الفضائح هي احداث سرية او خاصة تكتشف بالصدفة وتنشر او تبث للعلن بتعمد,حتى اصبحت تكنولوجيا المعلومات في عالم الالكترون وسيلة سهلة متاحة للجميع تقريبا,تستخدم في احيان كثيرة للتسقيط السياسي او الاجتماعي او لكشف الاسرار الشخصية,ماحصل في العراق بعد سقوط الموصل وتكريت بيد داعش,وخيانة شرائح واسعة من اهالي تلك المناطق للعراق وجيشه,ضنا منهم ان داعش الارهابي سيعيد اليهم مجد قائد الضرورة الملطخ تاريخه الاسود بدماء الابرياء من ابناء شعبنا وشعوب جيرانه,الفضيحة الاولى هي فضيحة فساد المنطقة الخضراء بكل قياداتها وكتلها البرلمانية,حيث الجميع مشترك بأظهار الجيش العراقي بهذا المستوى المخجل لبعض فرقه العسكرية المتخاذلة,وتعمد تأخير تسليحه وتدريب منتسبيه بالشكل الطبيعي المعتاد,فالحرب التي خاضها ويخوضها الان الجيش العراقي مع القوات البطلة من الحشد الشعبي(الحرس الوطني مستقبلا)هي ليست مع جيوش نظامية, انما عصابات ارهابية متخلفة,
يمكن التغلب عليها بسهولة حتى وان طالت مدة القتال معهم(علما ان الوضع في سوريا مختلف تماما فالمعارضة في سوريا ليست جميعها داعش هذا فضلا عن الامكانات السورية لاتقارن بالامكانات العراقية),
الفضيحة الاخرى دولية وليست عراقية,عندما انبرى وانتفض العالم بأسره لاقليم كردستان(بما فيه هولندا التي قالت انها تدرس ارسال مساعدات عسكرية للبيشمركة,والمعروف عن هذه الدولة تغلغل اللوبي اليهودي في حياتها السياسية والاقتصادية)بعد اقتربت فلول داعش الارهابية من قرى قريبة من اقليم كردستان, معتقدين انها قرى تركمانية شيعية,وقد كذب الاعلام الغربي بقوله ان داعش اقتربت من اربيل عدة كيلوامترات,والمعروف ايضا ان قيادة داعش العسكرية الرئيسية هي تركيا,فهل من المنطقي ان ترتكب تركيا حماقة جرالاذن للسياسيين الاكراد في مثل هذا الوقت,عندما شاهدت احتلال البيشمركة لكركوك والمناطق المحاذية للمحافظات الشمالية,وتبجح البرزاني بضرورة تغيير الوضع بعد احتلال مدينة النفط,واعادة نغمة حق تقرير المصير,
هذا امر مستبعد,لكن في عالم المؤامرات الدولية كل شيء ممكن,هذه الفضيحة المدوية التي تجاهلت الحكومة المركزية والقوانين والاعراف الدولية بتسليح البيشمركة,دون الرجوع الى الطرق الرسمية والبروتكولات الدولية في مثل هكذا مساعدات,فكانت بحق اشارات لهواجس نائمة تنذر بمخاطر مستقبلية لايمكن التنبأ بها,
هل قررت الادارة الامريكية والاتحاد الاوربي ومناطق التنفيذ الميداني لمشروع ارهاب الدول النفطية(السعودية وقطر ودول الخليج الاخرى وتركيا والاردن)بتغيير مواقفها بعد ظهور رايات داعش في مدنهم وقرب حدودهم مع العراق,
ام هو تغيير سيتراتيجي دولي لتنفيذ مراحل اخرى من مشروع تدمير الشرق الاوسط,
الدلائل والخبرات السياسية التاريخية تقول انه هذه الدول لايمكنها البقاء دون ايجاد هدف تصوب عليه اسلحتها الفتاكة,العدو المفترض الذي يحرك الاقتصاد الامريكي والاوربي وينعش سوق السلاح وعمليات التدخل العسكري في الدول المنتجة للطاقة العالمية,كردستان يراد منها ان تجعل من العراق افغانستان ثانية,
لتمرير مؤامرات اسقاط الجمهورية الاسلامية الايرانية ,والتواجد المباشر عبر قواعد دائمة تكون قريبة من روسيا والصين,
ولهذا اكثر الدول الحذرة المتخوفة من التدخل العسكري في العراق(ومن المحتمل ان يشمل سوريا)هي ايران وروسيا والصين,
فقد وجدت تلك الدول (اي امريكا والتحالف الدولي) بعد عمل مخابراتي طويل منذ خمسيسنيات ستينيات القرن الماضي الارض الرخوة الطيعة لهم,ومن هنا نجد ان خطوط 36 و32 على ما اذكر التي اقرتها الدول المنتصرة في حرب الخليج الثانية 1991,لم تعر اية اهمية لمحافظات الجنوب الغنية بالنفط,بينماعززت من تواجدها في شمال العراق, وساعدت من تثبيت سلطة الاحزاب الكردية في ادارتها,
اذن ماذا تعني لنا كعراقيين وكشيعة مستهدفين من الارهاب الدولي والاقليمي والعربي اقامة قواعد دائمة في كردستان العراق,
وماذا يعني ايضا تصريح كيري ان المعركة مع داعش والارهاب قد تطول,وهذه عبارات متداولة في سياسة البيت الابيض,
والتي تعني لاوجود لحل سحري سريع انما تخدير موضعي مؤقت,
هذا يعني لنا اننا بدأنا نخسر كل شيء ,ولم يعد لنا قوة لا على الارض ,ولا حتى في القرارات السيادية الرسمية المحلية او الخارجية,والدليل تدخل الادارة الامريكية في تشكيل حكومة العبادي ,وتأخير تسمية وزراء الداخلية والدفاع,اضافة الى اننا لايمكننا ان نقول للتحالف الدولي هذه مخاوفنا من تدخلكم العسكري, فهل عندكم ضمانات,لاننا بالفعل نحتاج الى مساعدة عسكرية لانقاذ
العملية السياسية الهشة اصلا,لان الوضع بالفعل خرج عن السيطرة,فالمشاكل او المخاطر الارهابية القريبة من العاصمة بغداد جدية ولايمكن احتوائها بالاسلحة والقوات المتواجدة حاليا(خصوصا مع وجود السياسيين الدواعش في الحكومة والبرلمان, ووجود كتل وافراد محسوبين على الشيعة يدعون انهم قيادات شيعية متعاطفة معهم من اجل حماية مصالحهم), فالضلوعية وجرف الصخر وبيجي اضافة الى بقاء الموصل واجزاء من تكريت والانبار وديالى لازالت بيد داعش اغلقت الافواه المزايدة على الاخرين بوطنيتها الزائفة……,فمن يريد بناء دولة ديمقراطية حديثة خارجة من اوحال الماضي الدموي المؤلم(الدكتاتورية الدموية,الحروب,الحصار الاقتصادي,النفي السياسي والتهجير الطائفي,الارهاب,الفساد)بالمحسوبيات والطفيليات الشخصية,هذه نتائج تصرفاتهم الرعناء التي يخرج منها كل شيء متوقع او غير متوقع,نهب منظم لثروات الشعب,خدمات معطلة,اعمار كاذب,جيش مفكك ,شرطة وحمايات شخصية تم قبول اغلبها بدفع الرشوة,ترشيح وزراء يصلحون لاي وزارة,حصر العملية السياسية بتكتلات حزبية عائلية للاستأثار بالحكم والوظائف العليا ,ترسيخ نماذج وتصرفات حكومية سيئة بأخذعمولات العطاءات والمقاولات الحكومية,بيع الوظائف الوزارية بما فيها كراسي الوزارات والسفارات والقناصل والمدراء العاميين,تشجيع ظاهرة التشيع الزائف وان الفرج لن يأتي الا بخروج المهدي عج,تقديم ابناء الجنوب قرابين المصالحة الشيعية السنية الفاشلة,
الغاية منها استنساخ تجربة الارهاب التي دمرت اهالي بغداد والمناطق المحيطة بها,
لاسكات اهالي الجنوب,كل هذا القليل من كثير الانحرافات والانتكاسات السياسية,لايحصد الشعب منه الا مزيدا من الضحايا والدماء كجريمة سبايكر وغيرها,وطابور طويل من ملفات الفقر والحرمان والتهميش الشيعي الشيعي.
امريكا والاتحاد الاوربي وقطر والسعودية وتركيا والاردن مستنقع ملطخ بدماء الابرياء,ابتعدوا عنه قدر الامكان,ولاتسمحوا لهم ياساسة المنطقة الخضراء بالتمادي في عزل كردستان العراق عن المركز,وجعله اقليم اقرب للانفصال منه للبقاء في عراق موحد,ان سياسة الشك والحيطة والحذر في التعامل مع محور الشر هذا ,جزء من سياسة جس النبض حتى النهاية,والا فالوضع سيتطور ليصبح ليس تقسيم لعراق مفكك اصلا,انما خلق بؤرة وجغرافية مناطق دائمة التوتر,لايستطيع احد ان يخرج من دوامتها دون خسائر,ولهذا ننصح حكومة المحاصصة ان تتريث في اي خطوة او قرار تنجر اليه مع هذه الدول,وان تستمع جيدا لنصائح المعترضين على تلك التدخلات,لان وضع كردستان ان لم يتم احتوائه سيكون نقمة وبلاء على بلادنا…