدي الذي تفرضه هذه الهويات . الثالث يقدم ويحلل إسهامات عدد من المفكرين العرب في مصر ولبنان والمغرب وتقوّم هذه التحليلات مفاهيم الأمة العربية والإسلام والعلمانية والأقليات والديمقراطية ، وذلك بهدف إثبات وجود مقاربات جديدة لهذه المسائل تتيح اكتساب طابع مفهومي يتطابق مع وقائع المجتمع العربي وتاريخه والحاجة للنظر إلى القومية العربية على أساس واقعي . الرابع يذهب إلى مدى أبعد في مناقشته العلاقة الجدلية بين النموذج القديم والنموذج الجديد ، وهو يتضمن تساؤلاً عن الدولة العربية الإقليمية ذات السمات الخاصة المميزة ، كما يناقش هذا الفصل وجهات النظر القومية العربية التقليدية بشأن نظام الدولة منذ ظهوره . وتقوّم المناقشة أثار تعزيز نظام الدولة العربي في ظهور مقاربات جديدة داخل نطاق الفكر القومي العربي تجاه العلاقة بين هدف الوحدة العربية والتجزئة السياسية . والخامس يبدأ التحليل بتحديد الخطوط العامة للتطورات التي شهدها الوطن العربي في ثمانينات القرن الماضي . وينظر إلى هذه التطورات باعتبارها عوامل كامنة وراء ظهور النموذج الجديد . كذلك يتم تقويم آثار هذه التطورات على المثقفين الذين يتخذ الكتاب إسهاماتهم موضوعاً لها . ويتحقق هذا عن طريق تحليل لإسهامات المفكرين العرب بشأن مسائل القومية العربية والعروبة والإسلام والعلمانية والأقليات والديمقراطية . أما الخاتمة فتلخص استنتاجات الكتاب وتوضح السمات الرئيسية التي تدعم الحجة الأساسية على فرضية الكتاب . وتستخدم الخاتمة أيضاً الحجج الموضحة خطوطها العامة في متن فصول الكتاب لاقتراح ميادين إضافية للبحث.
• الكتاب :
يوسف الصواني – القومية العربية والوحدة في الفكر السياسي العربي، ترجمة – سمير كرم، ط1، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2003، 257 صفحة.
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات