عجيب و غريب أمر المحسوبين على إيران و التصريحات و المواقف الملفتة للنظر التي صدرت أو تصدر عنهم بخصوص سياذن و إستقلال العراق و ضرورة أن يکون حرا و صاحب إرادته دونما أية وصاية أو ماشابه، ذلك إنهم يطبقون مصطلح”القوات الاجنبية”، على القوات الامريکية فقط في حين يتعمدون إستثناء القوات الايرانية منها بل وإن البعض منهم يتمادى أکثر من ذلك بأن يعتبرها”قوات شقيقة”!
لانريد هنا الادعاء بأن القوات الامريکية هم إنسانيون و نموذجيون لکن يعلم کل عراقي جيدا بأن ماقد عاثت به القوات الايرانية(وبالاخص قوات الحرس الثوري) في العراق من فساد و إفساد و جرائم و إنتهاکات مروعة، لم ترتکب القوات الامريکية مثيلا لها، خصوصا وإنها لم تقم بتشکيل أذرع طائفية لها في العراق ولاقامت بفرض المواقف على الاطراف العراقية المختلفة بعمليات التفجير أو التهديد بها، کما يقال عن التحالف”المثير” بين قائمتي”سائرون”و”الفتح” والاسباب الحقيقية الکامنة خلفها.
عندما يشير القيادي في تحالف الفتح، النائب فالح الخزعلي، يوم الإثنين الماضي، أن الاستهداف المتكرر من الأمريكان لقوات عراقية تقاتل داعش تستدعي الغاء كل الاتفاقيات بين العراق وأمريكا، مؤكدا بأنه لن يتم قبول رئيس وزراء مقبل ما لم يحدد موقفه من تواجد القوات الاجنبية. فإن هذا الکلام فيه الکثير من اللف و الدوران و التمويه المقصود، من أجل أن تکون خلاصته و زبدته وجود تبرير مقبول لتواجد القوات الايرانية، فالقوات الامريکية همج رعاع و على علاقة بتنظيم داعش، لکن هذا النائب الهمام لايتجشم عناء إلتفاتة صغيرة الى سوريا لکي يرى کيف إن المخابرات الايرانية و قوة القدس الارهابية تقوم بعمليات تنسيق غير مسبوقة مع داعش و تعمل على مساعدتها و إسنادها لکي تنشط من جديد حتى ضد”حلفاء الامس”، أي الروس بعد التطورات الاخيرة التي جرت.
من خلال إجراء عمليات جمع و قسمة و طرح و جمع بسيطة، يتبين بأن النظام الايراني و ترکيا کانا الطرفان الاکثر إستفادة من دور داعش في سوريا و العراق، وهما صاحبا أکبر دورين مشبوهين بهذا الصدد، وهنا لاندافع عن القوات الامريکية و لاحتى نقوم بتبرئتها من”التمرغ”في الوحل الداعشي، لکن نٶکد بأن الذي أجاد إستخدام داعش و نجح في تجنيده و توجيهه بالصورة المطلوبة، هم الايرانيون و تحديدا في قوة القدس، أو مرکز إستقطاب التنظيمات المتطرفة و الارهابية و على رأسها داعش.
من السهل خروج القوات الامريکية من العراق و طي ملفهم، ولکن من الصعب جدا جدا القيام بنفس الشئ مع القوات الايرانية بعد أن تمکنت من تأليف جيش من الميليشيات التابعة لها و تخضع لها عسکريا و عقائديا، ومن دون شك فإنه ومن دون حدوث عملية تغيير جذرية في إيران و إسقاط النظام، فإن الاوضاع السلبية في العراق بشکل خاص و المنطقة بشکل عام ستبقى على ماعليه الان وهذه الحقيقة يٶکد عليها التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية#FreeIran2018، في نهاية حزيران الجاري في باريس و الذي يدعو و يعمل من أجل تحقيق هذا الهدف، ونقول بکل صراحة ومن دون مواربة بأن التابعين للنظام الايراني لايجرٶون على طرح موضوع خروج قواتها، لأنهم وبکل بساطة يمثلون بديلا لها!!