إن كل الدول تؤمن بالقومية الدولية وهي نظرة شمولية بحد تفسيرها لا نظرة ضيقة إن كانت تحمل هموم الأمة أمام الدول الأخرى لتمثيل بلادها والإيمان بها تراثاً وتأريخاً ولغةً وتعتبر منهجاً كسبياً ربحياً لشعوبها لكن عند مصادرة هذه الفكرة في داخل شعب يختلف بقوميته عنها فمثلاً مصادرة القومية العربية وزرع قومية جديدة فارسية في داخل العراق فتعتبر هذه جريمة تأريخية ووطنية لا تغتفر ووسيلة خيانة وبيع الضمير والتأريخ والتراث ونسف كل مقومات الأصالة بحجة دينية تحمل طابعاً مذهبياً فالآن إذهب الى جنوب العراق وإسألهم ما تختار المذهب أم الوطن فسيختار المذهب وهو إرتباط روحي سريع لفقدان الوطنية عملت به بكل جهودها من تحشيد ودعم مالي وقيادي ودعاة منابر وفقهاء أعجمية زرعت هنا وهناك لغرض سلب الوطنية والإعتماد على المذهبية فلا يهمه سوى بلده و قوميته و اعتزازه بها وإليك بعض الشواهد القومية التي قامت بها الدولة الفارسية في العراق تحت إشراف ولي الفقيه وأتباعه وتعتبر دليل على قوميتهم .. 1- سرقة المياه العراقية وتغيير مسارها بعد أن كانت تصب في الأراضي العراقية وتحويلها الى الأراضي الإيرانية رغم المعاهدات الدولية في تنظيم المياه الاقليمية ورغم الاتفاقيات المبرمة أمام الأمم المتحدة وأميركا وغيرها في حماية أراضي العراق ومياهه ونفطه فعدد الروافد والأنهار التي تم تغيير إتجاهها ( 18 نهراً أساسياً تصريفها المائي يبلغ 7 مليارات م3 تنبع من غرب إيران لتصب في الأراضي العراقية ) وهذا يخالف مبادئ القانون الدولي فإن كانت تعمل لأجل المحافظات الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية في العراق وتؤمن بالمذهبية فعليها أن ترجع تلك المياه الى مجاريها الحقيقية لكن يا أحبتي الأعزاء إنها تفضل النهج القومي على المذهبي ولا يهمها إذا عطش أو جاع أو مات العراقي الشيعي أو غيره لأنها تريد إيقاف الإنتاج الزراعي العراقي والإعتماد على إيران جملة وتفصيلاً فهذه هي سلوكيات نظام الملالي نظام المرشد اللاإسلامي (الفارسي ) 2- ومن السرقات والتجاوزات الأخرى على المناطق الجنوبية (الشيعية ) حصراً هي سرقة الآبار النفطية والتجاوز على الحدود المرسومة في عدم حفر الآبار النفطية قرب الحدود فعملت كل جهدها في حقول الفكة وقامت بغلقها وحفر أبار جديدة تؤّمن لها زيادة الإنتاج فضلاً عن الآبار الأخرى في البصرة وغيرها من التجاوزات على النفط العراقي .. كل ذلك المستهدف منها المناطق الجنوبية فمن يا ترى المقدَّم القومية أم المذهبية يا شيعة العراق فانتبهوا واعلموا أن العراق يدار بأدوات إيرانية وقيادات سواء كانت سياسية أو دينية أغلبها إيرانية في تحويل العراق كولاية من ولاياتها ومثلما خططت له أصبح واقعيا لا يختلف فيه إثنان لأنه اليوم إذا تكلمت وتجاوزت على العراق وتأريخه والآخر تجاوز على إيران فإن الغالبية ستدافع عن إيران في إضحوكة مساعدتهم للحرب على داعش علماً إنها المستفيد الأول من حرب داعش في بيع السلاح وتجارته وإيقاف كل المصانع العراقية والزراعة وتهديم كل شيء وإحراقه تماماً في سبيل بقاء إيران عزيزة وأبية ، والذي تم ترويض الشعب العراقي على هذا التدخل الإيراني إبنهم البار والوفي هو السيستاني ومليشيات إيران وقادة الأحزاب الشيعية والسنية على حد سواء وقد باعوا العراق بأبخس الأسعار من أجل مناصبهم وكراسيهم الخاوية و رواتبهم الفخمة ولا يهمهم من يقتل أو يحترق العراق لكن غالبية الشعب لا زالت جاهلة ساذجة بهذه المرجعية التي حشدت الملايين من أجل الموت دون أن ترسل أولادها أو مقربيها للقتال وحتى قياديي الأحزاب لم نرَ منهم من قدّم نفسه من أجل العراق .. حيث لم يرفض هذا التدخل من المناطق الجنوبية إلا المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني وقف أمام هذا المد الذي زجّ العراق بنار الطائفية فأحرق العراق أرضاً وشعباً ومزقه في سبيل تأمين حياتهم فهاهو يتحدى هذه الأمبراطوريات الخاوية بكل جرأة وشجاعة وصلابة في رفضه لهذا الإحتلال الإيراني البغيض الإحتلال القومي الإمبراطوري جاء ذلك في حوار خصّ به صحيفة الشرق الأوسط في يوم الأحد المصادف 19 / 4 / 2015 ،(( إن إيران نجحت وبأساليب مختلفة في فرض سيطرتها الكلية على الرموز الدينية والمرجعيات الفارغة الطائفية الإنتهازية الأعجمية وغيرها فصارت تحركها كيفما تشاء ومتى تشاء… وهي منذ عشرات السنين تماطل في الهيمنة على العراق وماله وتراثه ونفطه لجعله جزء منها وولاية للإمبراطورية الإيرانية العظمى .. فهي تستخف وتضحك على المجتمع الدولي، مؤكدا أن أميركا والمجتمع الدولي في تقلبات مستمرة حتى أنهم صاروا مستعدين أو متفقين على أن يعيدوا لإيران دور الشرطي في المنطقة فإذا لم تخرج إيران من اللعبة فلا حل لمعضلة العراق والأمور ستسير من سيء إلى أسوأ..))