23 ديسمبر، 2024 5:41 م

القول العلمي في الإعجاز العلمي ح2 الآراء في الإعجاز العلمي قبولاً ورفضاً

القول العلمي في الإعجاز العلمي ح2 الآراء في الإعجاز العلمي قبولاً ورفضاً

بعد ان تعرفنا في الحلقة السابقة على تعريف الإعجاز العلمي، نتعرف في هذه الحلقة على الآراء في الإعجاز العلمي قبولاً ورفضاً.
تعددت الآراء بخصوص الموقف من الإعجاز العلمي قبولاً ورفضاً، ويمكن تلخيص تلك الآراء بما يلي ونبدأ من اكثرها تطرفاً في الرفض:
1-القول بوجود عدم تطابق بين القرآن الكريم والروايات في المجال العلمي والآراء العلمية الرصينة:
وهذا الرأي يتبناه كل دعاة الإلحاد وبعض العلمانيين، ونجده في بعض الكتابات المسيحية التي تنتقد الإسلام والقرآن، كما نجده عند بعض المسلمين ممن يرون ذلك ولا يرون فيه منقصة على الدين باعتبار إن ما تم ذكره من آراء علمية في القرآن رأي يناسب فهم عصره أو باعتبارات أخرى، وكما ونجده عند بعض المسلمين في خصوص الروايات فقط باعتبار تمسكهم بما ينسب لرسول الله (ص) بمضمون “أنتم أعرف بدنياكم”!
 
 
2-القول برفض وجود إعجاز علمي في القرآن الكريم:
وأصحاب هذا الرأي منهم من قال إن القرآن كتاب هداية فقط وليس كتاب علوم لنجد فيه معلومات ومعاجز علمية، ومنهم من قال إنه حتى على فرض وجود تلك المعلومات فإنه لا يصح نسبتها للإعجاز لأن عنصر التحدي -وتحدي المعاصرين بالذات- مفقود باعتبار عدم إمكانية معرفتها من المعاصرين.
علماً إنه كثيراً ما يجري الخلط بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي في تقصي آراء أصحاب هذا الموقف مع عدم توقع قبول الإعجاز العلمي ممن يرفض التفسير العلمي.
 
3-القول بوجود الإعجاز العلمي والمبالغة في مصاديقه:
 
وهذا هو الرأي السائد حالياً وله رواد كثر، فنسمع بين الحين والآخر خبر عن إعجاز علمي جديد سواء في القرآن الكريم أو السنة من خلال ما اكتشفه العالم الفلاني أو الفريق الفلاني أو الجامعة الفلانية أو أو، وعندما تبحث عن هذه العناوين لا تجد لها وجود أو تجد في أحسن الأحوال إن الكلام تم نقله بطريقة خاطئة!

وأهم ما يميز أصحاب هذا الرأي:

أ-الظهور الإعلامي المكثف.
ب-نقل موارد الإعجاز المفتعلة بطريقة ملفتة للنظر وجذابة.
ج-تعمية مصادر التحقيق فلا أسماء واضحة ولا مصادر واضحة ولا وجود لأدلة واقعية.
د-تغيير صورة القصة بين نقل وآخر، والتطوير في صياغتها في بعض الأحيان.
هـ-التكلف في لي عنق النصوص لتكون ملائمة للصورة المتخيلة من قبلهم للإعجاز، وتبني تأويلات غريبة لأجل ذلك.
وأصحاب هذا الرأي ساهموا كثيراً-بقصد سيء أو بدونه- في تقديم موارد جاهزة لنقد الدين الإسلامي وكانت آراءهم مادة دسمة لمن يريد الانتقاص من الدين والسخرية من الآراء الدينية.
 
4-القول بوجود الإعجاز العلمي وفق ضوابط وأسس:
وهو ما نتبناه من رأي، وسنبين تفاصيله في حلقة أخرى بعد أن نتناول بالنقد الآراء الثلاث السابقة في حلقات متسلسلة بإذن الله تعالى.