27 ديسمبر، 2024 8:29 م

القول الصريح في الرد على مقال :( داعش ضحية روايات البخاري ومسلم وفتاوى إبن تيمية ) 3

القول الصريح في الرد على مقال :( داعش ضحية روايات البخاري ومسلم وفتاوى إبن تيمية ) 3

حمدا لك يارب على نعمة الأسلام حمدا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ، والصلاة والسلام على سيدنا ونيبنا وقدوتنا أبي القاسم محمد وعلى آله وصحبه .. وبعد ها أنذا ألتقيكم للمرة الثالثة لأكمال ما بدأناه في الرد على مقال ألأخ ( النداوي) وكشف ما ورد فيه من مغالطات وهفوات ربما تكون غير مقصودة منه نتيجة لجهله بأصول الدين الحنيف فضلا عن قلة معرفة بعلم الحديث الشريف وعلم الرجال وما يتضمنه من جرح وتعديل وأمور أخرى من أجل تنقية الأحاديث وفرز المعلولة منها ، لم يكن من السهل أن أضع زميلا في موقف لايحسد عليه ، لكنها حمية لله ورسوله ودفاعا عن علمائنا الأعلام الذين أفنوا زهرات شبابهم في خدمة هذا الدين القيم ، وعلى حين غرة وبلا سابق إنذار يأتي رجل من هذا القرن ليضع نظرية عمياء يجرح فيها هؤلاء الأعلام ، ولست أدري ما الدافع من وراء كل هذا ؟ على أي حال ( من ذب عن لحم أخيه بظهر الغيب ذب الله عن لحمه يوم القيامة ) لو كان أخونا النداوي قرأ الحديث الشريف الذي يقول :” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت” ماكان قد وقع في خطأ لن يسامحه عليه أحد من المنصفين فضلا عما يترتب عليه من حساب أمام الله سبحانه ، وهذا درس بليغ لكل من يحاول النيل من الرموز الأسلامية ومن الحق أن أذكرك بقول الشاعر العربي ( لاتطمعوا أن تهينونا ونكرمكم .. وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا ) .. رغم كل هذا وما قاله الزميل النداوي فلن يزحزح من عقيدتنا قيد أنملة ، وكنت أتمنى على الأخ النداوي أن لايكون خصما لرسول الله يوم تجتمع عند الله الخصوم ، فقد قال عليه الصلاة والسلام ( من نسب الي قول لم أقله فليتبوأ مقعده من النار ) والعلماء هم ورثة الأنبياء لاينبغي لأحد التطاول عليهم دون علم وإن كانت قد صدرت هفوة من هذا أو ذاك فهي ليست بكبيرة من الكبائر لن تنفع معها شفاعة ولا مغفرة فقد جاء من بعدهم من صحح ونقح وأبدع فأجاد ، مع أحتفاظه بتلك النصوص كما هي لكنه أشار اليها في هامش رسالته التصحيحية ، تأدبا مع صاحبها ومراعاة للعلم والإنصاف فيما يتعلق بالنقل أو الأقتباس .منعا للوقوع في الخطل أو الزلل لمن سيأتي من بعدهم من طلاب العلم وغيرهم ، فجزاهم الله عنا خير جزاء المحسنين ؛ عذرا لهذه الإطالة وسنذكر – كما وعدناكم حديث الثقلين : عن زيد بن أرقم قال :أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( وأنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به)) ؛ قال زيد : فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال (( وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي )) أخرجه الأمام مسلم في الصحيح .
1: ظاهر الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر برعاية حقوق أهل بيته ، وهم لايتوقفون عند هذا الحديث ” حديث زيد بن أرقم ” إنما يتجاوزون ذلك الى حديث أم سلمة ، وحديث علي ، وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم ، أما حديث علي رضي الله عنه ، ففيه ” إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب الله سببه بيد الله وسببه بأيديكم ، وأهل بيتي ” وظاهر هذا الحديث أمر بالتمسك بأهل بيته ، والحديث أخرجه أبن أبي عاصم في السنة ، وفيه ” سفير بن زيد ” ضعفه أبو حاتم والنسائي وأبو زرعة ويعقوب بن شيبة وأبن المديني ، فلا يمكن الأستدلال به
2:حديث أبي سعيد الخدري : وفيه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أني تركت الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) أخرجه الترمذي ، والأمام أحمد ، وبن أبي عاصم ، وأبو يعلا ، وفيه ” عطية العوفي ؛ ضعفه أحمد وأبو حاتم والنسائي وغيرهم بل أن العوفي هذا متفق على ضعفه عند أهل العلم ..
3: حديث زيد بن ثابت : وفيه ( إني تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء و الأرض ، أو ما بين السماء الى الأرض ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) .. أخرجه أحمد والطبراني وفيه القاسم بن حسان .. وثقه أحمد بن صالح والعجلي ، وذكره أبن حبان في الثـقـات ، وضعفه البخاري وأبن قطان وسكت عنه بن أبي حاتم ، وضعفه الذهبي ، وقال أبن حجر مقبول .. وفي الحديث أيضا شريك بن عبد الله ، وهو سئ الحفظ .
4: حديث جابر بن عبد الله : ( ياأيها الناس أني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) أخرجه الترمذي والطبراني ، وفيه زيد بن الحسن الأنماطي ، قال أبو حاتم منكر الحديث ، وبمثله قال الذهبي ، وقال أبن حجر : ضعيف .. إذن يظهر لنا إن حديث الثقلين إنما يصح من رواية زيد بن أرقم رضي الله عنه ، وليس فيه شئ من الأمر بالتمسك بالعترة ، وإنما فيه الأمر برعاية حقهم ، والأمر إنما هو في التمسك بكتاب الله لذا جاء حديث جابر بن عبد الله ، رضي اله عنه ، في صحيح مسلم : ( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده أبدا إن إعتصمتم به كتاب الله ) فقط ولم يتطرق لأهل البيت ولا للعترة ، وهذا الحديث رواه جعفر الصادق عن ابيه محمد الباقر عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحديث التمسك بالعترة ضعفه أحمد وبن تيمية ، نعم صححه الألباني وغيره لكن العبرة بما يكون فيه البحث العلمي ، وهو أن الحديث لايصح علميا حيث النظر الى الأسانيد والدلالات ، وهذه منهجية أهل السنة والجماعة لأنهم لايقلدون أحدا في مثلل هذه الأمور ، إنما يتبعون بحسب القواعد الموضوعة .. إذن سلمنا بصحة حديث زيد بن أرقم ، فما الذي حصل ، ومن قال أن المسلم لايتمسك بالعترة الطاهرة فيما صح عنهم من قول أو عمل ؟ لكنك لو طالعت سندا كهذا ( حدثني فلان قال حدثني فلان عن جماعة من أصحابنا ) فقد أنقطع السند لأن ( جماعة من أصحابنا ) جملة مجهولة لايعول عليها في علم الحديث ، فيكون هذا الحديث معلولا مجروحا ، ربما يكون المتن فيه صحيحا ! لذا ينبغي لك في الأتباع تحري الدليل والسند الصحيح .. أكتفي بهذا القدر من الكلام حول حديث العترة الطاهرة واتحول الى ( تهمة ) سوقها زميلي النداوي حين قال عنا أننا تكفيريون ! طيب لنسلم بهذا الأمر لكن بالمقابل سنستعرض الروايات الواردة في كتب القوم ثم أترك الحكم للقارئ الكريم ، ولكن قبل أن أبدأ لابد من الأشارة الى براءة سادتي أهل البيت الكرام من هذه الروايات وأنها قد دست عليهم دسا ولا أملك من الأمر شيئا سوى الشكوى الى الله :
أولا : جاء في كتاب ( ألأربعون حديثا ) الصفحة 512 لمؤلفه آية الله العظمى الموسوي الخميني مانصه (( إن مامر في ذيل الحديث الشريف من أن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط في قبول الأعمال يعتبر من الأمور المسلمة بل تكون من ضروريات مذهب التشيع المقدس ، وتكون الأخبار في هذا الموضوع أكبر من طاقة مثل هذه الكتب المختصرة على إستيعابها أكثر من حجم التواتر)) .. ويتبرك بهذا الكتاب بذكر بعض الأخبار، إذن ولاية أهل البيت شرط لقبول الأعمال عند الخميني ، علما أن الخميني لم يأت بشئ جديد فقد سبقه بذلك ” الحر العاملي ” في كتابه ( وسائل الشيعة الجزء الأول من الصفحة 118 الى الصفحة 125 ) حيث جعل بابا بعنوان / باب بطلان العبادة بدون ولاية الأئمة / وذكر تحته 19 حديثا ، فهذا تكفير لنا دون ريب كوننا لانعتقد بذلك ..
ثانيا / بنفس ما تطرق اليه خميني مع أختلاف في اللفظ تجده عند كل من : يوسف البحراني في كتابه ( الحدائق الناظرة ج18 الصفحة 153 طبعة بيروت .. الفيض الكاشاني في كتابه ( منهاج النجاة الصفحة 48 طبعة بيروت الدار الأسلامية ..محمد باقر المجلسي في كتابه بحار الأنوار ج 23 الصفحة 390 طبعة بيروت ..الشيخ المفيد في كتابه ( المسائل ) نقلا عن بحار الأنوار للمجلسي ج23 الصفحة 391 ..حسين بن الشيخ محمد آل عصفور الدرازي البحراني في كتابه المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخرسانية الصفحة 157 طبعة بيروت .. التيجاني – السماوي في كتابه الشيعة هم أهل السنة الصفحة 161 .. علما قد أغفلت الروايات التي تحث على قلب الجدران علينا وحرق المنازل والأغتيالات وغيرها التي نسبوها زورا وبهتانا للأئمة الأطهار ..
ثالثا / يقول السيد نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية الجزء الثاني الصفحة 307 المطبوع في مدينة تبريز / إيران مانصه (( ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله ، مع أن أبا حنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام بل كان له أنقطاع إليهم ، وكان يظهر لهم التودد)) لاحظ عزيزي القارئ أبو حنيفة رحمه الله عند الجزائري من النواصب رغم أنه لم يناصب أهل البيت العداوة رغم أنه – رحمه الله كان زيدي الهوى ، فما بالكم بنا نحن الذين نعيش بين ظهرانيهم ؟ إذن فالمسلم السن عند هؤلاء القوم كافر مرتد حلال الدم مستباح المال لأنه كافر ناصبي ناصب أهل البيت العداء ! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم يأتينا الأستاذ النداوي ليتهمنا أننا نحن التكفيريون ؟! ملـقيا ما تقوم به عصابات داعش من جرائم على عواتقنا ، أما ما تقوم به الميليشيات ضد الشعب العراقي ما هو إلا إلقاء للزهور بأختلاف أنواعها كالجوري والبنفسج والقداح والياسمين ، ولم يثبث عنها أنها قتلت أو سلبت أوسحلت الشيوخ في الطرقات أ وأحرقت بيوت الله وغيرها من الأعمال الخيرية والبريئة جدا .. يوجه كلامه لنا ولكن من طرف خفي وكأننا نحن الذين صنعنا هذا الكلب الداعشي ، ولست أدري ولا المنجم يدري لماذا لن يستفتي قلبه وأن أقتاه من لايتقي الله في دماء وأرواح العباد ؟
وفي الختام هناك شخص يسمي نفسه ( فارس ) قد تطاول على شخص النبي محمد عليه الصلاة والسلام في تعليق اسفل موضوع الأخ النداوي أراه لم يعره بالا أظنه يهوديا صرفا ولست ظانا به أنه مسلم أو مسيحي .. على كل حال لي صولة مع هذا ( الكلب ) وأمثاله لأضعه في مكانه الذي يستحقه ولأجعله – بقوة الله – عبرة لبني جنسه أحفاد القردة ، وسأريه الوعد الحق الذي بشره به رب العزة ومن كتبهم فحسب ، اللهم أني استمد منك المنحة وأستدفع بك المحنة وأعوذ بك من شر نفسي ومن شر غاسق إذا وقب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..