9 أبريل، 2024 5:09 ص
Search
Close this search box.

القوة والسلام!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

“الأقوياء بكل أرضٍ قد قضوا…أن لا تُراعى للضعيف حقوق”

القوة دريئة مطلقة ووسيلة لتحقيق كل شيئ!!
هذا ما يذهب إليه العديد من القادة وصناع القرار عبر مسيرة التأريخ , وفي زمننا المعاصر المألوس الفتاك لما يمتلكه من عناصر القوة والدمار الهلاّك.
واليوم تجري تفاعلات متواصلة في بعض الدول المتقدمة تشير إلى تأكيد القوة , ودورها ومطلقها في تقرير مصير الحالات الصاخبة والمتداخلة في ميادين الصراعات البشرية المتنامية.

ومنها تقضي بأن السلام لا يمكنه أن يتأكد إلا بالقوة , أي بفرضه على الأطراف المتنازعة , وهذا يعني أن القضايا التي عجزت البشرية عن الخروج منها , سيُسلط عليها وعيد القوة ويُرغمها على الرضوخ أو الإنمحاق الفوري والأبيد , مما يؤكد أن قضية العرب الأولى ربما ستكون في مهب الريح , وأن بوادر فرض الحل بالقوة سيكون هو السلوك السائد , فالقوة تفرض نفسها , وعلى الضعفاء المتناحرين أن يتمتعوا بتفتيق جراحهم وإستلطاف هزائمهم , وما وصلوا إليه من تمزق وإنحطاط وتفاعل خسراني أليم.

فالقوة هي السلطان والعنوان , والرادع الأقدر لغباء وسذاجة البشر الحيران.

ووفقا لذلك فأن المجتمعات الضعيفة ستكون الضحية الحتمية المطبوخة في أفران المصالح اللهابة , والمعدة بإتقان في أطباق شهية على موائد الأقوياء المفترسين.

فللقوة صوت وصدى وللضعف أنين وأسى , ومجتمعات إختارت طريق القوة وأخرى مضت في دروب الضعف , وكل يحصد ما زرع وبحوزته ما كسب.

إنها معادلات سلوكية وتفاعلات نفسية وآليات إقتدارية , وناموس يتحكم بالحركة وفقا لأنظمة دورانية محسوبة بإتقان كوني مطلق , لا تحيد عنه حركة أي موجود في وعاء الكون الشاسع الفسيح.

القوة تتكلم بلسان العديد من اللغات لكنها تعجز عن الكلام بلسان عربي فصيح , برغم توفر أسبابها وعناصرها ومواردها وثرواتها وقدراتها العقلية والنفسية والروحية والفكرية.

القوة ولسوف تفعل فعلها وتعبث في البلاد والعباد , الذين تناسوا أوطانهم وإندحروا في مسميات يُراد من ورائها حصدهم ببعضهم , وأخذهم غنائم حربٍ وهبات نخوة ونجدة وتبعية وخنوع وهوان.

القوة وعجلاتها بدأت تدور وأسودها إنطلق زئيرها , وعلى الأنعام أن تترقب مصيرها المحتوم!!

وإنها لقوة ذات شرَرٍ وشُرور!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب