23 ديسمبر، 2024 4:01 م

القول الصريح ردا على مقال( داعش ضحية روايات البخاري ومسلم وفتاوى إبن تيمية )

القول الصريح ردا على مقال( داعش ضحية روايات البخاري ومسلم وفتاوى إبن تيمية )

الحمد لله وكفا ، والصلاة والسلام على سيدنا المصطفى ، وعلى آله وصحبه أهل الوفا … أما بعد : عملا بمبدأ ( حق الرد المكفول ) لكل قارئ ، أقول وبعد الأتكال على الحي القيوم : أطلعت على موضوع كتبه الزميل ” حيدر عباس النداوي على موقعكم الموقر بتاريخ 19 آب الجاري ، وأود أن أنوه للسادة القراء أن النداوي لم يكن موفقا فيما تطرق اليه .. بل أنه دلس وغفل عن حقائق ناصعة جهلا منه أو تعمدا فأنا لاأعذره بالحالتين ، فلو كانت جهلا ناتجا عن قلة علم ، ما كان ينبغي الخوض فيما يجهله تجنبا لما سيرد من ردود أفعال ربما تتسبب له بأحراج هو في غنى عنه .. ونسي الزميل النداوي أن هناك أقلام لها نصل أكثر مضاضة ولها وقع قد يؤدي الى مالا يحمد عقباه .. على أية حال سأساقي النداوي ذات الكأس الذي حاول فيه أن يدس السم للذين لايعلمون الحقيقة ..
1/ فيما يتعلق بحديث الثقلين : سأفرد له موضوعا في حلقة قادمة نظرالأهميته البالغة فضلا عن كثرة الأدلة الواردة بصدده .وما يرافقها من أقوال العلماء الأفاضل ..

2/ تسلح النداوي بما ظن أنه حديث نبوي فقال 🙁 وكما جاء بالحديث النبوي الساكت عن الحق شيطان أخرس ) .. ولست أدري عن أي حق يتكلم ، فعبارة ” الساكت عن الحق شيطان أخرس ” نسمعها كثيرا هذه الأيام ، بل أن بعضهم ، ومهم الزميل النداوي ، ينسبها للنبي – صلى الله عليه وسلم – على إنها حديث نبوي ، فهل هذا صحيح أستاذنا ؟ إليك الجواب : يقول محمد عمرو عبد اللطيف في كتابه (( تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة )) الجزء الثاني صفحة 71 مانصه : << لم أقف على أصل صحيح ولا ضعيف عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا موقوفا على أحد من الصحابة أو التابعين ..، ولا رأيت أحدا من المصنفين في الأحاديث المشهورة تعرض له بنفي أو أثبات ، على الرغم من إشتهاره جدا في أيامنا هذه ، ومن طالع الصحف الجادة بأنتظام وجد كثيرا من المقالات قد صُدَر بها هذا الكلام ، وألصق بالنبي عليه الصلاة والسلام إلصاقا بصيغة الجزم سواء من أصحاب العمائم أو غيرهم من أهل الفضل والصلاح ،ومن الذين يظن بهم أنهم على قدر من الثقافة والتمييز العلمي .. والمصدر الوحيد الذي وجدت فيه هذا الكلام ، هو الرسالة القشيرية للأمام أبي القاسم القشيري – رحمه الله – إذ قال في الصفحة /62 باب الصمت : ” والسكوت في وقته صفة الرجال ، كما إن النطق في موضعه من أشرف الخصال ، سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق يقول : من سكت عن الحق شيطان أخرس ) !! ولمن لايعرف الدقاق هذا أقول : هو ابو علي الحسن بن الدقاق النيسابوري الذي يعد من مهندسي التصوف في عصره ( القرن الرابع الهجري ) .. يعتقد هذا الرجل بأن لشيوخه كرامات منها المشي على الماء ! .. والدقاق هو زوج أبنة القشيري ! >> اهـ … وهذه زلة أرتكبها قلم الزميل النداوي .
3/ يقول الزميل النداوي ، في معرض حديثه عن معاداة ما أسماهم ( الروافض ) : (( وعند النظر لهذه الأعمال الوحشية بتمعن نجدها لم تأتي ( كذا ) من فراغ ، فعلى سبيل المثال ، والأمثلة والشواهد كثيرة ، ما جاء في باب تكفير الشيعة ” الروافض ” )) ثم ساق أحاديث مختلفة سأتطرق اليها في موضوع لاحق .. لذا أقول : نسي النداوي مافعلته الميليشيات بعباد الله من قتل وتهجير وخطف وحرب منذ عام 2004 ولحد الآن ولم يتطرق اليها بكلمة واحدة أنما صب جام غضبه على السنة وأرتباطهم بداعش ، تأكد سيدي أن لاعلاقة للسنة بهؤلاء المجرمين ، فهم صنيعة قذرة لبشار الأسد وولي قم اللافقيه ، وإلا قل لي لماذا حارب الداعشيون الجيش السوري الحر الذي انتفض لأزالة الحكم الأسدي المستبد ولم يحارب النظام ؟ ولماذا لم يتوجه الدواعش صوب إيران التي تتنافر العقائد فيما بينهم ؟؟
وهناك امر مهم آخر إن كلمة ( الروافض ) لم نطلقها نحن بل أطلقها الله سبحانه وتعالى وكما أخبرنا بها سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه وأرضاه ، وإليك الدليل : روى محمد بن يعقوب الكليني بكتابه الكافي الجزء الخامس ص 34 إن جمع من ( الشيعة أتى اليه فقال : إنا قد نُبزنا نبزا أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا ، واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه فقهاؤهم ، فقال ابو عبد الله : ” الرافضة ” ؟! ، قالوا : نعم ، فقال لا والله ما هم سموكم .. ولكن الله سماكم به ) .. وهذا امر غفل عنه الزميل النداوي أيضا .وهناك حديث آخر رواه الكليني في روضة الكافي الجزء الثامن صفحة 338 عن أمير المؤمنين أنه قال : ( لو ميزت شيعتي لما وجدتهم إلا واصفة ، ولو أمتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد ) .. فها أنذا أضع لك الأحاديث تحت المجهر كما طلبت .
4/ ذكر الزميل النداوي أحاديثا في كتبنا تشير الى هدم القبور والشواهد فكانت حافزا للبعض فيما جرى .. لذلك أقول :مهلا أيها النداوي الجميل ، يبدو ان حضرتكم لم يقرأ ما جاء في كتب قومك من أوامر في هذا المجال وإليك النصوص
: أ – عن أبي عبد الله (ع) قال أمير المؤمنين < بعثني رسول الله صلى الله عيه وآله في هدم القبور وكسر الصور أنظر وسائل الشيعة / محمد بن الحسن الحر العاملي / الجزء الثاني الصفحة 087
ب – عن أمير المؤمنين (ع) قال : سمعت رسول الله صلى الله عيه وآله يقول : لاتتخذوا قبوركم مساجد ، ولا بيوتكم قبورا ” أنظر مستدرك الوسائل / للميرزا النوري الطبرسي / الجزء الثاني صفحة 379 .
جـ – عن أبي عبد الله (ع) قال : قال أمير المؤمنين (ع) : بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله الى المدينة فقال : ” لاتدع صورة إلا محوتها ، ولا قبرا إلا سويته ، ولا كلبا إلا قتلته ” .. وسائل الشيعة الجزء 2 الصفحة 869
د – عن أبي عبد الله (ع) قال : ” لاتتخذوا قبري قبلة ولا مسجدا ، فأن الله لعن اليهود حيث أتخذوا قبور أنبياءهم مساجد .. من لايحظره الفقيه / محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المعروف بالصدوق ، الجزء/1 الصفحة887
هـ – قال الصادق (ع) : كل ما جعل على القبر من غير تراب فهو أثقل على الميت ” .. من لايحظره الفقيه ج1 ص128 .. وأنظر وسائل الشيعة / الحر العاملي / ج2 ص 864
و – وعن علي بن جعفر قال : سألت أبا الحسن موسى (ع) عن البناء على القبور والجلوس عليها هل يصلح ؟ قال : لايصلح البناء عليه ولا الجلوس ، ولا تجصيصه ولا تطيينه ” أنظر كتاب الأستبصار لمحمد بن الحسن بن علي الطوسي ج1 ص 217 .. إذن سيد نداوي أياك أن تلج أبوابا لن تسرك أذا تم فتحها ، كان من الأجدر ان تتكلم بموضوع سياسي معاصر خير من دخول معترك ليس لك به علم ، فوالله لولا الأطالة لذكرت لك عشرات الأدلة التي تصب بذات الأتجاه ولأثبت لك ولغيرك أين تكمن الحقيقة ، فلا داعي من توجيه أتهامات باطلة لفئة من المسلمين هم أخوان لك وشركاء بذات الأرض منذ آلاف السنين ، لكنك ، ويبدو من خلال ماكتبت ، قد تأثرت بما يروجه الفرس من أضاليل ودجل وكذب ، رغم انها ستفتح عليهم نيرانا لايتمكنون من أخمادها .. فأتق الله ولا تعد أني لك من الناصحين ، في الحلقة القادمة سأرد عن ما تبقى من مقالتك المشار اليها ، والله لم يكن في بالي أضعك في موقف لاتحسد عليه لكنك من بدأ والبادي أظلم كما يقال ،، إن ما ذكرته ما هو إلا غيض من فيض ، وستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا. وختاما .. أتقدم بالشكر الجزيل لصديقي الأستاذ أياد الزاملي لأتاحته هذه الفرصة ، والشكر موصول للسادة القراء  الأفاضل على سعة صدورهم وتحملهم لرجل مشاغب مثلي .. وإلى لقاء